39_ إحتلال قلب-1-

162K 4.8K 11.2K
                                    

" لنعاتب بالعناق و نرى أي منا أشد غضبا، شوقا، و سأكتفي بعينيك لأنها الكلام و قصيدة و لقاء الحُب

بين الأرضية الخشبية و الجدران الحليبة المحببة لقلبِي بضجة هذا المساء كنتُ، بدى دهرا منذ آخر مرةٍ تربعتُ بها أرضا بهذه الغُرفة المؤلوفة تحمِل جزءً من سعادتي

أنامِلي تتبع قلبي أُمارس الهواية المواسية لمشاعري ، عيناي ساهية عن ما حولي و مركزة على دمجِي للألوانِ باللوحة القماشية البيضاء التي حرصتُ على تدنيس صفائها ببراءة و ألوان روح طيبة، متألمة

بلا شعورٍ مِني عيناي ثقُلت بدموعٍ أبيتُ إطلاقها مُغشية نظري و رغم ذلك صممتُ على إبقاء تركيزي مع اللوحة

كنتُ دائما أجسد الفتاة المتفائلة ،الطموحة و الواثقة من نفسِها لكنني تغيرتُ، الجميع يفعل مع مهباتِ الحياة و خيبات القدر

بدأتُ بتجربةِ حُبٍ فاشلة ألقتْ ظلالها الخبيثة على حياتِي و كلما ظننتُ أنها صارت ماضي أجد ظلالها لا تزال تتبعني كالكروابيس المُسّمرة

و وقعتُ بالحُب ،بدى شعورا مربكا ،حلوا و لاذعـا ببدايتِه

إنغمستُ به و كان مخدرا و جميلا و مُؤلمـا

عِشتُه و كان رهِفا مُرهفا يحمل البهجة بين ثناياه

كان كلّه بوقوعي بحب رجُل إعتبرته إستثناء عن غيره

قرأتُ عن حبِ الطرف الواحِد قبلا و وقعتُ به لكنني لم أشعُر بأنني كذلك

ربما لأنه كان مع إيفان

بهذا المساء فكرتُ بكل ما مررتُ به معه منذ بدأت مشاعري تنزلق لأرضه..

تألمت..
إيفان لم يكن مثاليا معي و لقد جرحني مراتٍ أكاد أذكرها لأنه غطى عليها، كنتُ دائما أتسائل لماذا

كان إيفان يملك ذلك الإهتمام المخفي ببروده و الذي يجعل إهتمامه أثقل، أيقنتُ أن الإهتمام و التفهم أهم من الحُب بذاته، و إيفان قدم لي هذا

أو ربما الحُجة بتعلقي به أكثر، ضاربة كبريائي بسبيل حبه، و كانت تضحيتي الإمتثال لقلبي!

آمنتُ بالحب و المشاعر الدافئة، رغبتُ بعيشها و تحسسها، حلمتُ برجل دافئ يغذي عاطفتي المُسرفَة،

ربما لا تتحقق كل الأحلام

لم أرى نفسي أبدا المرأة التي قد تتمسك بحب من طرف واحد و تُكافح من أجل رجل، لكنني فعلتُ مع إيفان و كأن بحبه سحرا قلب موازيني و استثنيته من قواعدي و هو الذي وصل لأعماقي و لمس مشاعِر لم أعرف مدى عمقِها و جمالها إلا بِه

Exceptional - إَسْـتِثْـنــــائِـيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن