الجزءُ الأول: كيوبيد ؛ ملاكُ الحُب.

1.5K 109 99
                                    


-

( " كيفَ أمضي بينما قَلبي هنا؟ لا!
فلتُعِد أيها الصلصالُ جَسدي وفتِش عن فؤادِك ... ")
- ويليام شيكسبير.

" أمي؟" – نادى بصوتِه الصَغير,
يمشي ذو التاسِعةَ حافيَ القدَمينِ بهدوء,
الحاديةَ عشرَة مساءًا في بكين-الصين,
وقفَ على رؤوسِ أصابِعه مُحاوِلًا فتحَ الباب ..

"هان" – نادت مستغرِبة,
يمشي إلى غُرفةِ المعيشة عوضًا عن تشبثهِ ببابِها,
" أمي " – " لماذا أستقظتَ عزيزي؟ "
وضعَت كتابها على طاوِلةِ القهوةِ الخَشبية,
أمامُها نارٌ تحرقُ الحطبَ بهدوء بينما يأويها مقعدها العَتيق بردَ الشتاء ..

" أشتقتُ إليك " – قالَ لوهان بلطف,
تلتَقِطهُ  ليجلِسَ فوقَ فخذِها الدافِئ,
على الرغمِ من سنِه, لوهان كانَ طِفلًا ضئيلًا,
يقترِبُ رأسهُ الصَغيرُ من عنقِها نعِسًا,
تنهدَت هي, تُبعِد رأسهُ الذي دونَ قصدٍ ضغطَ على منفذِ غسيلِ الكِلى فوقَ صدرِها ..

تحتضِنهُ أقرَب بينما عيناهُ النعِسَة حدقَت في كتابِها الغَليظ,
" أمي, انتِ تقرأينهُ دائِمًا! " – تعجبَ في دِفئِ أحضانِها,
" يجعلني أتذكرُ والِدك. " – داعبَت شعرهُ الناعِم,
يُحاوِلُ قِراءةَ عنوانِ الكِتاب,
لتسبِقهُ هي " روميو و جولييت, ربما تقرأهُ يومًا."

سمعها عندما قالَت بينما تغلبهُ راحتهُ في أحضانِها لينعسَ أكثَر,
ثمَ ينام ..

*
*
*
*

" شكرًا سيدتي .. " – كانَت خَلفيةُ الموسيقى في المقهى الذي عملَ بِه لوهان,
بينما هوَ يُواصِلُ تَبديل الزهورِ الذابِلة فوقَ الطاوِلات,
هرولَ الطَويل إليه " هيونق, النساء يبحثنَ عنك" – إستدارَ لوهان إليه فقَهقَه,
" انا مشغول, بحقِك يمكنكَ إستلامُ طلباتِهن" – " لايبدونَ سعيدات كما يفعلنَ دائِمًا " – إحتجَ الآخَر يُساعِد لوهان بأن وضعَ زهورِ التوليب فوقَ الطاوِلة بهدوء..

" انا لدي صَف بعدَ ساعتين, لا يمكنكَ مواصلةُ النياح جيتشول" – " لا يهم" – عادَ الطَويل إلى صندوقِ الحِساب بهدوء,
لوهان دائِمًا ما يستلِمُ الطلبات هنا,
لكِن اليوم قررَ تغيَّر دورِه المُمِل ؛ إلى خدمةِ الطاوِلات ,
أقلُ مللًا ..

" عذرًا, أيمكنني الطَلب ؟ " – إستدارَ لها لوهان,
ينظرُ إلى الطاولةِ خلفه فيبتلِع إرتعاشته,
يبتسِم عندما مازحَت الشمسُ عيناه الحساسَة,
" بالتأكيد. " – إقتربَ بقلمِه و مُذكِرتهُ الصَغيرة,
إلى الشاحبِ عريضِ المَنكبين..

لوهان لم ينساهُ منذُ يومين,
عندما أتى من أجلِ الكابتشينو و البانكيك,
يقِف بهدوء أمامَهُ هوَ و صديقه,
" الكابتشينو و البانكيك مجددًا؟ " – قالَ لوهان,
يعقدُ الذي يحمِلُ حاسوبهُ المَحمول حاجبيه,
" انتَ تتذكَر؟ "- ابتسَم,
يتبعثرُ لوهان فيهزُ رأسهُ موافِقًا ..

Backseat.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن