بارت 49

293 26 9
                                    

إکتفی مارك بالتحدیق في وجه یوري الضاحك دون قول کلمة حتی إنتهت من سخریتها و حاولت التحدث من بین قهقاتها : لا أظن أنه علیك الخوف من الخنازیر بعد الأن کل ما علیك فعله هو الغناء لهم و سیهربون بعیدا لإنقاذ سمعهم من صوتك المریع

قطب مارك حاجبیه بعبوس خاصة و أنها عادت للضحك مجددا فأدار لها ظهره و أکمل العمل علی عجة البیض خاصته وهو یقوم بخفقها و حاجباه الثخینین ملتصقین بجفونه ما یدل علی غضبه الشدید في هذه اللحظة،،
توقفت یوري عن الضحك عندما رأت هذه الملامح علی وجهه لتقترب منه وهي تسأله بجدیة : لما أصبحت عصبیا جدا مٶخرا و تغضب بسرعة ألم تقل أنك تغیرت و أصبحت مارك جدید و لطیف ؟

أجابها مارك بحدة مستمرا بالخفق و دون أن ینظر إلیها : وهل ترین أني غضبت أنا فقط ترکت لکي المجال واسعا للسخریة مني قدر ما تریدین أنا لم أقل أي شيء

یوري بجدیة : لم تقل شيء و لکن نظراتك ..

إلتفت لها مارك یرمقها بنفس النظرات الغاضبة و یسألها بحدة : ما بها نظراتي ؟!

بلعت یوري ریقها الذي جف من التوتر و إکتفت بالنظر في عیونه الغاضبة دون قول کلمة،،

“ سألتك ما بها نظراتي أجیبي “ :
تجاهلت یوري سٶاله و إکتفت بالنظر إلیه ثم أجابته بتوتر : لا شيء

أدارت ظهرها لتغادر لکن مارك جذبها بقوة من معصمها حتی کاد أن یلتصق صدرها بصدره،، إلتقت عیونهما بشکل مباشر لیجیبها بصوت یشبه الهمس لکنه مسموع : عیوني حزینة لأنها لا تری الحب الذي تتوق إلیه،، هذا هو خطب نظراتي

رأت یوري الحزن متجسد حقا في عینیه ولم تستطع التفوه بکلمة حتی أفلتها من یده فجأة و أدار لها ظهره لیتحدث بحدة : إن کنتي قد إنتهیتي من سخریتکي مني فیمکنکي الذهاب الأن

حدقت به یوري من الخلف للحظات وهي مترددة ما بین الذهاب أو التحدث معه و إحتاجت لدقیقة کاملة حتی حسمت أمرها و قررت المغادرة لیتنهد بإستیاء و کأنه توقع هذا فهي لن تبق معه رغم کل شيء

في هذه الأثناء کانت سوزي في غرفتها تحاول النوم لکنها لم تستطع نسیان أن شیومین یستلقي بجانبها فبدت متوترة جدا وهي تتقلب یمینا و یسارا عاجزة عن تثبیت نفسها علی وضعیة واحدة،،
زفر شیومین من کثرة حرکاتها الغریبة و تذمر بحدة : هل یمکنکي التوقف عن الحرکة مثل السمکة خارج الماء أنا أحاول النوم هنا ؟

رفعت سوزي رأسها عن الوسادة و حدثته بإنزعاج : لا یمکنني النوم و أنت بجانبي لما لا تستلقي علی الأریکة

أجابها شیومین بحدة : لا یمکنني النوم علی الأریکة فقد تکسرت عظام ظهري بسببك لذا نامي أو إذهبي للنوم في غرفة یوري

إستدار للجانب الأخر لیقابلها بظهره و یغطي جسده بالبطانیة بینما سوزي تنظر له بحدة،، إحتاجت لدقیقة لتفکر بما ستفعله و حدثته بحدة : حسنا سأذهب لکن لیس للنوم مع یوري بل للنوم مع مارك لا تلمني علی ما سیحدث لاحقا

فتح شیومین عینیه بسرعة وقد ثارت الدماء في عروقه من الغضب فهو لن یتحمل هذا المزاح ولو علی سبیل المزاح لکنه بقي مکانه ولم یتفوه بکلمة لأنه یعرف جیدا أن سوزي لن تفعل شیئاً کهذا

“ ألم تسمعني لقد قلت أني سأذهب للنوم مع مارك “
سألته سوزي بحدة و توقعت أن یحاول منعها لکنه صدمها بجوابه اللاذع : وهل تریدین أن أوصلکي إلیه بنفسي أنتي تعرفین الطریق یمکنکي الذهاب وحدك

عضت سوزي علی شفتیها بغیظ وقد طفح الکیل عندها، برود شیومین أصبح یعبث بأعصابها کثیرا ولم تعد تستطیع التحمل لکنها قررت تجاهل الأمر الأن لتمر هذه اللیلة علی خیر و إستلقت مجددا علی السریر بجانبه وقد قابلته بظهرها،،
إبتسم شیومین بزاویة فمه لأنها لم تنفذ تهدیدها و تغادر الغرفة مع ذلك قرر إستفزازها أکثر،، رفع رأسه عن الوسادة و سألها بحدة : لما لم تذهبي بعد هل نسیتي الطریق إلی غرفة الجلوس ؟

رفعت سوزي رأسها عن الوسادة أیضا و سألته بغضب : أي نوع من الأزواج أنت هل سترسل زوجتك للنوم مع رجل غریب

شیومین بحدة : وهل تعترفین بهذا الزواج من الأساس ؟ أنا من أکون بالنسبة لکي ؟ مجرد طبیب أخطأ تقدیر مرضك و دمر حیاتك ثم تزوجك بدافع الشفقة أصبحت حیاتك تعیسة بسببه لهذا لا ترتدین إلا اللون الأسود ألیس هذا هو إعتقادکي عني فلماذا تتصرفین مثل زوجة غیورة الأن مالداعي للتمثیل ؟

أنهی کلامه و إنتظر ردا من سوزي التي بقیت مکانها تحدق به بغضب،، هو قال ذلك لإستفزازها و إرغامها علی الإعتراف بهذا الزواج ولو عن طریق زلة اللسان لکنها إستلقت مجددا لتقابله بظهرها وهي تقول بحدة : لا أرید الجدال معك في منتصف اللیل

عض شیومین علی شفتیه بغیظ فهذه المرة هي من قامت بإستفزازه ببرودها و أردف بحزم : إذن سأنام في غرفة یوري ولا تلومیني إن حدث أي سوء تفاهم بعدها،،

کان سیذهب حقا لکن سوزي إنتفضت بسرعة من مکانها لتمسك ذراعه و تحدثه بنبرة یحتضنها الدلال و العبوس : متی طلبت منك الذهاب للنوم في غرفة یوري أنا لم أقل ذلك

“ لکنکي لمحتي “ : أجابها شیومین بحدة وقد سحب ذراعه بقوة من قبضتها لتضیف بنفس النبرة : حسنا أنا أسفة لکن لا تذهب أرجوك نحن في شهر ینایر وقد تمطر اللیلة أیضا سأخاف إن بقیت وحدي في الغرفة

شیومین بحدة : تخافین مع ذلك أنتي في وضع یسمح لکي بالتذمر مني و تهدیدي بالنوم في غرفة أخری مغرورة صغیرة

حینها أرعدت السماء بصوت بث کل معاني الرعب و الخوف في قلب سوزي و جعلها تنتفض بکامل جسدها و تقفز لأحضان شیومین تضمه بکل قوتها و کأنه سیهرب منها،،
ربت شیومین برفق علی ظهرها و ضمها إلی صدره بحنان و حب فهو یعلم عن خوفها بشأن الأیام الماطرة و أراد أن یشعرها بالأمان وهي معه لذا إکتفی بضمها دون قول کلمة،،
عیون حزینة کانت تراقبهما من زاویة الباب تحمل داخلها خیبة الأمل وکل معاني الحزن،، تحطم قلب یوري عندما رأت هذا الحب بین الإثنین و عناقهما لبعض مثل أي زوجین یحبان بعضهما و لأول مرة شعرت أن شیومین لن یکون لها أبدا لکنها لم تستطع أن تشح بنظراتها عنهما رغم الألم الذي کانت تشعر به في تلك اللحظة،،
مر مارك بالصدفة من الغرفة فهو بحاجة لذلك حتی یصل لغرفة الجلوس لکنه رأی یوري واقفة أمام غرفة شیومین و سوزي و نظراتها الحزینة معلقة في الداخل،، إنتبه أیضا لوجود دموع صغیرة تنهمر من عینیها فکان ینظر لها بهدوء و إهتمام

________________Sheitana23________

طبیبي هو عدوي ( مکتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن