part 3: قلم

236 17 13
                                    


* ساح حبري الاسود على ورقتك البيضاء ،
أنا ارى لون عينيك *

~~~

" أبي... إلى متى تنوي ابقاءه في المنزل "

تكلم ذاك الوسيم ليجيبه الكهل  الجالس على مكتبه العتيق مقابلا له بهدوء

" إلى أن يشفى"

رفع الوسيم احد حاجبيه و ردف متسائلاً

" فحصته البارحة و كان احسن من الاحصنة... هل اصابته نزلة برد اخرى بهذه السرعة؟ "

تنهد الرجل الخمسيني محدقا بالسقف بعد ان اسند ظهره كليا على كرسيه الجلدي الفاخر ليجيب بملل

" دعه يرتح قليلا ...لقد اكثرت عليه بطلباتي مؤخرا"
" لديه مدرسة و الامتحانات الاسبوع المقبل"

ابتسم الاخر وقال بسخرية

" تعرف جيدا انه اراد الذهاب لذاك المكان المقيت فقط ليحصل على شهادة تخرج ويحسن صورة العائلة ...  هو حتى افضل من معلميه... سأتركه يذهب الاسبوع القادم "

ركن الاصغر مرفقيه على فخذيه وشابك اصابعه بعد ان اتكأ بجذعه العلوي للآمام
بقي على تلك الحالة للحظات و كان السكون يجول في المكان
ليقطع جولته تلك ذاك الوسيم بتكلمه دون ان يرفع عينيه عن اصابعه المتشابكة امامه

" متى تخبره... اقصد... آلا تعتقد ان الامر يصبح اصعب كلما طال الامر اكثر؟ "

عقد حاجبيه و ردف محاولا كتم غضبه من كلام الآخر

" أخبرتك ان لا تطرح هذا الموضوع امامي لوهان "

انزل لوهان رأسه بيأس و شعور الاسف تملكه اتجاه ذاك الجاهل المسكين الغائب بينهم

" آسف سيدي "

استقام بعدما اطلق تلك القنبلة لتنفجر بأذني القابع امامه فيجن جنونه و يصرخ بصوته المبحوح بسبب تقدمه في السن

" أخبرتك أني لا احبذ كلامك معي بهذه الطريقة... غادر من امامي الآن"

انحنى المعني بالامر و خرج دون التفوه بشيء فهو يتفهم سبب انفعال الاكبر 

                          ~•~                          
طرق لوهان الباب عدة مرات لكن لا استجابة... شعر بالقليل من القلق فتجرأ و فتح الباب بسرعة
ليخمد قلقه برؤية الاخر يخرج من الحمام لافا فقط منشفة ناصعة على خصره و على وجهه ملامح بين الصدمة و الاستفهام

اطفال الميتم  1 : في انتظار ان تنادي اسمي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن