الجزءُ الثالِث: ليصمُتَ الخوف.

1.1K 84 36
                                    

(" يجبُ أن ترحلَ قبلَ علوِ الشَمس,
فهيا إلى الرَحيل, فالضياءُ في السماءِ في كلِ لحظةٍ يزداد,
و كلما اِزدادَ الضياء اِزدادَ الحُزن .. ")
- ويليام شيكسبير.

"لوهان, اِستيقِظ" –
هادِئة تباعدَت لها جفنيّ القَصير,
ينظرُ إلى الملامِحِ الوَسيمة ثمَ يعتدلِ مرتبِكًا,
" هل إنتهى ؟ " – سألَ بملامحٍ مَهزوزَة,
يهزُ هون رأسهُ بنعم,
فيقِف لوهان مرتعِشًا,
" اِستمرَ لخمسِ ساعات " – قالَ سيهون,
" لماذا؟ أعني .. ألم يكُن أحدًا يعلَم بقدومِ زلازالٍ كهذا! " – تساءَل الصيني..

" لابدَ من أنهُ مفاجِئ " أجابهُ سيهون بينما يَمشي بجانِبه مغادِرانِ غُرفةُ خزائِن الموظفين,
" يا إلهي " – همسَ لوهان يَمشي مهروِلًا بينَ حطامِ المَقهى,
بينَ الأكوابِ المُهشَمة, و النوافِذ المتبعثِرة,
يُحدِق في الشارِع المُقابِل خلالُ الزجاجِ الأمامي المُحطَم,
سيهون واقِفٌ خلفهُ بشفتينِ متباعِدة,
الشارِعُ مدمرٌ تمامًا..

كأنما جرَ أحدهُم خيطٌ من صوف خلالَ الأرض ليتركَ الأرصِفةِ متبعثِرة,
و الإسفِلتُ مَقسومًا لنصفين !

المكانُ هادِئٌ جِدًا حولهما,
يَلتقِط لوهان هاتفه الذي تركهُ هنا قبلَ هربِه برفقةِ سيهون إلى الخَلف,
الشَمسُ لم تشقُ السماءَ بَعد,
إنها الخامِسةُ و النِصفِ صباحًا,
سيهون أيضًا هاتِفهُ فوقَ أذنهُ في محاولةٍ بائِسة لطلبِ المساعدَة ..

" لا يمكننا الخروج, نحنُ محاصرونَ بالحطام!" – علقَ لوهان بأعينٍ دامِعة,
" لا بأس,كلُ شيءٍ سيكونُ بخير" – حاولَ هون المَهزوز تهدِئته,
يَمشي لوهان إلى البوابةِ الخَلفية,
حولَهُ رائِحةُ الكحولِ الناتِجة عن تدمُرِ المشربِ الصغير,
يفتحُ البوابةَ فيتنهدُ براحَة,
يستديرُ إلى هون الذي تحدثَ خلفَ الهاتفِ بـ " هل انتَ بخير؟"
يمشي لوهان إليه " البوابةُ الخَلفية .. يمكننا المغادرة خلالها " – يبتلع للذي يتحدَث عبرَ الهاتِف,
" ماذا؟" – ملامح الشاحِبُ تَحتَد لما قالَ الأسمرُ عبرَ هاتِفه,
" لا, لم أشاهِد نشرةَ الأخبار! انا عالِقٌ في المقهَى مع لوهان!" – يجلِس لوهان القرفصاء,
ساقيه لا تحتمِل مايحدُث ..

" أتملكونَ تلفازًا هنا؟" – سألهُ سيهون بنبرةٍ هادِئة,
يقِفُ لوهان "في غرفةِ الخزائِن " – يقولُ كأنما وجهَ قنبلةٌ موقوتةً هرولَ سيهون إلى الخَلف,
يتبعهُ النادِل المُتعثِر..

يُشعِلهُ هون,
يقِفُ هان خلفه,
تتباعدُ شفتيه,
هاتفهُ يُغادِرُ أذنه,
بينما أستندَ القَصيرُ على الخزائِنِ مرتعِشًا..

Backseat.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن