الفصل الثاني

39 4 2
                                    

مهما بذلت من جهد لتحاول تخيل قدر الدماء التي كانت تسيل نتيجه قتل نصف سكان الكوكب .....لن تصل الي مقدارها الفعلي....وفي وسط تلك الابادة...صبي كان لا يزال يافعا...رأي مقتل عائلته...لا بل ان اصح القول
"عشيرته "....ليري بحارا من الدماء...دماء اصدقائه...والداه...اخوانه...
لحسن حظه كان الحصار قريبا من غابه....وفي وسط المذبحة...تخفي بين الجنود...ليهرب داخل تلك الغابه...كان وقت الغروب...اوشك الليل علي القدوم...لم يضع الصبي ذلك في باله....ظل يركض ويركض داخل الغابه...حتي بدا يغلبه التعب...حتي انه بدا يترنح ويستند علي الشجر ويحاول المشي...حينها سمع صوت همهمه تاتي من عمق الغابه...كان الشخص الذي يصدر هذه الهمهمه يلحنها وكانها اغنية ما....صوته كان رخيما يشدك اليه....توقفت الهمهمه قليلا...ثم عاد يسمعها مره اخري ولكن الصوت كان اقرب ....توقفت مرة اخري....ثم عادت من جديد....ولكن هذه المره بدا يسمع كلمات وسط تلك الهمهمه...

                           همممم~....
               الشياطين....مجرد اوهام...
           ومجرد اسرار....وايضا اعذار.....
                           همممم~.....

= تعجب الصبي من تلك الكلمات التي سمعها ....عادت الهمهمه مرة اخري....ظهر عجوز يرتدي عباءه مهترئة...يستند علي عصي بالية...وبدا يقترب من الفتي شيئا فشيئا....وقام بالهمهمه مره اخري...ثم قال...

- سيأتي الي ~....صبي يافع~... يقول لي....
*انقذني*.....و يترجاني قائلا...*ساعدني*...
يتوسل الي....*للانتقام*...

= ثم عاد العجوز للهمهمه مرة اخري....ثم توقف ورفع راسه لينظر للصبي بابتسامه خفيفه ويقول...

- أستفعل؟...ام لن تفعل؟...

= رد الصبي وهو غارق في حيرته عن ما الذي يتفوه به هذا العجوز الخرف؟...ثم ساله...

-...من انت؟..

= فتتلاشي تلك الابتسامة ليبدي وجهها بلا تعابير ويقول بخيبه...

- اذا لن تفعل...

= ثم تلاشي جسد العجوز وكأنه سراب....ليحك الفتي عينيه ويظن انه يتخيل!...

= كان الصبي متعبا وعطشا ظل يستند علي الاشجار والليل لم يبقي الا القليل عليه....الي ان لمح نهرا...كان العطش كفيلا بقتله....ذهب بكل ما تبقي له من طاقه الي النهر واخذ يشرب وكانه لم يشرب منذ دهر....غسل وجهه وعاد الي وعيه قليلا....واستوعب انه توغل عميقا للغايه... لا يحيط به سوي الاشجار... جمع الفتي بعض الحطب والقش وبدأ يشعل النار ....واخذ غصن شجر سميك وقام بحده من الطرف ليكون كالرمح واصطاد بعض الاسماك ليشويها علي تلك النار التي قد هدأت قليلا....ولينام في البريه بدون سقف يأويه...

The lost child of the clan - طفل العشيرة الضائعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن