عُدِمَت رَوحي و شَهِدَ الجَّميعُ الحدثَ و لم يكتَرِث ، أعطتني وعدًا بالبقاءِ و صدَّقتُ عينيها. لم نَكُن نأبهُ بالقيلَ و القال، انفردنا بأنفُسِنا واستغنيتُ بِها عنِ العالمِ و ما فيه، وضعتُها محلَّ قلبي حتى أنَّهُ لم يَسِعُها أيسري فَ شَقَقتُ صدري الأيمنِ كي يَسِع المكانَ حُبِّها. كانت زِراعيها كالوطنِ بل اسمى كانت كالجِنان، ناسبت يداها يداي للحدِّ الذي ظننتُ انهُ من المُستحيلاتِ تفَرُّقِهِما. و لكِنَّها فعَلتها.
ذهبت وتركتني و لم تكترِث، تركت صدري مشقوقًا ينزِفُها و ينزِفُ حُبِّها و لم تكترث، تركتني ضائعٌ بين البشرِ ابحثُ بِكُلِّ من اراه عن وجهِها و لم تكترث، قد عُدِمَت رَوحي و شَهِدَ الجَّميعُ الحدثَ و لم يكترِث. بكيتُها بِكُلِّ ما بداخلي من ضياع و تَمَزُّق، بكيتُها حتى نطِقَ الحَجرَ لِمواساتي، بَكيتُها حتى لم تَعُدِ الدُّموع تكفي فابيضت عيناي من الحُزن، ابيضت عيناي من الحُزنِ مِثلك أيعقوبَا، شعرتُ بوخزِ قلبِكَ عندَ فقدِكَ يُوسُفُكَ ولكنَّها لم تكُن ابنتي كانت أيسري، و قد شَقَقتُ لها صدري الأيمَن كي يَسِعَ المَكان حُبِّها..فكانت هي أيسري و يميني.