الفصل الرابع والخامس
لم تذهب نبيلة الى العمل فى اليوم التالي وظلت فى المنزل بحجة المرض وكان شحوب وجهها وذبول عينيها يدعمانها .
أبلغت زينة والدها بقرارها النهائي قبل خروجها وتركت له مهمة ابلاغ خالد به فأبتسم لها والدها بحزن فهو تقريبا يفهم سبب رفضها فقد قال
- لا تلقي بالا بأختك فأنت تعرفينها جيدا ... وهي مازالت شابة وجميلة وسيأتيها نصيبها قريبا باذن الله وستفهم أن خطبتك قبلها لا تعني أنها بارت ولن تجد من يريدها .
ابتسمت بأسى فقد كانت مخطئة فهو لا يفهم الأمر على حقيقته ... وهو أن نبيلة تريد نفس الرجل الذي يريدها فقالت
- ليس هذا هو السبب يا أبي .. فأنا لست مقتنعة به كما أنه غريب عني .
قال
- أفهمك تماما .. لذلك أنصحك بأن تأخذي وقتك فى التفكير قبل أن تقرري .
قالت بأصرار
- لقد قررت بالفعل .. أنا لن أرتبط به .****
للمرة الثالثة تنقذها سمر وتقوم بتعديل الحجوزات التي سجلتها زينة بطريقة خاطئة وقالت وهي تقوم بالتعديل على جهاز الكمبيوتر
- ماذا بك ؟
- أشعر ببعض التعب اليوم .. آسفة .
نظرت اليها سمر عابسة
- لماذا أشعر بأن لنبيلة دخلا فى تعبك هذا خاصة وأنها متغيبة عن العمل لليوم التالي على التوالي .
نفت زينة الأمر بسرعة
- لا .. لا دخل لنبيلة فى الأمر .. أنه أمر شخصي .
ربتت سمر على ذراعها وقالت
- اذا أردت الحديث فكلي آذان صاغية .
أبتسمت لها زينة بأمتنان فتابعت سمر
- والأن ركزي فى العمل فالمدير يراقب من بعيد .
في منتصف نهار العمل فوجأت زينة بخالد يقف أمامها فى قاعة الأستقبال وكان ينظر اليها بتجهم .. كان كاملا كعادته وجعل قلبها ينتفض داخل صدرها واحتارت فيما يجب أن تقوله له ولكنه لم يمهلها الوقت لتقول شيئا وقال
- سأنتظرك بالخارج بعد أن تنتهي من عملك اليوم وقبل أن تعترضي .. لقد طلبت الاذن من والدك ووافق .
كانت زميلتها سمر شبه منومة مغناطيسيا وهي تتبعه بعينيها وهو ينصرف بعد أن أنهى كلماته وسألتها
- من هذا ال .. ال .. ما أسم اله الجمال عند الأغريق ؟
من داخلها شعرت زينة بالفخر لأن هذا الشاب الرائع يريدها ولكن للأسف هي على وشك قول لا له, أغتم وجهها بعد هذه الفكرة وقالت ردا على سمر
- أبولو .. اله الشمس .. الموسيقى والشعر .. وليس الجمال .
قالت سمر مبتسمة وهي تتأمل وجه زينة الحالم
- وماذا يريد منك هذا الأبولو على أية حال ؟
أنقذها من الرد وصول زوجين من الألمان للأستفسار عن شئ لم تستمع اليه زينة وهي شاردة تفكر فى لقاءها القادم معه .****
قالت له سبب رفضها فما كان منه الا أن ضحك فسألته بحزن عن سبب ضحكه وكانا جالسين فى كافيه قريب من الفندق فقال
- أنت تفترضين أشياء غير صحيحة .
- غير صحيحة ؟.. أنت لم ترى كيف هى حالتها .
- من دون أن أرى .. هل سألتها ؟
- لا .. ولكن ..
قاطعها بثقة
- أسأليها .
كان موقفها صعبا ولا تريد أن تكون ناكرة لجميل والديها وأن تتعس قلبيهما على أبنتهما الوحيدة
سألها
- هل هذا فقط سبب رفضك لي ؟
هزت رأسها ايجابا بخجل .
تنهد براحة وقال
- اذن بعد أن تتأكدي من نبيلة سأحصل على موافقتك أليس كذلك ؟
هزت رأسها مرة أخرى وابتسمت ..
ولكنها فى الحقيقة كانت قلقة من مواجهة أختها .
