البارت الثاني

142 7 1
                                    

رات قطا صغيرا لونه اسود و ابيض مغمى عليه ملئ بالجروح و ينزف بكثرة في مركز الثقب و يتصاعد منه دخان غريب ، فإستغربت من كونه قطا صغيرا و ليس وحشا أو شيئا غريبا  ،نظرت من حولها ربما تجد شيئا آخر  لكنها لم ترى غير هذا القط .  ترددت في لمسه فهي لم تكن تعرف اذا كان آمنا او خطيرا ، تشجعت و ماد إصبعها بحذر ولمسته لمسة خفيفة و سريعة ففتح عينيه الصفراوتين بكسل و نظر إليها بنظرة غريبة تدل على طلب المساعدة و كانت نظرته ممزوجة بالغموض ثم من كثرة الألم و التعب اغمضهما مجددا .
فكرت إليزابيث :" ماذا علي ان افعل ؟ فمن جهة هاذا قط غريب سقط من السماء ، ومن جهة أخرى أنه صغير و جريح لا يستطيع أن يفعل شيئا.  حسنا سآخذه معي و اعالجه ثم ارى ما افعل به " حملته بحذر و بحنان بين يديها و أسرعت به عائدة إلى القصر .
دخلت بسرعة و توجهت مباشرة إلى بيطري القصر ، فطرقت الباب ودخلت فقالت له : " سيد جوشوا اريد منك ان تعالج هذا القط الصغير رجاءا " فاجابها و هو يمد يديه ليمسك القط : " حاضر ، لكن كيف حصل على كل هذه الجروح ؟ " قالت : " لا اعرف لكن أسرع أرجوك " بدأ البيطري بإعداد خلطات باعشاب طبية و ساعدته بتحضير الضمادات ، عند انتهائه من معالجته جهزت له سلة على حجمه لتكون سريره ، فأخذته ووضعته بها و شكرت البيطري و أخذته متجهة نحو غرفتها .
دخلت الغرفة ووضعت سلة القط قرب سريرها ثم توجهت نحو النافذة و جلست تنظر إلى الغابة بشرود وتفكر من اين قد أتى ذلك القط و ما قصته : " هل كان ملكا لساحر ما فكسر له  شيئا مهما وهكذا تخلص منه برميه  من نافذة بيته  بعصاه السحرية ؟ لا هذا غير معقول حسنا ربما سأعرف ذلك يوما ما ، لكن الان الشمس تغرب علي الاستعداد للعشاء ، فستاني متسخ علي تغييره " . غيرت ملابسها و ارتدت فستانا اجمل من السابق و صففت شعرها الأسود الذي يستدل ليغطي ظهرها حتى  ركبتيها  و ارتدت حذاءها ونظرت إلى شكلها النهائي لترى عينيها الزمرديتين ، ثم اتجهت تتفقد القط و خرجت من غرفتها ذاهبتا إلى قاعة تناول الطعام . جلست و جلس والدها و بدأوا في الأكل بصمت تام ، عرفت انه لن يصدقها ان أخبرته بما حدث اليوم لكن لا يمكنها اخفاء القط طويلا لذلك قررت أن تطلب من والدها الاحتفاض به كي لا تقع في المشاكل ان اخفته عنه  فقالت لتكسر الصمت : " أرجوك يا والدي  هل استطيع الاعتناء بقط صغير ؟  " فأجابه غير مبال : " افعلي ما شئت لكن ان احدث فوضى في القصر او كسر أشيائي  سآمر برميه خارجا " إجابته: "حاضر " و اكملوا الاكل في صمت ، و بعد انتهاء العشاء  رجعت الى غرفتها ، اطمئنت على القط فوجدته نائما ، غيرت ملابسها و صعدت الى سريرها لتحضى بليلة مريحة .

            

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


            

القط الذي غير حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن