مَن

43 10 6
                                    

أُحدِّثُكَ الآنَ من اليومِ السِّتُّون،
ستُّون يومًا لم يتسآئلُ فأرٌ بِهم عن حالِ ذاك المخلوق الذي يُعتَبَرُ فردًا بالكون، لم يأبهَ أحدًا من المخلوقات الموجودة بالخارِج عنَّي، لم أتوقعَ شيئًا مِنهُم، لم أتفاجأ، هُم ايضًا كانو يكرهونَني، من معي بالعمل كانو يُلقِّبوني بغريبِة الأطوار، حتى صاحِبَ البِقالةِ تحتُ منزلي كان يَرمُقُني بنظراتٍ يَملؤها الكُرهُ و الحقد، ماذا فعلتُ انا كي استحِقَّ كلَّ هذا، أكُنتُ سيئًا لِهذهِ الدرجة، أكرهُكم انِّي فقط أكرهُكُم جميعًا. وقَعت عيني على المرآةِ الموضوعه على الطاوله، أمسكتُ بِها و أخذتُ اتطلَّعُ بهيئتي، كُنتُ أبحثُ عن ايِّ سببٍ يجعلُهم يكرهونني، و وجدتُّه، او لم أجِدُه، لم أجِد غيرَ هيكَلٍ يُغرِقُ الظَّلام عينيه و حياتِهِ بأكملها، كسرتُ المرآةَ بيدَيّ فسقطت أشلاؤها و دماءُ يدي بجانِبِ صندوقًا على الأرض، فتحتهُ فَ وجدتُ بِهِ رسائِلِه، كُتِبَ على إحداهم "لن اترُكك"، ضحِكتُ كما لم اضحكَ من قبل، اعتقِدُ ان العالم كلَّهُ سمِع صوتُ ضحِكتي، أكملتُ عبثي بالصندوق، وجدتُّ حبلًا، لا اعلم ولا اتذكَّرُ ما وضعه هنا ولكِن اعتقِدُ انَّهُ القدر..عقدَّتُهُ، رأيتُ الحياة بأكملِها مُلوَّنةُ داخل تلك العُقده، أدخلتُ رأسي بِها، دغدغَ الحبلُ رقبتي فضحِكتُ مجدَّدا و لكن تلكَ المرة خُتِمَتِ الضَّحِكةَ بدموعٍ أحرقت وجهي.
أبلِغِ الدُّنيا سلامي.

إئتِلآق .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن