هلّا فسّرتَ لي...

2.5K 192 59
                                    

- اللعنةُ عليكَ سان!.....أين تختفي فجأةً هكذا.......أتعلم، سأرتاحُ إن قتلكَ رجالُ قاون البشِع.

  رمى يوسانق كلماتهِ بتذمرٌّ بعد عدِّةِ ساعاتٍ من البحث، وضرب بقدمهِ على الأرض بقوِّةٍ ليتعثر ويسقط مُحتضنًا أكياس النفايات...

- الآن حقًا لستُ أمزح، فلتذهب للجحيمِ سان..

- كيف أذهبُ بدونك سيِّدي، أنتَ الأساس...

- وهل تجرؤ؟!....... لحظةَ واحدة، لا بل ساعة.....س......سان!! رباه أخيرًا أيها اللعين...... أين دسست رأسكَ طيلةَ ذلك الوقت؟

- كنتُ أستجم......

- تستجم؟!..... إلهي أرجوكَ لا أريدُ الموتَ الآن بسبب حماقته؛ مازلتُ شابَّا.
 
   خطى سان مقتربًا ليضرب كتفَ الآخر قاصدًا، ليصنع  يوسانق تعابيرًا والتواءاتٍ بوجهه، رفعَ سبابتهُ وإبهامهُ يمسدُ ما بينَ عينيه، مُحاوِلاً كبتِ غضبه، قهقهَ سان مبتعدًا ليجعل مسافةَ بينهما قصدها لأجلِ حمايةِ نفسهِ من سخطِ يوسانق...

- أين البقيَّة؟.... لتخبرهم أنَّني بخير، أريد أن أراهم حقًّا..

  قالها وأخفضَ صوتهُ عندَ آخرِ جُملة؛ كيف سيخلقُ عذرًا لسونقهوا يقنعهُ بسبب اختفائِهِ.

- سوفَ يأكلونك سان، لقد عشنا في جحيمٍ طيلةَ الأيامِ السابقة بسببك، من الأفضلِ لكَ أن توضحَ لنا ما الذي حدث.

       

                   ***



- جونقهو... أريدُ التنفس أرجوك، أهذا عناقٌ أمِ انتقام؟!

- سأقتلك ساني الأحمق...

  قالها جونقهو بعبوسٍ طفيف وهو يحتضنُ جسدَ سان من الخلف، ليليهِ البقيَّةُ يضربونهُ على ظهرهِ وصدرهِ واحدًا تلوَ الآخر، أقسمَ سان أنَّ عينيهِ ستخرجانِ من محجرهما من شدةِ ألمه، لكنَّهُ يُزيِّفُ ابتسامةً واسعةً صامتة، ليبدو كأنهُ صنَمٌ مُبتسم.

- أخيرًا سان، اشتقتُ لأن أتنمرَ عليك.

  قالها مينقي بغباءٍ ودرامية، ليتلقى قرصةً مُميتةٍ من يونهو..

- يا وح........

  توقف عن كلامهِ لرؤيتهِ تحديقاتِ سونقهوا بسان الذي ركزَّ مُقلتيهِ أرضًا، ينظرُ لكلِّ شيءٍ ما عدا عينا الآخر.

- أريدك بغرفتي....

  انسحبَ ليتبعهُ سان بهدوء، وهونق جونق آخرهما ليغلق بابَ الغرفة.

- برِّر.

  صمتَ سان لثواني لإحساسهِ بكهرباءَ ضربت صدرهُ، عضَّ شفتيهِ مُحاولاً إخفاءَ ألمه، ونجحَ في ذلك، لكنَّ هونق جونق لاحظَ اضطرابه، أمَّا سونقهو لإلتفاتهِ ناحيةَ النافذةِ لم يلحظ.

- هل هيَ صعبةٌ كلمةُ برر؟..... ماذا دهاكَ سان؟....طلبتُ منك تنفيذَ مهمةٍ والعودةَ بسرعة، مالذي أخرَّك، يا أفضلَ رجالي؟

- سونقهوا انتظر، هناكَ خطبٌ به...

  قالها ليقتربَ من سان بقلق.

- هونق أنا بخير، لا داعي لقلقك سوفَ أبرر له.

-  أنتَ مُمثلَ فاشل أتعلم، تكذبُ على أخيكَ الأكبر؟.. إنها عشَرُ سنواتً سان، أستطيعُ حتى قراءةَ حركاتِ جسدك.

  اقترب هونق جونق ليخلع قميصَ الآخرِ بسرعة، وبقيَ ينقلُ عينيه بين عيني الآخرِ وصدرهِ المُصاب بهدوء.

- أأنتَ بخير؟.... هو يؤلمُ صحيح؟

- لا تقلق هيونق، اعتنى بي أحدُهم.

  تذكرَّ وويونق، ليبتسم وتهدأ عاصفةُ توتره، هوَ كانَ رقيقًا دافئًا كغيمةِ الصيف، هوَ أولُ شخصٍ عاملهُ جيدًا من بعد إخوته الستَّة، كَرِه أنه لا يستطيعُ التقرب من أحدٍ بسبب عملهم اللعين هذا.

  كلُّ هذا تحتَ أنظارِ سونقهوا التي تطالبُ بالتفسير.

- أنا حقًا بخير هيونق، دعني أفسر له..


                  ***


  صياحُ طفلٍ صغيرٍ أيقظهُ من شروده، كان عائدًا من عملهِ يمشي بتثاقلٌ يفكر بالذي رحل أمس، هل هو بخيرٍ الآن، هل لديهِ مأوى أو ما شابه، والكثير من التساؤلات تجرُّ بعضها البعض لعقله، ليعود ذاك الطفلُ يبكي بصوتٍ عالٍ مؤشرًا بسبابتهِ على ركبته التي جُرِحت جُرحا بسيطًا.

- لا تبكي يا صغير، إنه جرحٌ بسيط مابك؟.. أنتَ رجل يجبُ أن تكون أقوى.

  وضع باطن يدهُ الدافئةَ على ركبةِ الصغير، ومن ثمَّ رفعها ينفُضها بالهواء ليُردف :

- طِر أيها الألم السيء، طِر بعيدًا عن هذا الولد.

  ابتسم الطفل باتساعٍ ليحلظ وويونق تلكَ الحفرةً العميقةً بداخل وجنةِ الصغيرِ المتوردةِ بشدَّة ليتذكر سان من فورهِ، ليبتسم بشدة ويربتَّ على رأسِ الصغيرِ مودعًا.

- اعتني بنفسكَ صغيري، إلى اللقاءِ الآن.

- حاضِر يا عم، إلى اللقاء..

- ماذا؟..... هل ناداني بالعمِّ لتوِّه، هذا كثيرٌ علي، مازلتُ بالثانيةِ والعشرينَ من عُمُري، آهٍ على حظكَ وويونق، لقد هَرمت.








_____________


















I NEED YOUحيث تعيش القصص. اكتشف الآن