14_شَيءٌ منَ العَاطِفَة

93.2K 5.1K 2.7K
                                    

دَعنِـي ألتَمِسُ عاطِفتَـك، أُدفِئُــها بحُبّي، و أُحٰيِّيـها بِشغفي الـلَامتناهِي ناحِيتَك ،

الوِحدة، شعور مُوحِش، عندما يتغلف داخلك بالفراغ و البؤس،
ليست الوحدة بقلة الأشخاص من حولك،
سيكون هناك، من يهتم لك، من أحبائك من يلازمونك بحُب،

إلّا أن النقص داخلك مستمر بالتكوُن،
مشاعرك تمتلأ فراغًا، لأنك لم تجد من يشاطرها العاطفة التي تحتاجها،
الروح التي تناصفها لتغمرها بالحب، الدفئ، الحنان

ستتداخل مع الأشخاص حولك، و تتماشى معهم لملأ الفراغ بداخلك،

لكنه لن يُعوضك عن حاجتك للعاطفة، للشخص الذي سيروي ذبولك، المُقدر ليتشاطر أحاسيسك و يكون إستثناء عن الناس جميعا

هذا ما غمر إيفان تلك السنين، لكنه لم يشتكِ من ذلك، بل وحدته كانت أفضل، حيث حرص تلك المدة على بناء حصون حول قلبه، و إعتزاله تلك المشاعر الذي إعتبرها مثيرة للشفقة، لم يكن الأمر بيده فقد تألم لدرجة أنه غير قادر على الحب حتى لو أراد ذلك فقلبه الذابل، لن يرويه إحساس...

...

رفع يده ذات العروق البارزة، و الخواتيم الفضية إلتفت حول أصابعه الخشنة لتخلخل خصلاته السوداء الناعمة ،
لقد كان من الأشخاص الذي يمكن أن تقع في حبه من خلال النظر ليده فقط

أما الأخرى فإرتكزت على مقود السيارة، ذات التدفئة المشتعلة، خيوط المطر تتراقص على زجاج النوافذ، مشكلة لحن لإستقبال فصل الشتاء
رفع نظره نحو المرآة ليلمح إبنه الجالس بالخلف، عاقدا يديه يُناظر بالخارج بصمت غريب على مايك،

حسنا هو يمنع نفسه من القفز على والده من الحماسة لرؤيته للأمطار، لكنه خجل من التحدث معه و غاضب بعض الشيء

أخرج إيفان نفسا حائرا، لكيفية إرضاء صغيره، حتى الجو بدى معاكسا له، فإصطحاب الصغير للمدينة الألعاب أو حديقة ما كان سيسعده، لذا أختار أن يحاول بالكلمات معه،
هذا هو الأب الصارم الذي يجد إرضاء إبنه غاية صعبة

"كنت سآخذك للملاهي، لكن الأمطار تساقطت، أين تريد أن آخذك"
تحدث بلطف بنبرته الخاصة لمايك الذي ما إن سمع كلامه أدار رأسه بسرعة و إزداد عبوسه مردفا
"كنت أريد المكوث بمنزل جدتي"

"ألا تريد قضاء الإجازة معي" نظر مايك لوالده و صمت، ليتنهد الآخر على عناده الطفولي ليستدير له
" تعل إلى هنا مايك" أشار اى حضنه، ليزم الآخر شفتاه و هو يومئ بالرفض،

Exceptional - إَسْـتِثْـنــــائِـيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن