فعادت الغامضة لإكمال أعماله وهي تشتمهُ داخليَّاً على تذكيرها بصديقها الآخر الأحمق الذي سافر مجدداً وقد أرسلَ لها بعض الرسائل والاعتذارات بانشغاله الدائم لهذهِ المُدَّة.
وفي يوم العرسِ بالذات كانت ترتشف من كأس العصير وترتدي قبعة تغطي بها رأسها وملامحها، شعرها المنسدل بحريَّة مع ابتسامة جانبيَّة وخبيثة تشقُّ وجهها وملامحها الهادئة والمستمتعة مع نظارات شمسية سوداء تغطي بها لون عينيها هي دائماً تخرج هكذا حتى عندما قابلت رئيس اليونان وفي كل مكان تذهب إليه سواء في العمل أو غيره،
كانت تقف في زاوية بعيدة عن كل الحضور لكنها تستطيع مشاهدةَ الجميع وأقنعتهم المزيفة والابتسامات المصطنعة .
وضعت كأسها بعدما أنهت نصفه وهي عازمة على تنفيذ ما تخطط له ..... تقدمت من والدة العريس كاثرينا لتبارك لها وقد كان حولها العديد من النساء من الطبقة الغنيَّة .
الغامضة بابتسامة : مباركٌ لكي سيدتي زواجُ ابنك.... لكن أينَ هو ؟! وأينَ العروس ؟!
كاثرينا : عزيزي مارك قد ذهب لجلبِ العروس من الصالون ..... فهذا واجبه .
الغامضة بابتسامة خبيثة : لكن ألم يتأخرا ؟! أقصد أننا منذُ مُدَّة ونحنُ واقفونَ هنا لماذا لم يأتيا؟!
كاثرينا وقد نظرت إلى هاتفها فأدركت أنهما منذُ نصف ساعة كانا يجب أن يأتيا فرسمت ابتسامة مصطنعة وزائفة وتكلمت : أجل .... لكن كما تعلمين العروس تحتاجُ وقتاً أطول .
فتكلمت إحدى النساء : يبدو أنها مدللة كثيراً لتأخذ وقتاً كبيراً .
كاثرينا : أجل فأنتي تعلمينَ فتيات هذا الجيل والآن عن إذنكن ثُــمَّ أسرعت بالذهاب إلى دورة المياه وأخرجت هاتفها فوراً واتصلت بِـ مارك وتكلمت بغضب: مارك أين أنتَ ؟! لماذا تأخرتما؟!
فسمعت شخص آخر يتكلَّم بالخط : أعتذر سيدتي لكن ابنك قد سافر مع حبيبته منذُ سبعة ساعات بعدما طلبَ يدها من أهلها وألبسها الخاتم أمام جميع مَنْ بالمطار وللأسف لن تجديهما أبداً ..... إلى اللقاء ومبارك على العرس فسيدتي قد مهدت له الرحلة وأعطتهُ الكثير من المال وحجزت لهُ بعدما ترك كل أغراضهُ هنا حتى بطاقته البنكيَّة الخاصة بكما
ثُــمَّ أغلق الخطَّ بوجهها وكسر الهاتف ثُــمَّ أرسل لسيدته كلمة واحدة تعني الكثيرَ لها * تمَّت *
فارتسمت على وجهها أكبر ابتسامة بعدما وصلتها الرسالة سرعانَ ما وصلتها فرفعت رأسها لتتأكدَّ حقاً فرأت وجه كاثرينا المفزوع والغاضب فتوجهت نحوهنَّ وتكلمت بابتسامة مزيفة : لحظات وآتي لنكمل حديثنا ثُــمَّ ذهبت بسرعة وسحبتهُ عنِ المكان بهدوء وهمست بإذنهِ قائلة : مارك هرب مع حبيبته ولم ينتظر ما وعدناهُ بِهِ فماذا سنفعل ؟!!! نحنُ الآن بمشكلة كبيرة .
أنت تقرأ
ذات الوجهين
General Fictionتمتلك بالفعل وجهين وتخفيهما تحت قناع البكماء...... فتاة شهدت موت والديها أمام عينيها .... عاشت بمعاناة كبيرة ورغم هذا كافحت وصمدت فهي لم تكن فتاة بكاءة .... كانت ولا زالت رافعة رأسها بكبرياء محافظة على كرامتها أمام مجتمع قد انتهك جميع حقوقها خصوصا...