عند ابتعادها قليلا جلست على الارض و انهمرت دموعها في صمت وجلس نيرو ينظر إليها . بعد مدة و حين عرفت ان الحفل انتهى قررت العودة إلى القصر بسرية تامة لكي لا يراها والدها او احد الخدم فحملت القط و عادت به . صعدت الى غرفتها و جلست على سريرها ، و هنا اتت الخادمة لتخبرها ان والدها يبحث عنها فاجابتها : " انا مريضة لا استطيع الوقوف على قدمي أخبرني والدي انني لا استطيع رؤيته الان أعلميه اني ساراه غدا " انحنت الخادمة و انصرفت بهدوء . بعد أن اكلت طعام العشاء في غرفتها و حان موعد نومها جلست و في حضنها نيرو القط تتأمل النجوم و تفكر : " انا انسان ، لما علي العيش كحيوان ينفذ الأوامر في صمت ، انا لا اريد هذا الزواج و مادمت لا اريده لن يحصل ابدا سأهرب هذه الليلة " و نهضت لتغير ملابسها إلى ملابس بسيطة ملائمة للسفر في غرفة تغيير الملابس ، وعند خروجها وجدت نيرو ينبعث منه ضوء اصفر و من شدة سطوعه أغلقت عينيها ، و بعد برهة فتحتهما ببطئ لترى شابا طويلا بشعر اسود و عضلات مفتولة و اذني و ذيل قط اسود يقف وسط غرفتها قال : " و اخيرا عدت إلى طبيعتي مللت من كوني قطا " فجأة رفع بصره و نظر بعينيه الذهبيتين إلى إليزابيث و قال : " اذا انت هي الشخص الذي ساعدني " انتبهت له بعد أن خفت دهشتها و اجابته : " نعم " ، قال : " ما اسمك ؟ " فردت عليه : " إليزابيث، لكن الا تتذكر اسمي عندما كنت قطا ؟! " رد : " لا لقد كنت في سبات كنت مجرد قط طبيعي ، الان علي الذهاب و العودة لمهمتي لكن قبل ذلك و بما انك انقذتني سانفذ لك طلبا اختاري بحكمة " فكرت إليزابيث بضع دقائق و قررت أن تسافر معه إلى مكان بعيد لكن بدا لها انه سيرفض ان يسطحبها معه لذلك قالت : " اريد منك ان تساعدني على الهرب من هنا إلى مكان بعيد " اومأ برأسه و قال : " حسنا لكن عليك اتباع تعليماتي " اجابته : " حسنا " قال : " أولا احضري سيفين واحد لي و الآخر لك لا نعلم ما قد يحدث ثانيا احضري بعضا من مجوهراتك لنشتري اللوازم " ، غابت لبعض الوقت وعادت باللوازم التي طلب منها ووضعت المجوهرات و بعض الملابس في حقيبة ثم سلمته سيفا و ربطت الثاني بخصرها و هنا قال : " تشبثي بي جيدا " .
نظرت إليه باستغراب فتقدم نحوها و حملها بين ذراعيه ، ذهلت من تصرفه الجريء وقالت بإنزعاج : " ماذا تفعل الآن انزلني " اجابها ببرود : " لا نملك الكثير من الوقت لذا لا تصرخي و الا سنفضح " انتبهت انه يتوجه نحو النافذة و وقف على حافتها و قال : " تشبثي بي جيدا " و من شدة خوفها بعد أن أدركت ما ينوي القيام به طوقت رقبته بذراعيها لا اراديا و أغمضت عينيها . في نافذة أعلى برج من ابراج القصر وقف الرجل القط و بين ذراعيه إليزابيث مستعدا للقفز ، و بعد ثوان قليلة قفز بسرعة و خفة و اتجه نحو السور الذي يفصل القصر عن الغابة بأقصى سرعة فعبره بقفزة واحدة ليصل إلى الجهة الأخرى و يستمر بالركض. مر بعض الوقت و هو يركض و إليزابيث بين ذراعيه ثم توقف و نظر إليها و قال : " انزلي الان " فقالت و هي تفتح عينيها ببطء : " هل لازلت حية " فاجابها و هو يضعها أرضا : " نعم " و حين تركها لتقف وحدها بدأت ساقاها ترتجفان و سقطت جالستا على الأرض ضحك على موقفها فنظرت إليه بغضب قائلة : " لا شئ مضحك " قال لها و هو يكبت ضحكته : " لو رأيت وجهك عندما قفزت لعرفت لما اضحك الان " قالت بنبرة غاضبة : " اسفة لانني كنت خائفة فأنا لا اقفز عادة من نوافذ الأبراج " و هنا نهضت و قالت : " علينا المشي هذه الليلة لنبتعد بالقدر الكافي ثم نستريح " . مشيا طول الليل توجها نحو اقرب قرية فوصلا إليها مع شروق الشمس كان منظرها جميلا و الشمس تلقي باشعتها الأولى على الأزهار المحيطة بالمنازل
دخلا إلى فندق ليحصلا على بعض الراحة فأخذ كل منهما غرفة و استراحا هناك لبضع ساعات .
أنت تقرأ
القط الذي غير حياتي
Fantasyاراد والدها الملك ان يزوجها رغما عنها فاصبحت حياتها جحيما الى ان التقت بقط غريب غير حياتها .............. اتمنى ان تتابعو الرواية