و لم تَكُن آمالي بِتِلكَ الصعوبه..فإنَّ اقصى شيئًا تمَنَّيتُهُ كان أن تَصحَبَني للبَحرِ ليلًا و أن نَمشي على رِمالِهِ سويًّا، و عِندَما اخبَرتُكَ بِهذا أجبتَ بِأن و لِمَ ليلًا ألم تقولي انَّكِ تخافينَ الظلام؟ و إنَّ هذا التشوُّش الَّذي بِعَقلي لن يُسِعفُني الآن لِتَذَكُّر رَدِّي عليكَ حينَها، ولكنِ الآن أوَدُّ إخبارَكَ بأنَّني لم اعُد اخافُ الظلام، بل بالعَكسِ اصبَحنا مقرَّبين للغايه، فإنَّه احبَّني حتى لم يقدِرَ على وجودِ مكانٍ اكثرَ امنًا للمُكوثِ به فاصبحَ يُقيم حولَ عينيّ، فبِحَقِّك كيف لي ان اخافَ منهُ بعدَ الآن، أقسِمُ لكَ انَّهُ لم يَعُد يُخيفُني شيء، فلقد تحقَّقت اسوَأُ مخاوفي..لقدِ افترَقنا!!..أتُريدُ لشيءٍ ان يُثيرَ رُعبي اكثرَ من ذلك؟!
بِرأيي أنَّ المقوله الأكثَرُ كذبًا و عدَم عقلانية هي تِلكَ الشهيرةُ "البعيد عن العين بعيد عن القلب" و رُبَّما هذا احمقُ شيئًا يُمكِنُ لِأُذُنٍ بشريةٌ سماعَه فمن هذا النذلُ الذي يؤمِنُ بها! وانَّني ارى ان من لم يُحبُّ بِحق يختلِق ذاك العذرُ ليُبرّر لنفسَهُ انَّه احبّ و لكن ذاك الشخصُ بعيدًا فبالتالي يُمكِنُ ان يبعُدُ عن قلبي ايضًا، ويا لها من حُجة مُروِّعه! فإن البعيدُ عن العين يزداد تَمَلُّكًا بالقلبِ كلَّ ثانيةٍ اكثَرُ من التي سبِقتها، البعيدُ عنِ العين يزداد الشوقُ له ليُصبِحَ كاللهب الذي يحرِقُ صاحِبه، البُعدُ عنِ العين تَكثُرُ التساؤلات حوله ان كُنتَ تملِكُ نفسِ المكانه في قلب من هو بعيدٌ ام انَّهُ مِن هؤلاء مَن يؤمِنون بتِلكَ العباره السَّخيفه، و بِالنِّهايه يا ساده فإنَّ البعيدُ عنِ العين لا يَبعُدُ عن القلب و لو بقيد انمله بل انّهُ يهلِكه!