الفصل السابع

2.6K 73 0
                                    

#عشق_رهن_القتل..
#الفصل_السابع...

غادر سيارته بخوف شديد ما ان وقف أمام منزله الغربي الذي لم يأتي اليه منذ عشر سنوات..ليبتلع بخوف وهو يتمني داخله ان ما بالجواب اا...
ماذا..هو لا يعرف ماذا عليه أن يتمني..اعليه ان يتمني ان شقيقته التي يعشقها ان لا تكون حيه حتي لا تُبني أسوار من حديد مره اخري بينه وبين عشق..
ليتنهد وهو لا يعرف تحديدا ما هي مشاعرة..ولكن الشيء الأكيد هو أنه خائف..لتتسع عينيه بصدمه شديدة حينما دلف ووجد والدته تُساعد كانزي في الجلوس على احد المقاعد وبها بعض الكسور ولكنها بخير لتمتليء عينيه بالدموع :
- مروان..!
صرخت كانزي باسمه حينما لاحظته لتقف والدته بصدمه أشد كاد ان تُصيبها بازمه قلبيه لتتجه اليه كانزي ببكاء وهي تواجه صعوبه في السير نظرا لقدمها المكسورة..لتُلقي بنفسها بين احضانه ما ان اقتربت دون أن يُبادلها العناق ولا زال تحت تأثير الصدمه لتقول ببكاء :
- انا اسفه..آسفه يا حبيبي علي كل الي عملتو واني وطيت راسك بس اقسم بالله مكنتش اعرف ان كُل دا هيحصل ابدا..انا اسفه..اسفه يا مروان..
تقطعت أنفاسها وتشوشت الرؤيه لديها لتقع اراضا فاقده للوعي ولكن قبل أن تقع ارضا أخذها هو بين يديه وعينيه لا زالت تنظر لوالدته التي تقف بخوف شديد ليتجه بها اخيرا للداخل ووضعها في احدي الغرف التي بدأت وكانها خاصه كالعمليات ليُدرك انها خاصه به واًعدت لها وغياب والدته الايام الماضيه ليس له تفسير سوي انها كانت هنا..
ليُغادر الغرفة بعدما وضعها في الفراش ليجد والدته تقف بمنتصف الرواق وقد اختفت صدمتها لتحل لامُبالاتها وجحودها وهي تقول :
- اوعي تفتكر ان لمجرد ان اختك عايشه دا يخليني اندم ان اخوها مات او علي الي عملتو فيها النهاردة..لا يا مروان..الي حصل لاختك وحصلي زمان علي ايد محمد يخليني اعمل اكتر من الي اتعمل واوعي تلوم نفسك ابدا..انت كنت بتاخد حق شرفك وكرامتك يا ابن العدوي..
ليبتلع وهو يجلس علي أقرب مقعد بعدما شعر بأن قديمه لا تحمله لتجلس هي الاخري أمامه وطال بهم الصمت الا ان قاطعه :
- حصل ازاي كُل دا..؟
- لما عرفت ان عشق في المستشفي روحتلها وانا مرعوبة واتفجائت انها طلبت من الدكاتره اني ادخل ليها لانها حست انها هتموت ودخلت فعلا....
تريثت قليلا وهي تبتلع غصة مريرة بتذكرها لأسوأ وقت تمر عليه وانتظر ان تُكمل لتفعل :
- ولما دخلتلها حكتلي علي كُل حاجه وعن علاقتها بابن محمد وان هو ضحك عليها وكانت النتيجه انها تنتحر عشان عارها وبعدها دخلت في غيبوبه..
صمتت وهي تعض علي شفتيها بقوة حتي ادمتها مانعه نفسها من البكاء وأكملت بصوت مُختنق :
- لما عرفت كُنت هتجنن وكان لازم انتقم..فزورت حادثه موتها وطلبت من دكتور انو يساعدني بعد ما دفعت ليه مليون جنيه ووافق وفعلا كل حاجه اتظبتط عشان يبان انها ماتت فعلا ونقلتها في السر للبيت هنا تكمل علاجها من غير ما حد يعرف وامبارح بس فاقت من الغيبوبه..
صمتت ورفعت عينيها اليه لتجدة يُجهاد الا يبكي لتقول بصوت خالي من الحياه :
- انت عملت الصح يا مروان اوعي تلوم نفسك ان اختك طلعت عايشه وااا..
صممت بخوف عندما سمعت صوت كانزي تنادي علي مروان ببكاء لينهض مُتجه إليها وما ان رائها حتي توجه إليها بعناق قوي وبكي..بكي كما لم يفعل من قبل :
- ليه عملتي فينا دا يا كانزي..ليه كدا يا حببتي..
تسائل ببكاء لتغمض عينيها بقهر وإذدادت في البكاء لتقول بصوت مُتقطع بعدما بادلته العناق بآخر واهن :
- انا اسفه..اسفه يا حبيبي اني ضعفت بس صدقني يا مروان انا ما عملتش كدا الا من حبي فيه..انا وعيت علي الدنيا دي اصلا بحبو..من لما كنت صغيرة لحد ما كبرت عمري ما شوفت غيرو وهو كمان كنت بحس أوقات انو بيحبني لحد امتحانات الثانويه العامه..بعد ما خلصت روحت واعترفت ليه اني بحبو وكانت فرحتي متتوصفش لما هو كمان اعترفلي بحبو وفضلنا مع بعض سنه..لحد ما في يوم كان مخنوق بسبب خناقه حصلت بين أمو وابوه ووقتها عرفت انو عزل نفسه بعيد عنه وسكن في فندق فا رحت ليه..رحت ليه بمتهي الغباء ليقتو بيشرب وطلب اني اشرب معاه فا سمعت كلامو..ما انا بحبو بقا..شربنا لحد ما غبنا عن الوعي ولما فقت لقيت نفسي في السرير من غير هدوم وكان هو طلع من الأوضه..وعلي الرغم من صدمتي وخوفي الا اني فرحت بالي حصل لانو المفروض يقوي علاقتنا ببعض وميتخلاش عني وكانت النتيجه العكس..فا رميت نفسي من البلكونه عشان أموت بس محصلش بردو..
صمتت تلتقط أنفاسها المُتقطعه لحديثها المتواصل ولم تتوقف عن البكاء لتقول وصوت ضعيف :
- انا آسفه..اسفه يا مروان اني خزلتك ومكنتش الأخت الي تفتخر بيها..آسفه يا حبيبي..
صممت وفقدت الوعي مره اخري نظرا للجهد النفسي والجسدي الذي قامت به مع سوا حالاتها اصلا..ليضعها في الفراش برفق وغادر الغرفه واتجة لوالدته التي تجلس تنتظرة ليقول :
- دلوقتي عرفت الي عملو ان محمد في بنتك..ياترى بقا اي الي عملو فيكي انتي عشان تكرهية كُل دا..؟
لتبتلع والدته بخوف من القادم وبدأت بالحديث.....
***********
فتحت جفونها الثقيله بعد يومين اخيرا لتجد انها بمشفى وجوارها والديها يقرأون القرآن لتقول بصوت ضعيف :
- ما..ماما..
لتنتيه لها والدتها واتجهت اليها بلهفه شديدة ومسدت علي راسها بحنو والم قائلة :
- حمدل مرحبا السلامه يا حبيبي..
- حصل اي يا ماما..؟
تحدثت بضعف شديد ووهن وهي لا تتذكر اي شيء.. لتنظر والدتها الي زوجها الذي يجلس أمامها ولا يستطع الاقتراب منها بعدما شعر انه السبب بما حدث معها لتعود النظر إليها وهي تقول بتوتر :
- تعبتي شويه يا حبيبي وجيتي المستشفي..
لتغمض عشق عينيها في محاوله لتذكُر ما حدث لتقول بوهن :
- انا كُنت نايمه ولما صحيت ااا..
توقفت عن الحديث بعدما داهمها كُل شيء لتتسع عينيها بصدمه وبحذر وضعت يدها علي راسها لتصرخ بشده ما ان تأكدت مما حدث وانه لم يكن حُلم بل واقع مرير لتقع والدتها اراضا تبكي علي ابنتها وابنها الراحل وهي تري خسارتها لكُل شيء ليُجهش والدها هو الاخر بالبكاء..لقد كُتب علي عائلته الشقاء وهو يقف مكتوف الأيدي..لينهض اخيرا قائلا بحزم :
- مش هتدخلي بيتو تاني يا عشق..وحقك هيجي اقسم بالله من الي عمل فيكي كدا والمحضر مش هتنازل عنه ابدا والقضية هتكمل..
لتنظر اليه عشق ولعمه عينيها بالانتقام اضائت بهدوء شديد ومُريب..
************
استمع الي والدته التي قصت عليه كُل شيء وكيف كُسر قلبها من قٍبل محمد المنصوري كيفما برمجت عقلها لينهض قائلا بغضب مجنون :
- انتي علمتي كل دا لمجرد انو مبادلكيش نفس المشاعر وكأنو كان لازم يحبك..
لتُحرك راسها بالنفي رافضه وكادت ان تتحدث الا انه اوقفها بصُراخ قائلا :
- بس اسكتي.. اسكتي..هتقولي اي تاني يصدمني فيكي اكتر ما انا مصدوم..ها..أنتي عارفه..انا الوقت بس فهمت وعرفت ليه كُل الكره والانتقام دا من عشق مش عشان الي عمله عمار اخوها في بنتك ابدا وإنما عشان ابوهم محبكيش..وليه حق الصراحه..انتي متتحبيش ابدا..
انهي حديثه وغادر المكان وهو يشعر بالاختناق لتقع والدته اراضا وهي تجهش في بكاء مرير..
ليقف جوار سيارته يُرسل لوالدته عشق رساله مُقتضبة ( عشق في مستشفي دكتور ايمن..ياريت تروحي ليها عشان هي محتاجه ليكي اكتر من اي وقت تاني..)
وما ان ارسلها حتي جلس بسيارته وتحرك بها بسرعه مجنونه وكأنة مُطارد من أشباح يحاول ان يهرب منهم..يهرب من ذكري قتل شقيقها..من ذكري اغتصابه لها حتى وان لم يكن عنيف هو لم ياخذ ما أخذ برضاها..يهرب من ذكري ما فعلت والدته معها وقص جدائلها وأخيرا ذكرى موت جنينه الذي لم يُكتب له الحياه ابدا بسبب والدته..ليتنفس بعُمق شديد وهو يرتدي نظارته الشمسيه واجهش ببكاء شديد لم يستطع ان يُسيطر عليه والم قلبه يقتلة..
وتمني في تلك اللحظه انه لو لم يحب عشق..لو لم يُقابلها من الاساس لكان الان بوضع مُختلف..ولكن بكل الاحوال هو غير نادم علي قتل عمار..فقط هذا الشيء الوحيد الغير نادم علية..

عاد من شردوة وهي ينهض يتجه للشرفتة علي هواء الشتاء البارد يُطفي نيران جسدة الا انها فشلت..ليغمض عينيه وتستطح علي اريكة وبحث عن النوم الذي قاطعه لأيام وتحديدا منذ أن تركت منزله ولكن دون جدوي...
...................................................................................
#يُتبع..

عشق رهن القتل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن