غادرت نايا وبدأ الامير بالكتابة و هو يبتسم من السعادة، أما نايا عادت للمنزل و وجدت كاي مستيقظاً، سألته عن تارا و أخبرها بأنها نامت و هي تبكي لأنها أشتاقت لوالداها.
نايا: مسكينة تارا، هذا كله بسببي ورطتكما معي في هذا العالم.
كاي: كم مرة عليَّ أخبارك بالا تقولي هذا الكلام، ثم أخبريني لماذا تأخرتِ اليوم؟؟
أخبرته نايا بالتفصيل، ثم تفاجأت بصراخ كاي و هو يقول لها: غبية، لماذا لاتريدين أن يخبرهم بأنكِ صاحبة الفكرة، ستضيعين علينا فرصة أن نصبح نبلاء.
نايا: وماذا لو أصبحنا من النبلاء!
_سيتغير الكثير و سنحصل على الامتيازات و ربما سأتقدم لخطبة الأميرة كيت، أيتها المجنونة أخبري الامير غداً بأن يخبر الجميع أنكِ صاحبة الفكرة أو تخبرينه بأنني أنا كاي صاحب الفكرة.
_هل جننت؟! نحن نريد العودة الى عالمنا، الأ تفكر بوالداك لابد و أنهما قلقان عليكما أنت و تارا و ربما والداي قلقان عليَّ أيضاً.
_و مادخل أهلنا في في ذلك، منذ شهر و نحن هنا و تَكيفنا مع الحياة هنا و لم نجد حتى الأن تفسير لوجودنا هنا، ما المانع بأن نكون مشهورين و من النبلاء و نعيش برفاهية بينما نجد طريقة للعودة الى زمننا.
_لو أصبحنا من النبلاء و مشهورين في المملكة سيبدأ الجميع بسؤالنا عن حياتنا و ماضينا و كل التفاصيل و سيذهبون الى مملكة ميلاند و يسألون إن كنا نعيش فيها حقاً أو لا و سيتأكدون بأننا كنا نكذب لكن هذا لا يهم، الاهم هو جواسيس الملك آرثر الذين يملئون هذه المملكة، سيصل الخبر اليه و لربما يقومون باختطافنا و سؤالنا عن التفاصيل، بعدها تخيل معي ماذا سيكون مصيرنا؟! و آرثر معروف بقسوته و وحشيته و حبه للنساء، ماذا لو قتلك و يجعلنا أنا و تارا أحدى محظياته.
_تباً، يكفي لا تكملي كلامكِ، أقتنعت الأن، لكنني متفاجئ، لماذا الأمير أدورد تحدث معكِ بهذا الأمر رغم تعجرفه ففي معسكر التدريب، فقط يلقي الأوامر، هل يتصرف كأمير و قائد جيش علينا فقط و مع النساء شيء آخر..
_كلا، أنه بالفعل هكذا مع الجميع لكنني أنا من بادرت بالحديث معه...
في اليوم التالي أنتظرت نايا الأمير أدورد لكنه لم يأتي الى المكتبة و في اليوم الذي يليه و بعده لم يأتي أيضاً، أفتقدت وجوده في المكتبة، حتى انها سألت كاي عنه و أخبرها بأنه لم يأتي حتى لمعسكر الجيش..
بعد أسبوع في المكتبة مساءاً، تجلس نايا كعادتها تقرأ أحد الكتب و تتفاجأ بدخول أدورد، تقف من مكانها و تذهب نحوه و تبتسم بلطف و تقول له: أهلاً سمو الأمير، أنرت المكتبة.
أدورد: اهلاً نايا، كيف حالكِ؟
_بخير، و أنتَ كيف حالك؟ سمو الأمير، افتقدتكَ كثيراً..
أبتسمَ أدورد أبتسامة سعادة رغم محاولته جاهداً لأخفائها، ثم قال: أود الحديث معكِ،، ثم يجلس على كرسي المكتب و تجلس أمامه و تسند رأسها على يديها و تنظر أليه بأنتباه؛
أدورد:أختراعكِ نجح و أذهل الجميع، قمت بتصميمه مع الخوذة و وفرت المعدن اللازم لصنعه مع الادوات و أفضل الحدادين في المملكة و سيبدأون غداً غداً بصنع كميات كبيرة بعد ما أكملنا صناعة النموذج الاول و أختباره.
_رائع.
_حتى الان لم اخبرهم عن صاحب هذا الاختراع، غداً سأخبرهم.
_تخبرهم بأنه أنت صحيح؟
_كلا، سأخبرهم بأنكِ صاحبة الاختراع و سأخذكِ غداً معي في الاجتماع ليتعرفوا عليكِ.
_كلا يا سمو الأمير أخبرتك بأنني لا أريد أن يعرف أي شخص بأنني صاحبة الفكرة.
_فكري جيداً يا نايا، ستحصلين على مكافئة و ستكونين من النبلاء، سيحترمكِ الجميع و ستعيشين برفاهية.
_لا أريد ذلك يا سمو الأمير، تُعجبني كثيراً حياتي الحالية.
_أيعجبكِ العيش كـ عاملة تنظيف في المكتبة؟!
_نعم.
_أنتِ غريبة، أسمعيني جيداً يا نايا أنا أريد لكِ الخير و أريدكِ أن تكوني من النبلاء.
_لماذا أنت مُصر على أن أكون من النبلاء؟!
_أدورد: أن أصبحتِ من النبلاء ستتزوجين رجل من النبلاء.
_لا أريد الزواج من شخص نبيل.
_هذا طموح كل فتاة.
_لكنه يس من طموحي.
_بأستطاعتكِ الزواج مني أيضاً أن أصبحتِ نبيلة.
_لم أفهم قصدك سمو الأمير!
_سأختاركِ زوجة لي..
_لابد و أنكَ تمزح سمو الأمير.
_ليس من عادتي المزاح.
_لكن لماذا أنا؟
_لأنكِ ذكية يا نايا، أعجبتُ بكِ، لم أُقابل فتاة بجمالكِ و ذكائكِ في حياتي، ربما منذ المرة الاولى التي رأيتكِ بها أُعجبتُ بكِ.
_شكراً لك سمو الأمير، هذا شرف لي، لكنني رافضة لفكرة الزواج أساساً و فكرة أن أكون من النبلاء.
_أنا أسحب كلامي، أنتِ أغبى فتاة و لستِ الاجمل أيضاً و أنا كُنت أمزح معكِ فقط لأقنعكِ أن تكوني من النبلاء، يمكنكِ المغادرة الأن.
_طابت ليلتك سمو الأمير،، غادرت نايا المكتبة،،
يضربُ أدورد يديه على المكتب بغضب ثم يتكئ على الكرسي و يغطي وجهه بكلتا يديه،، تدخل نايا الى المنزل و تُلقي السلام و تدخل لغرفتها و تُرمي نفسها على السرير، تلحقها تارا و تقول لها: مابكِ نايا؟ لماذا لم تجلسين معنا و تتحدثي كالعادة؟
_أنا مُتعبة قليلاً و أُريد النوم..مـرت الأيام و أدورد لا يأتي الى المكتبة بل يُرسل أحد حراسه لأحضار الكتب له في غرفته،، كانت نايا تشعر بالحزن والندم، كانت تتمنى أن تُخبره في تلك اللحظة بأنها تُحبه و أنها غارقة في التفكير به و بنظراته، كانت تتمنى أن تفتح قلبها له و تخبره بأنها جاءت من المستقبل و هذا السبب رفضها للزواج منه، لكن هذا شيء لا يُصدق، ماذا لو لم تخبره بهذا السر و تزوجته مامصيرها و مصيره أن عادت للمستقبل و هو مجرد درس في صفحات التاريخ التي قرأتها، ماذا ستكون ردة فعله؟ لم اتوقع من الأمير أن يُحبني من بين جميع الفتيات هنا و لم اتوقع بأن أقع بحبه أيضاً، حسناً حسناً لأُفكر بواقعية اكثر لابد و أنه يمزح حقاً في ذلك اليوم فـ بعد الغد حفل خطوبته من أبنة الوزير، كل ماعليَّ فعله الأن أن أبحث أكثر و أكثر عن شيء يُرجعني الى عالمنا،، عادت نايا الى المنزل و وجدت كاي و تارا في انتظارها، سلمت عليهما و أرادت الدخول الى غرفتها، لكنها تراجعت بعدما سمعت كاي يقول: ما بال الفتاة الكئيبة هذه الايام، لماذا لا تتحدث معنا.
نايا: مُتعبة فقط،
كاي: مما أنتِ مُتعبة! هل تعملين في حمل الأنقاض؟! أجلسي قليلاً لنتحدث.. جلست نايا و قالت: حسناً، تحدث؟
_بما أن غداً يوم عطلتنا، قررت أخذكِ أنتِ و تارا الى للتسوق من المتاجر و نتنزه بعدها، سنقضي اليوم معاً فمنذ مدة و نحن لم نجتمع معاً.
نايا: فكرة جيدة.
تارا:سأشتري فستان لأرتديه في حفل خطوبة الأمير أدورد.
نايا: هل ستذهبين؟
تارا: نعم لن افوت رؤية حفل خطوبة مَلَكيّ.
كاي: كلنا سنذهب يا نايا.
نايا: لن أذهب.
كاي: لماذا؟
نايا: لستُ بمزاج يسمح لي بذلك.
كاي: هل حدث معكِ شيء؟
نايا: كلا، ثم يا كاي الم تخبرني بأنك ستذهب الى حدود المملكة الى المكان الذي وجدنا أنفسنا به.
كاي: كلما أردتُ الذهاب، أشعر بأن احد الحراس يتتبعني لابد و أن أدورد اللعين أمر أحدهم بمراقبتي، أتمنى لو أقتله.
نايا: هدء من روعك كاي، أن من حقه مراقبتنا.
كاي: ولماذا تدافعين عنه؟أنه أنسان حقير لكنه محظوظ لأنه وُلدَ أبناً للملك و سيكون الملك عندما يتزوج، وستكون زوجته أبنة الوزير الجميلة أما انا المسكين ولدتُ في الريف و لدي شعور بأنني سأموت هنا في أحد الحروب،
نايا: و من اخبرك بأن أدورد سيعيش ملكاً؟!
_اليس هذا واضح.
_أنتَ حقاً لا تذكر تاريخ كاثوبيا؟!
_لستُ مجتهداً مثلكِ لأذكر التاريخ المادة الأكثر كرهاً لقلبي.
_أنت تكره كل المواد والدراسة أصلاً.
_على الأقل أنا نجحت ولم ارسب سنة واحدة و دخلت الى الجامعة، لستُ مثل بعض الناس.
_أشعر أنكَ تقصدني بهذا الكلام.
_كلا، أقصدُ أُمي، المهم أخبريني لماذا أدورد لن يكون الملك؟
_لأنه سَيُقتل في يوم زفافه.
كاي و تارا: ماذااا!! حقاً؟؟
نايا: نعم للأسف.
كاي: و ماذا عن الأميرة كيت؟
نايا: سيأخذونها آسيرة للملك آرثر و سيجبرها أن تكون احدى محظياته و... تصمت.
كاي: أكملي نايا ماذا سيحدث لها؟!
نايا: تنتحر.
كاي: تباً، هذا ليسَ عدلاً ، و نحنُ؟ ماذا سيكون مصيرنا؟
نايا: لا أعلم هذا مايشغل تفكيري، كل يوم أفكر باحداث التاريخ حتى التفاصيل الصغيرة، عسى أن أجد شيء يجعلنا أن نغير و لو جزءاً بسيطاً هنا.
كاي: التاريخ لن يتغير مهما فعلنا.
نايا: لا تستبعد ذلك ربما سيتغير، فـ القدر الذي أحضرنا الى هنا عبر حفرة ربما نفسه سَيُغير الماضي.
كاي: على أي حال، سأذهب الأسبوع القادم الى الحدود حتى و أن تبعني احدهم، علي أن أجد طريقة لعودتنا الى زمننا المستقبل قبل زفاف أدورد..