12_خَيبــات الخَرِيف

85.2K 5K 1.6K
                                    




تمُر الأيـام السيئة ،تلك الأيام الثقيلة، و التي سنتجاوزها بكل حالٍ، سنخرج منها قياما حتى و لو لم نقُم بخير ،

حين تترك فينا من الخيبات ما يُميت داخلنا،تجعلنا مُهلكي المشاعر، و تتركنا مستنزفي الأحاسيس ،

حين نمر بالألم بما يكفي، للحد الذي تموت به مشاعرنا، ليكتسحها البرود ، للحد الذي سنحتاج فيه إستثناء ليقدر على إشعال فتيل مشاعر الخامدة، الفتيل الذي سيلحم إنكساراتنا

"لا أعلم مالذي أشعر به لكنه شعور رائع،لا مثيل له،سأحبه كثيرا ،أنا بالفعل أحبه ،أتخيل اللحظة التي سأمسك جسده الصغير بين ذراعي، سأغرقه بقبلاتي،سأدلله ،سأجعل منه شخصا جيدا، لا أعلم جنسه، لكنني أريده يشبهك، أن يملك عيناك العسلية، أن يجمع صفاتك، تبا، سأجعله أسعد طفل، سأجلب له النجوم،سيكون عائلتنا، ثمرة حبنا "

تحدث بلهفة، و عينان تلألأت سعادة، رأسه توسد صدرها و يده إحتوت معدتها المسطحة، يتتحسسها ببطئ، يحاول أن يستشعر القطعة منه داخلها، و هو في قمة سعادته، كيف لا و هو عرف أن زوجته و حبيبته حامل بطفله، أن عائلتهما الصغيرة تتشكل أخيرا،

رغم أنه بالثاني و العشرين ،و لم يخططا للحصول على أطفال الآن، لكنه مبتهج بكونه منها، من ملكت قلبه

"أعرف حبيبي، ستكون أبا رائع، إبننا سيحبك أيضا ،و سيعرف بكم هو نحظوظ كونك والده، سيكون صغيرنا سندلله، لكنني أنا من أحمله، أريده أن يكون شبيها لك بعيناك الزرقاء الجميلة و شعرك الأسود الناعم، سيكون جميلا، لا تتخيل كم أنا سعيدة به" ختمت كلماتها جاغلة أناملاها بأظافرها المطلية بالوردي، تتخلخل خصلاته تتمتع بنعومتها،وهي تنظر لزوجها المغروس الرأس بحظنها، ليستمع الآخر لكلماتها و هو يشعر بأن الحياة تعوضه أخيرا،

فسعادته بطفله لا توصف، ظنا منه أنّ زوجته تشاركه نفس سعادته

...

جعد جفنيه المغمضين، تاركا لرموشه الحرية في تقبيل جفناه، و ملامح وجهه الفاتنه عكست إتزعلجه، بينما عقله يسبح في تلك الذكرى التي طرأت عليه،تلك الذكرى التي كانت لتكون أسعد ما مر عليه في حياتِه التعيسة، كيف لا و هي اللحظة التي عرف بكونه سيصبح أبـا،

حتى و لو تجلب هذه الذكرى معها آلاما ، لكنه ممتنٌ لتلك الذكرى التى تتعلق بإبنه وحيده، حاظره و ما أنقذه طيلة هذه السنوات،

قد يبدو أن مايك الممتن لعطف و مثالية والده اتجاهه لكن الأحق كون إيفان أكثر إمتنان، حيث يعتبر إبنه حياة،و حبل نجاة

Exceptional - إَسْـتِثْـنــــائِـيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن