عَلى

89 13 8
                                    

قالوا انَّ كُلَّ ما مررتُ بهِ سيَمضي، قالوا ان الوقتَ سيُنسيني، جاهدتُ كي أحِبَّ حياتي، جاهدتُ بْكُلِّ ما أملُكُ مِن طاقه، خُذِلت من أقرَبَ النَّاس، عُصِرَ قلبي قهرًا على فِراقِهم، ولكنَّ كِبرياءَ انفي أبَت تَقَبُّلَ الوضعَ أكثر، حاولت، حاولتُ التأقلُمَ على حياتي و خيباتِها المُتتاليه، حاولت تخطِّي رحيلُك، تدهورَ الوضعُ في آخِرِ شهران، أصبحَ طيفُكَ لا يكتفي بِالظُّهورِ في وجوهِ من أراهُم فقط، بل تطوَّرَ ذلِك الي انَّهُ اصبحَ يُوقِظُني من نومي، أتَحَدَّثُ معه بالليلِ و لكِنَّهُ لا يُجيب، فأبقى مُستيقظًا أُراقِبهُ علَّهُ ينطقُ بشيء، أيُّ شيء.

مضى تِسعةٌ و خمسون يومًا على تِلكَ الحالة، مِنهُم ما يُقارِبُ العِشرونَ دون ان يغمِضَ لي جِفن، انقطَعتُ عن العالمِ، انقطَعتُ عنِ الحياة بِكُلِّ ما يوجد بِها، آه اراكَ تسألُ عن عائلتي، قد ماتوا ، ماتوا جميعًا بِحادثٍ منذُ خمسةَ عشرَ عامًا، وحيدٌ أنا منذُ خمسةَ عشر عامًا..خمسةَ عشرَ عامًا من الفُرقةِ و الضَّياع، لم تُحِبُّني الحياة، و كي أكونَ صريحًا ف إن الشعورَ كان متبادل، كرِهتُها، كرِهتُها بِكُلِّ ما فيها من كائناتٍ تتنفَّس، كَرِهتُ اصواتَهُم، بغَضتُّ رؤيتِهِم يبتسمون، لِمَ الإبتِسامُ اصلًا، لِم الفرحةَ في ذلك المستنقَعُ المسمى بالدُّنيا، فليمُتوا، فليذهبوا جميعًا الى الجحيم..
اِنَني اتَلاشى بِبُطء

إئتِلآق .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن