تخيل بأنك في غرفة العمليات و تم تخديرك ولكن عقلك ما زال مُستيقظ و تشعر و تسمع كل شيءٍ حولك و لكن لا يمكنك الحراك أو فعل أي شيء و فقط تشعر بألم تكسر عظام جسدك مُحاولاً الجراح الوصول لقلبك ، ألا يبدو هذا مرعباً بالنسبة لك؟
الوعي العرضي: هو ظاهرة مرعبة حقاً تحدث عندما يكون المريض قادراً على السماع و الإحساس بما حوله و بالجراحين و هم يقومون بعملهم على جسده (شقهم للجروح) و بدون القدرة على التواصل و القول بأنّه واعٍ لما يحدث، هذه التجربة قدد تكون مروعة و مخيفة جداً و قد تسببت في الكثير من الأحيان بإضطرابات ما بعد الصدمة للمرضى.
أكبر دراسة على هذا الموضوع إلى الآن حقّقت في إنتشار هذه الظاهرة، و وجدت أنها نادرة الحدوث، و قام الباحثون فيها بتحديد العوامل التي قد تساعد و تحفز حدوث مثل هذه الحالة، ليكونوا فيما بعد قادرين على تجنب حدوث النوبات أو الظواهر هذه.
هذه الدراسة كانت محط تركيز للمشروع العالمي الخامس للتدقيق 5th National Audit Project ، و الذي يبحث في فهم أوسع و أعمق للحالات النادرة الحدوث و المتعلقة بمجال التخدير الطبي.
نشرت النتائج في مجلة Anaesthesia من قِبَل المؤلف المسؤول Jaideep Pandi من مستشفى Oxford University.
في حين أنّ الدراسات السابقة وجدت أنّ الوعي العرضي يحدث عند مريض واحد بين ألف مريض ، جاءت الدراسة الجديدة بنتائج مغايرة، فحسب الدراسة الإحتمالية الكلية لإستيقاظ مريض خلال العملية الجراحية هي مريض واحد لكل ١٩٦٠٠ مريض، أي بنسبة ٠,٠٥٪، ففي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها هناك ما يقارب ال ٢١ مليون عملية جراحية سنوياً تحتاج إلى تخدير، و هذا يعني حسب المعطيات السابقة بأن ١٠٥٠ مريض سوف يختبرون حادثة الوعي خلال نومهم في العملية الجراحية.من المهم الإنتباه إلى أن معظم هذه الحوادث مدتها لا تتعدى الـ ٥ دقائق و أنها تحدث في العادة عندما يبدأ التخدير بأخذ مفعوله أو عندما يبدأ ذلك المفعول بالزوال، و ليس خلال العملية الجراحية نفسها.
نصف المرضى الذين يستيقظون خلال التخدير يتعرضون لصدمة نفسية من هذه التجربة.
التخدير العام مُصَمم ليُحدِث شلل مؤقت كما أنه يعمل على إرخاء العضلات و ذلك لإعطاء الجراحين القدرة على القيام بالعملية الجراحية بسهولة ، و في حال استيقاظ المريض مع عدم القدرة على الحركة فإن الجراحين لن يكونوا على دراية بأن هناك خطباً ما، إذ إن المريض لا يملك القدرة على إيصال هذه الرسالة
هناك علامات قد تعطي دليل على إستيقاظ المريض و هي إرتفاع نبضات القلب و إرتفاع ضغط الدم، ولكن هذه العلامات تُكتَم عن طريق الأدوية التى تعطى للمريض كجزء من العملية الجراحية ، و بالتالي ينتهي الموضوع بحالة مؤلمة و مخيفة جداً يختبرها المرضى.هناك العديد من العوامل الرئيسية المرتبطة بظاهرة الإستيقاظ خلال العملية الجراحية و من هذه العوامل، الجنس (فالإناث يتعرضن لهذه الحالة أكثر من الذكور بشكل عام)، العمر (الشباب هم الأكثر تعرضاً لكن ليس الأطفال و المراهقين)، السمنة ، العمليات الجراحية الطارئة، و العمليات القيصرية بالإضافة إلى كون اختصاصي التخدير قليلي الخبرة.
كان يُعتقَد فيما سبق أن رصد نشاط الدماغ سيساعد في حل هذه المشكلة، و هذا من إفتراضهم لقدرة الجراحين لملاحظة الذبذات في نشاط الدماغ و بالتالي سيعرفون ما إذا إستيقظ المريض أم لا، و بكل الأحوال فإن الدراسات السابقة على هذا الموضوع كان فيها من الخلط ما يكفي ليشكك في فعالية هذه الطريقة للتنبؤ.طريقة أخرى من شأنها مساعدة الجراحين في التنبؤ بحدوث هذه الظاهرة ألا و هي إستخدام المنبهات العصبية بحيث تكونن ذات قدرة على ملاحظة حالة الشلل المؤقت المصاحبة للتخدير، هذه الطريقة تُتَبَع من خلال تقليل الأدوية المعطاة، ممّا يسمح للمريض بالتحرك إذا ما استعاد وعيه، و هذا قد يقلل من حالات التعرض للوعي العرضي أو الإستيقاظ خلال العملية الجراحية.
في الدراسة أكد الباحثون على ضرورة دعم المريض نفسياً من قبل جراحيهم إذا ما تعرضوا لمثل هذه الحالات، و ضرورة مدّهم بالمساعدة اللازمة حتى لا تتحول هذه المشكلة إلى معاناة من إكتئاب طويل الأمد يؤثر بهم طوال حياتهم.
أنت تقرأ
معلومات
Randomمعلومات عامة لتثقف نفسك. ملحوظة:أنا لم أكتب هذه المعلومات أنا فقط قمت بتجميعها لكي تكون بشكلٍ مرتبٍ أكثر و لكي استطيع الوصول إليها بسهولة.