Backseat.

الجزء الرابِع: الروحُ الغَريبةُ برفقتي..

.

.

( " فليَنزُل النعاسُ في عينيكِ و في فؤادكِ السَكينة,
و ليتني أكونُ النعاسَ و السَكينة")
- ويليام شيكسبير, روميو و جوليِّيت ..

.

.

بكين - 2012..

خطواتهُ مُتقارِبة بينما يُحارِبُ حُرقةَ ساقيهِ من تسلقِه للتَل مسبقًا,
عائِدٌ إلى المنزلِ سيرًا على الأقدام بينما يحمِلُ كيسًا بلاستيكيًا مَملوءً بالطماطِم الناضِجة,
أذُناه تَستَمع إلى سيلين دِيون بينما هاتفهُ المَحمول بقى في جيبِه الضَيق ..

عقدَ حاجبيه عندما مرَت بهِ رياحٌ قَوية تحرقُ عيناه,
رائِحتها مُفَخَخة و لوهان وقفَ في حيرة,
اِبتلع يقبِضُ على الكيس أكثَر,
تحركَت قدماهُ مُجددًا مُتردِدة,
أنفاسهُ تُغادِره و كأنَه في أدكَنُ دِكةٍ في عقلِه ؛ يشعرُ بسوء ..

بدأت أقدامهُ تتسارع عندما شاهدَت عيناهُ دُخانٌ أسوَدٌ في سماءِ الحَي,
يهروِلُ أسرع بينما يسمعُ أصواتُ الجيرانُ يتهامسون,
" أمي!" - صرخَ عندما توقفَت قدماهُ للحظةِ اِستيعابِه أنَ منزلهُ هوَ مايحترِق,
" إلهي أمي!! ساعدوني!" - قالَ بينما تناثرَت مُشترياتهُ أرضًا,
كفُ الرجلِ الصيني العَجوز تمسكَت بجسدِ الشابُ الصارِخ برعب,
الشابُ الذي ركضَ متجِهًا إلى الحَريقِ المُدوي؛ ليَمنعهُ من مشاهدةِ مايحدُث ..

" لا أرجوك, والدتي بالداخِل دعني أذهَب !!" - قالَ يصرخُ أكثَر بينما كفيّ العجوزُ تداعَت بضعفٍ لركلِ لو الخائِف,
عيناهُ تَدورُ حولَه بينما يَتجِهُ إلى أحدِ النوافِذ بسرعَة,
يبتلعُ صَدمتهُ فيتلونُ وجههُ بالأصفَر,
" أمي " - همسَ لجسدِها الجالِسُ أمامَ النافِذة..

" أمي, لماذا؟!" - بداخِلهُ تساءَل بينما إرتعشَت ساقيهِ للنيرانِ حولَ جَسدِها المُحتَرِق,
يجلِسُ أرضًا بينما رائِحةُ ثيابِ جارتهُ التي اِحتضَنته تشابكَت مع رائِحةِ الدُخان,
ليفقِدَ ذو الملامحِ الصفراءَ وعيهُ بينَ ذِراعيها,
لن يَنسى أبدًا ذو الستةِ عشرةَ عامًا ملامِحُ والدتهِ الدامية,
بينما تُمسِكُ بسِلكِ الغازِ الأسوَدُ السَميك..

مُعلِنةً اِستِسلامِها لِابنها الوَحيد,
بعدَ مُضيِّ سنواتٍ طَويلةٌ من تماسُكِها ..

.

.

.

" لوهان " - تبعثَرت حولَ النائِم بهدوء,
" لو هان !" - يشعرُ بكفٍ دافِئٍ على كفِه,
فتحَ عيناه ثمَ أستقامَ ظَهره,
ينظرُ إلى الشاحِب متمنيًا أنَ جميعَ ما حدثَ كانَ كابوسًا مُريع,
" همم؟ " - همسَ بينما إحتضنَ وجههُ بينَ كفيهِ بسرعة,
" نحنُ في بوسان " - ينظرُ لوهان إلى غروبِ الشَمسِ بعدَ أن قالَ هون ذلك ..