البارت الخامس

69 8 8
                                    

عند ابتعادها قليلا جلست على الارض و انهمرت دموعها في صمت وجلس نيرو ينظر إليها . بعد مدة و حين عرفت ان الحفل انتهى قررت العودة إلى القصر بسرية تامة لكي لا يراها والدها او احد الخدم فحملت القط و عادت به . صعدت الى غرفتها و جلست على سريرها ، و هنا اتت الخادمة لتخبرها ان والدها يبحث عنها فاجابتها : " انا مريضة لا استطيع الوقوف على قدمي أخبرني والدي انني لا استطيع رؤيته الان أعلميه اني ساراه غدا " انحنت الخادمة و انصرفت بهدوء . بعد أن اكلت طعام العشاء في غرفتها و حان موعد نومها جلست و في حضنها نيرو القط تتأمل النجوم و تفكر : " انا انسان ، لما علي العيش كحيوان ينفذ الأوامر في صمت ، انا لا اريد هذا الزواج و مادمت لا اريده لن يحصل ابدا سأهرب هذه الليلة " و نهضت لتغير ملابسها إلى ملابس بسيطة ملائمة للسفر في غرفة تغيير الملابس ، وعند خروجها وجدت نيرو ينبعث منه ضوء اصفر و من شدة سطوعه أغلقت عينيها ، و بعد برهة فتحتهما ببطئ لترى شابا طويلا بشعر اسود و عضلات مفتولة و اذني و ذيل قط اسود يقف وسط غرفتها قال : " و اخيرا عدت إلى طبيعتي مللت من كوني قطا " فجأة رفع بصره و نظر بعينيه الذهبيتين إلى إليزابيث و قال : " اذا انت هي الشخص الذي ساعدني " انتبهت له بعد أن خفت دهشتها و اجابته : " نعم " ، قال : " ما اسمك ؟ " فردت عليه : " إليزابيث، لكن الا تتذكر اسمي عندما كنت قطا ؟! " رد : " لا لقد كنت في سبات كنت مجرد قط طبيعي ، الان علي الذهاب و العودة لمهمتي لكن قبل ذلك و بما انك انقذتني سانفذ لك طلبا اختاري بحكمة " فكرت إليزابيث بضع دقائق و قررت أن تسافر معه إلى مكان بعيد لكن بدا لها انه سيرفض ان يسطحبها معه لذلك قالت : " اريد منك ان تساعدني على الهرب من هنا إلى مكان بعيد " اومأ برأسه و قال : " حسنا لكن عليك اتباع تعليماتي " اجابته : " حسنا " قال : " أولا احضري سيفين واحد لي و الآخر لك لا نعلم ما قد يحدث ثانيا احضري بعضا من مجوهراتك لنشتري اللوازم " ، غابت لبعض الوقت وعادت باللوازم التي طلب منها ووضعت المجوهرات و بعض الملابس في حقيبة ثم سلمته سيفا و ربطت الثاني بخصرها و هنا قال : " تشبثي بي جيدا " .
نظرت إليه باستغراب فتقدم نحوها و حملها بين ذراعيه ، ذهلت من تصرفه الجريء وقالت بإنزعاج : " ماذا تفعل الآن انزلني " اجابها ببرود : " لا نملك الكثير من الوقت لذا لا تصرخي و الا سنفضح " انتبهت انه يتوجه نحو النافذة و وقف على حافتها و قال : " تشبثي بي جيدا " و من شدة خوفها بعد أن أدركت ما ينوي القيام به طوقت رقبته بذراعيها لا اراديا و أغمضت عينيها . في نافذة أعلى برج من ابراج القصر وقف الرجل القط و بين ذراعيه إليزابيث مستعدا للقفز ، و بعد ثوان قليلة قفز بسرعة و خفة و اتجه نحو السور الذي يفصل القصر عن الغابة بأقصى سرعة فعبره بقفزة واحدة ليصل إلى الجهة الأخرى و يستمر بالركض. مر بعض الوقت و هو يركض و إليزابيث بين ذراعيه ثم توقف و نظر إليها و قال : " انزلي الان " فقالت و هي تفتح عينيها ببطء : " هل لازلت حية " فاجابها و هو يضعها أرضا : " نعم " و حين تركها لتقف وحدها بدأت ساقاها ترتجفان و سقطت جالستا على الأرض ضحك على موقفها فنظرت إليه بغضب قائلة : " لا شئ مضحك " قال لها و هو يكبت ضحكته : " لو رأيت وجهك عندما قفزت لعرفت لما اضحك الان " قالت بنبرة غاضبة : " اسفة لانني كنت خائفة فأنا لا اقفز عادة من نوافذ الأبراج " و هنا نهضت و قالت : " علينا المشي هذه الليلة لنبتعد بالقدر الكافي ثم نستريح " . مشيا طول الليل توجها نحو اقرب قرية فوصلا إليها مع شروق الشمس كان منظرها جميلا و الشمس تلقي باشعتها الأولى على الأزهار المحيطة بالمنازل

 مشيا طول الليل توجها نحو اقرب قرية فوصلا إليها مع شروق الشمس كان منظرها جميلا و الشمس تلقي باشعتها الأولى على الأزهار المحيطة بالمنازل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


دخلا إلى فندق ليحصلا على بعض الراحة فأخذ كل منهما غرفة و استراحا هناك لبضع ساعات .

القط الذي غير حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن