- نصوصُ شِكسبير, مُقدِمة.

2.8K 124 82
                                    




📖-

( " عفوًا لئِن كانَت يدي تِلكَ الأثيمة قَد مسَّت الحَرمَ المُقدسَ في يديكِ ؛ فدنستَه,
فلرُبما لي أن أزيلَ خطيئةٌ بخطيئَةٍ عذبَة ؟
إذ أنَ لي شفتينِ كالحُجاجِ حمراوتينِ من فرطِ الخَجل ,
فهما إذ طبعا هنالكَ قُبلةٌ مستعذِبة,
فلربما محوا خشونةِ لمسِ الأيدي ")

.
.
.

أغلقَ لوهان كتابهُ الثَخين متنهِدًا,
يخلعُ سماعتهُ عندما توقفَت الحافِلة,
ينزلُ منها لتمازِحهُ الرياحُ الرَبيعيةَ فيبتسِم..

يمشي لمدةٍ لا تَفوقُ الدقيقةَ و النِصف,
واجِهةٌ خِشبية للمقهى الذي يعملُ بِه الطالبُ الصيني,
يطرقُ البابَ مُبتسِمًا من خلفِ الزُجاج,
ينتظِرُ بحقيبتهِ على كتفيهِ النَحيلين..

يراها تُهروِلُ بشعرِها الأسوَد لتفتحُ لخصلهِ البُنية,
" مرحبًا هان " – قالَت زميلتهُ ؛ هي يونق الصَغيرة,
يدخلُ هوَ أخيرًا لتُقفِل هي الباب حتى موعدِ الإفتتاح,
" مرحبًا يونقي " – همسَ لها يخلعُ حَقيبته..

همسَت " كيفَ كانَ الموعِدُ بالأمس ؟ "
إستدارَ إليها, يُمسِكُ بكفِها ثمَ يهمِس " لم يأتِ"
يُغادِرها شهيق " انتَ تمزَح !"
" أقسِم إنتظرتُ لساعتين ولم يأتِ" – يمشي إلى غُرفةِ الخزائِن بينما تتبعهُ هي ..

يقِف أمام خزانته,
" روميو و جولييت مجددًا " – علقَت على كتابه بينَ كفيه,
ضحكَ بهدوء " نعم " يهزُ كتفيه,
" لا أستطيع أن أفهَم, لماذا تواصِلُ قراءته !" – كتفيها ينعقِدانِ على صدرِها,
" يجعلني أتذكرُ أشياءٌ جَيدة " – همسَ بينما يَرتدي مِئزرهُ على خاصرته ..

تأففَت هي " مستعِد لمقابلةِ زوجاتِك " – سخرَت منه,
ينظرُ إليها بحدَة " توقفي!"
" ماذا؟ انتَ تُعامِلُ العُملاء وكأنهم في موعدٍ معَك, ربما لهذا لا تستطيع المواعدَة " – إبتعدَت تفاديًا لكفِه العابِثة,
" سأفتحُ الأبواب " – صرخَت مُغادِرة ..

أقفلَ هان خِزانتهُ متنهِدًا,
ينظرُ إلى صورةِ والدته على البابِ الحَديدي,
يبتسِم ثمَ يتحسسها,
يمشي إلى الخارِج ليصطَدِم في زميلهِ الطَويل " مرحبًا هيونق!" – قالَ الأصغَر للصيني,
" مرحبًا جي تشول " – همسَ هان بينما لم يتوقَف للحَديث ..

يقِف خلفَ صندوقِ المُحاسبَة مبتسِمًا،
" حظًا موفقًا " – همسَت هي يونق بينما ربتَت على كتفِه الأيسَر,
يهزُ رأسه مبتسِمًا للعميلةِ الأولى ..

" صباحُ الخير لو هان "
" صباحُ الخَير سيدتي, كيفَ لي بخدمتِك ؟ " – سألها,
" قهوةُ سوداء مع القَليل من السُكَر " – " حجمُ الكأس ؟ "
" صَغير " – " شيءٌ آخَر ؟ "
" أمم .. " – قالَت تقضِمُ شفتيها,
" كعكٌ مُحلى؟ " – سألها مبتسِمًا بلكنةٍ مَهزوزَة,
" اوه, انا .. أحاوِلُ السيطرةَ على وزني ." - قهقهت خجولة،
ابتسمَ لها " حقًا؟ لا يبدو لي بأنكِ تحتاجينَ لكن .. " – يهزُ كَتفيه مبتسِمًا,
" حسنًا سآخذُ الكعكُ المُحلى " – همسَت مُتورِدة..

يعبثُ في الشاشةِ امامه ثمَ ينظرُ إليها,
يلتقِطُ الكأس " باسم ؟ " – ينظرُ منتظِرًا,
"يون جي" – أجابتهُ بشعرِها خلفُ أذُنها,
" عشرونَ دولار " – قالَ مبتسِمًا,
تُعطيهِ المال ثمَ يُشيرُ إليها بالإنتظار ..

يستدير إلى الطَويل خلفه "يالكَ من مخادِع " – همسَ جي تشول فقهقهَ لوهان,
" هيَ حقًا لاتحتاج لخسارةِ الوَزن لستُ أكذِب!" – إحتجَ بينما يحمِلُ كأسَ القهوةِ إلى القَصيرة لتَصنعها..

يعودُ لوهان إلى موقِعه,
الطَويلُ يأخذُ الطلباتُ من الجالسينَ على المقاعدِ المُريحَة,
الشَمسُ شَديدةٌ اليَوم و تؤذي عينا القَصير الذي يُضيقُها بينما يمارِسُ عملَه,
في وقوفِهِ محتارًا و تربيتهِ على عنقه بعدَ بدءِ العملِ بساعتين,
إنها العاشِرة, وظِلٌ طَويل حجبَ الشَمسَ عن عينيه,
يرفعُ عنقهُ إلى العطرِ الرجولي في الهواء,
يُغادِرُ تنفسهُ صدره,
يبتلع ثمَ يُحدِق,
و يُحدِق,
و الطَويلُ إنتظَر,
دونَ حدِيث ..

" ك- صباحُ الخَير " – همسَ لبشرةِ الثَلجِ أمامَه,
يخلعُ الأطوَل نظارته " صباحُ الخَير, لوهان " – قرأَ بطاقتُه على صدرِه,
يبتلع القَصيرُ بتوتُر " كيفَ لي أن أخدمك ؟ " – صوتهُ مُتقطِع,
ينطقُ الطَويل فلا يسمعه " عفوًا ؟ " – همسَ يَقترِب منهُ قَليلًا,
يقترِب الطَويلُ أيضًا " كابتشينو دونَ إضافةِ السُكَر " – رائِحتهُ تعصِفُ بثباتِ لوهان..

" حسنًا " – همسَ ينظرُ إليه,
" أيضًا .. أريدُ البانكيك " – يبتسِم ,
" اللعنة الموسيقى مُرتفِعة " – همسَ لوهان لنفسِه برأسٍ مُنخفِض,
" لا, ليسَت مُرتفعة يمكنني سماعك " – همسَ الطَويل ..

يشهقُ لوهان ثمَ يقضِمُ شفَتيه,
" ال.. حجمُ الكأس؟" – سأل بينما يُحاوِلُ بشِدةٍ عدمُ النظرَ إلى العميلِ الوَسيم,
" متوسِط " – قالَ بهدوء,
" بـ .. أسم ؟ " – يجِفُ ريقهُ للمرةِ الألف,
" سيهون, أوه سيـ هون " – شفتيهِ حمراء,
عينا لوهان تتلألأ,
" حاضِر " –
يَهِمُ بالمشي مبتعِدًا,
" ألن أدفَع .. هل هذا مجاني؟ " – سخِرَ سيهون الطَويل,

" أوه .. اللعنة آسِف " – " انتَ تشتِمُ كثيرًا " – علقَ الطَويل,
" آسِف, ثلاثون دولار " – عيناهُ أرضًا..

يستنِد سيهون على المنضَدة,
يُعطي الأقصَر بطاقته " ها انتَ ذا لو هان " – يبتسِم,
( ما لذي يفعله !) – تذمرَ بداخله من الغريبِ الوَسيم,
أصابعهُ تتحسَسُ الكَفُ الخَشِنة,
" تفضَل, شكرًا يمكنكَ الإنتظارُ هناك .. " – أشارَ لهُ بهدوء,
يأخذُ الكأسَ إلى القَصيرة,
" سأفقدُ وعيي" – همسَ لها..

" نعم هوَ وسيمُ جِدًا " – قهقهَت,
يَنحني رأسه " أعتقدُ أنه .. كانَ يوحي لي بأنهُ .. "
" أياكَ و التفكيرُ في الأمر " – همسَت,
" لماذا ؟ " – " المَتجرُ مَليءٌ بكاميرات المراقبَة, سيتمُ فصلكَ فورًا .. "

إبتلعَ يَهمس " أريدُ الماء ",
يَمشي إلى الخَلف بهدوء,
مُبعثَرٌ للغَريب,
أوه سيـ هون ...

.
.
.

مرحبًا,
بدايةٌ جَديدة,
متحمسة جدًا من أجلِ هذهِ القِصة القَصيرة,
لا أملكُ جدولُ رفعٍ مُنتَظِم, لكِن سأحاولُ عدمُ التأخير..

أتمنى أن تستمعتو بِها,
شكرًا,
أسيل,
@quietscream7 🤍

Backseat.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن