33_بِداية جدِيدَة

116K 4.7K 5.5K
                                    

"أعتذِر، أعتذِر لأنني لن أدعكَ أبدا ، سأبقى معكَ ملازمتًـا لك كظلك، لن أتركَك أبدا ،و سأشاركَ حتى أنفاسِك"


من المستحيل أن يحب الإنسان مرتين حباً صادقاً.. لأنّ لذة الحب الأول مستحيل أن تتكرر. إنّه الحب الحقيقي...
فيه تحركت مشاعرك لأول مرة
وفيه خفق قلبك لأول مرة
وفيه أصبحت رومانسياً لأول مرة..

إذا كان حبًا حقيقيا فقط و الحُب لا يكون حقيقيا إذا لم يكُن صادقًا


••


ساعةُ ما بعد الغروب جاءت ثقيلةً هذا المساء، تجر معها أذيُل خيبات الروح، بعد مساءٍ لم يجلب سوى الضجيج لها

مساء عبثٌ بما حاول إيفان دفنه لسنواتٍ، الماضي الذي تركه وراءه، نافثا رماده بين ثنايا روحه العليلة،

كنتُ أراقب ملامحه الميتة يعتليها البرود كعادته، أحاول قراءة شيء مما يحمله بداخله لكنه يغلق على نفسه بشدة،

كانت قاعة المعيشة دافئة لكنني شعرتُ ببرودة أطرافِي كل ما فكرتُ بما حدث منذ وقتٍ لم أعرف مُدته،

فبعد ذهاب تلك المرأة، و الحضن الذي شاركت إيفان به و شعرتُ به أعمق من أي آخر مضى، فقط الطريقة التي التف بهـا يحتضنني و كأنني مهربه الوحيد، أذابت قلبي و منحته دفئا مُحببا، خفف عليّ ثقل الزيارة الغير سارة لزوجته السابقة

بعدها إيفان بصمتٍ مهيب و ملامح منعتني من الحديث أبعد ذراعيه من حولي حاملا الصغير بين ذراعيه ليتخذ جلسة على الأريكة و مايك بحجره، لأتبعه بهدوء ظاهر و ضجيج داخلي،

ساعة أو أكثر مرت على جلوسنا الصامت غير أحاديث مايك الصغيرة حيث أخذ أيفان يلاعبه بذهنٍ شارد و اكتفيتُ بمراقبتهمـا،

إيفان لم يبدو بخير أو شعرتُ بذلك، و قد كرهتُ  كون قدومِ زوجته السابقة أثر به، و اردت معرفة ما يفكر به الآن، إحتجتُ معرفة أن الأمور ستكون بخير و قدومها لن يغير شيئا و أننا بخير،

زفرتُ بثقل أرفع نظري له كان مايك يعبث بلحيته الخفيفة و يحدثه عن شيء متعلق بمدرسته، أنظار إيفان معلقة بصغيره، يهز رأسه له و يقابلني بملامحه الجانبية، أردته أن ينظر لي، و أجد راحتي بمحيطه لكنه لم يفعل،

اخذتني أفكاري لجسيكا مجددا، أحاول إيجاد الغاية من قدومها و ما اقدمت عليه سابقا، مجيؤها لعملي و لطافتها تلك، حديثها عن كونها رجعت لأجل إبنها، و كونها نادمة ، كان عليّ التفكير بتشابه قصتها مع خاصة إيفان قبلا، لكنها لفقت الحقيقة

Exceptional - إَسْـتِثْـنــــائِـيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن