- يا الهي...قالها وو بخفوت شديد وهو يغطي فمه بيديه..
كانوا حوالي تسعه رجال ببنيةٍ عظيمه يتوسطهم عاشرهم الذي لا يقل حجمًا عنهم ويبدو انه قائدهم، يحيطون بهيئه هزيله ملقاة امامهم:
- لن تقول لي اين يختبئ صديقك الجبان اذًا ايها اللعين..شخر ذلك الجاثي على ركبتيه بسخريه واردف:
- في احلامك ايها الفاسق أتظنني لعينًا خائنًا مثل كلابك التي تحيط بك، ههه....لم يكمل كلامه بسبب الاخر الذي استشاط غضبًا ولكمه لكمة على وجهه جعلت من رؤيته ضبابًا، هذه اللكمه المئه التي تلقاها بالفعل منه، واضح من الزُرقه التي تصبغ وجهه.....
اخرج الرجل سكينا صغيرًا حادًا وامسك من كان قد سقط بالفعل على الأرض من شده ارهاقه، وبدأ بشق قميصه ببطء من اعلاه حتى ازاله كاملاً :
- اذا لنشوّه جسدك الجميل هذا لتكون عبره لباقي رفاقك..قرّب السكين وبدأ يمررها على صدر الاخر مسببًا له قشعريرةً مؤلمه، قبل ان يبدأ بغرسها تدريجيًّا في صدره ويبدأ بتشويهه بخطٍ مستقيم...كان سيصرخ لولا احد رجال العصابة الذي غطى فمه لكي لا يكشف مكانهم...كان الشاب ينتفض من عِظَم الألم، حتى اقسم وو انه سيلفظ أنفاسه..سقطت دمعه من عيني وو تزامناً مع مثيلتها التي سقطت من مُقلتَي ذاك المُعذَب.... تمنى لو انه يستطيع التدخل او المساعده، لعن نفسه مئه مره كونه جبانًا ولا يجرؤ على فعل شيءٍ حيال ذلك المسكين..
- هاااه راائع فلقد حفرت على جسدك شعاري العظيم.... فلتكن عبره لأفراد جماعتك....
نظر وو لصدر الاخر ليرى خطين متقاطعين يشكلان صليبًا وكانت الدماء تنزف منهما....ازداد انهمار الدموع من بندقيتاه، وشد بأصابعه ناحية صدرهِ المرتجف...
القى الرجل الشاب من يده ارضًا لتختلط حُمرة دمه ببياض الثلج...نهض وتركه مع ملابسه التي مزقها وترك الرياح البارده لترتطم بجسده بلا اي رحمة....
اخرج الرجل مسدسًا من جيب سترته الداخلي ووجههُ ناحية رأس القابع أرضًا :
- والآن ماهي امنيتك الاخيره قبل موتك أعدك أنني سوف اخبر رفاقك بها....قال كلامه وبدأ يضحك كالمجنون...ولحقه رجاله كذلك بالضحك، ليظهروا بأبشع صورة رآها وويونق على الإطلاق...لم يعد يحتمل......استجمع شجاعته كلها وقام بركل الحاويه بجانبه لتحدث ضجه كفيله بلفت انتباه المارّه....توقف جميعهم عن الضحك، نظر رئيسهم ناحيه الصوت وقال :
- اللعنه، سيكشف امرنا، فلتنسحبوا بسرعه، وانت ايها النكره انك فعلًا محظوظ، لكن لتعلم انني ان رأيتك مرةً اخرى سأفرغ مسدسي برأسك.. قال آخر كلامه وقد ثبّت نظره على مصدر الصوت، لكنه انسحب بسرعةٍ ليلحقه باقي اتباعه كذلك.كان وو يخفي نفسه خلف صناديقٍ خشبيه، كان قلبه ينبض بسرعةٍ وعنف لدرجة انه خاف من ان تسمعه تلك العصابه....
سمع وقع اقدامهم يبتعد الى ان اختفى تمامًا......زفر انفاسه براحه، لكن قلبه لم يهدأ....نهض بسرعة متوجها للذي كان يعانق الأرض.....قرّب وجهيهما بيدٍ مرتجفه حتى لمست وجنته شفاه الآخر الجافه، ليستشعر انفاسه المتلاحقه تهرب منه.........- ااااه يا الهي اشكرك، مازال يتنفس......
خلع معطفه بسرعه ليحيطَ به جسد الشاب العاري....كان جسده مزرقًا من شده البرد واللكمات التي تلقاها.....تكوَّر الآخر على نفسه لإحساسه بدفء المعطف......
- انا آسفٌ بحقْ.... لولا جُبني لما كان وضعك بهذا السوء...
قال جملته بينما يفتح هاتفه لطلب المساعدة، لكنه احس بيدٍ بارده تمسك معصمه...وجه نظره للآخر ورآه ينفي برأسه وفي عينيه نظرات ترجي، وبالكاد يفصلُ التحام جفنيه عن بعضهما، فهم وو انه لا يريد منه الاتصال على احد..
- لكن......لكن حالتك يرثى لها ارجوك دعني افعلها
بقي ينظر بعينيه لوهله...لكن الآخر اصرّ على عدم استدعاء احد......تنهد وو بتفهم، ليرخي الاخر جسده على ذراع وويونق، ويغلق عيناه فاقدًا للوعي.......
اغلق وو المعطف بإحكام وتأكد من تغطيه جسد الآخر غير آبهٍ بدمه الذي لطخ معطفه، حمله على ظهره بهدوءٍ محاولاً عدم ايلامه، كان يستشعرُ انفاسه الضعيفه على عنقه، ويسمع انينه الخافتَ والمرهق اثناء سيره، ويحس بأنامله تشد على قميصهِ حينًا وتفلتها حينًا آخر.....كانت تحركاته الضعيفه هذه كفيلةً بجعل وو يقسم انه سيساعده.....لا يعرف لماذا، هو فقط اقسم ان يساعده بكل ما أوتيَ من قوّة....
- يا الهي ارجوك، كُن مع هذه الروح، اعطها القوّة....
جعل من شفتيه موضع تكرارٍ لهذه العباره طوال طريقه، وقلبه بذاتِ الحال ؛ كان يدعوا مع شفتيه، لكن تمثّل دعائه بضرباته........
***
أنت تقرأ
I NEED YOU
Mystery / Thrillerقبلَ رَحيلي.....هلّا استَمتَعنا بِوقتِنا للمرَّةِ الأخيرة؟..... ⁂ ATEEZ ⁂ * خاليةٌ من العلاقاتِ التي حرمها الله، وتحتوي على بعضِ العُنف