لم تجد شهد مفر سوى بالركض نحو عمها لتقف إلى جواره تحتمى به، وقف عاصم يرمقها بغيظ ليتحدث حسين الراوى قائلًا : كفاية لعب عيال بقي
جذبت كريمة يد شهد لتتألم الأخرى بخفة تبعتها بقولها : فى ايه يا ماما ؟!
أجابتها كريمة بحدة هامسة : فى إن بجاحتك زادت، قولتلك قبل كدة تفكرى كويس قبل ما تتكلمى
وقفت صفية تبعد يد كريمة عن شهد ثم ابتسمت بلطف قائلة : خلاص يا كريمة مش قصدها .. كانت بتهزر
كريمة بحدة : مفيش بت تهزر بالكلام ده
حاولت صفية تهدئة كريمة بكلماتها اللطيفة و كذلك الدفاع عن شهد إلى أن قطع حديثهما قول حسين و هو ينظر لعاصم : تاخدها توديها الجامعة
زفر عاصم بحنق لتسرع شهد قائلة : لاء عاصم لاء.. سواقته وحشة و أنا لسة صغيرة
حسين : معلش يا شهد النهاردة لحد ما جبلك سواق مخصوص
اعترض عاصم قائلًا : بس أنا عندى شغل مهم و مش فاضيلها
نظر له حسين بحدة قائلًا : عارف أنا الشغل بتاعك ده شكله ايه
تنهد دياب و هو يراقبهم ثم قال : خلاص أنا هوصلها
نظر له عاصم بسخرية ثم قال مزاحًا : أنت عارف من هنا لمصر على ضهر الحصان هتاخد قد ايه ؟
ابتسم له دياب بتكلف ثم قال : زى من عقلك للفهم كدة
ضحكت ورد على أثر ذلك بينما اقتربت شهد من دياب ثم قالت : طب يلا علشان متأخرش
نظر لها دياب ثم اومأ برأسه ليتجه نحو الباب قائلًا : هتطلع العربية و استناكى بره
نظر عاصم لهم قائلًا : طب اروح اشوف شغلى بقي
رمقه حسين بتحذير ثم قال : لو سمعت عنك أى حاجة تاني ..حسابك هيكون كبير
ابتسم له عاصم قائلًا : ربنا يخليك ليا يا كبير و تعيش و تسمع عنى
ثم ركض للخارج لتعلو الدهشة وجههم جميعًا، ابتسم حسين بخفة لا يصدق هذا المشاغب و لا يفهم متى سيفكر بجدية قليلًا، صعدت ورد الدرج متجهة إلى غرفتها و لكنها عدلت عن هذا القرار و غيرت اتجاهها لتستقر أمام غرفة رقية
طرقة الباب ثم دلفت بهدوء لتجد رقية تقف أمام نافذة غرفتها المطلة على الحديقة، اقتربت منها ورد بهدوء لترى ما يسلب عقلها، لم تتفاجئ عندما رأت دياب يقف أمام سيارته ينتظر خروج شهد التى لم تلبث كثيرًا حتى خرجت و رحلت برفقته، كانت رقية شاردة تمامًا، تنظر له هو فقط و لا شئ أخر سواه، تتساءل متى ستظفر به؟ لقد نال من قلبها لأعوام طوال، ملامحه الحادة و الهادئة فى الأن ذاته، صوته الأجش و نظراتة القوية، الهيبة الذى يفرضها وجوده فى أى مكان، رائحته العطرة التى تزعزع روحها متى لامست أنفها
أنت تقرأ
" هن و هاميس "
Lãng mạnعندما يجتمعن بالحياة فتسقط كل منهن في إناءٍ طائرٍ، يحملها على ظهر حمامةٍ بيضاء لا أعين لها إناءٌ من الحبِ المقيد بين تلك الخاضعة و هذه المتمردة، القوية و الضعيفة، السمينة و اللصة، العاشقة و الهاربة. إناءٌ يعلوه غطاءٌ من الكبرياء، الغدر، الانتقام و...