- لقد مرَّ يومان كاملان منذ اختفائه، إلهي بدأت اقلق..
قالها الأصغرُ ناظرًا لصاحب المعطفٌ الأسود الذي رمقه بسوداويتاه بأشدِّ النظراتِ برودًا، وانسدل معطفهُ حتى كاحليه ليُظهرَ كم هو فارعُ الطولِ عريضُ المنكبينِ، وقد طال شعره الغُرابي ليغطي عينًا دون الأخرى مكسبًا إياهُ هيبةً ومنظرًا كئيبًا.
- لا تخف جونقي، فسان ليس بالضعيف الجبان، متأكدٌ أنه يستطيع تدبُّرَ شؤنه، ثم إن هذه ليست بأولِ مرةٍ، مابك؟!
ألقى ذو الشعر الرمادي الغزير هذه الكلمات مُطمئنًا الآخر.
- اتمنى ان يكون كلامك صحيحًا....تمتم بها الأصغر بصوتٍ لم يسمعه غيرُ نفسهُ القلقة، واستقام مُغادرًا الغرفة.
تنهد هونق جونق ونظر مطولاً للآخر مقتربًا منه حتى استقر بجانبه، ليَظهر مدى صغر حجمه مقارنةً بالآخر، بعكس عقله الذي يتسِّع لكلُ صغيرةً وكبيرة، وتلكَ العيون الدائريةُ التي تنمُّ عن ذكائه الشديد.
-إذًا.. بارك سونقهوا، كيف ستتصرف حيال الأمر؟
- سأنتظر يومًا آخر، إن لم يظهر سنتحرك.
نطق بها ذاك الفارع مُنهيًا صمته، وأرخى بجسده على المقعدِ الجلدي بجواره.
- إن سان أكثرنا تسرعًا وطيشًا، أتمنى أن يكون بخير..
- بربك يونهو، أنت دائمًا تضخم الأمور..
- فلتصمت مينقي، لست أضخم أي شي، فأعصابك هي البارده.
- هذا صحيح أيها المينقي؛ فيونهو محقٌ في كلامه.
- هيي،.... فلتصمت يا عسليّ؛ فأنا افوقكم بكلِّ شيءٍ كما تعلمون.
قالها ذاك الأحمرُ صاحبُ الصوت العميق بتفاخرٌ، الى أن استأنف عسليُّ الشعرِ والعينين كلامهُ قائلاً :
- بالطبع سيد مينقي فأنت تفوقنا غباءًا....
- اللعنةُ العاشرةُ تحُلُ عليكَ يوسانق، متى توقف وقاحتك هذه؟.....
- لن أوقفها، إنها هالتي الخاصةُ كما تعلم..... قالها وهو يزيح بعضًا من شعرهِ المتناثر على عينيه...
- فلتذهب للجحيم فقط أو لتصمت...
قالها مينقي مهددًا، ليضحك كلٌ من يوسانق ويونهو...***
كان ذاك الأسمر يدعك عينيه ببُطء فقد استيقظ لتوهِ من نومه، توجه بسرعةٍ ناحيةَ المدفأة ليشغلها ويجلس بجوارها لبعض الوقت.
أعد لنفسه قهوة، وقد جعلها مُرَّةً؛ ليُزيل صداعه الخفيف، توجه بخطواتٍ زاحفة لغرفته ليجد ذاك الغريب نائمًا، تناول بهدوءٍ من دولابه هودي ازرق دافئ وبنطالٍ رياضيِّ أبيض، ليتوجه لأخذِ حمامهِ الصباحيِّ المُعتاد.
أنت تقرأ
I NEED YOU
Gizem / Gerilimقبلَ رَحيلي.....هلّا استَمتَعنا بِوقتِنا للمرَّةِ الأخيرة؟..... ⁂ ATEEZ ⁂ * خاليةٌ من العلاقاتِ التي حرمها الله، وتحتوي على بعضِ العُنف