هنا في عروس البحر المتوسط، حيث تتعانق السماء مع البحر في مشهد حميمي يسر الناظرين، و يلهم العاشقين، تتوسط شمس الربيع كبد السماء، وكأنها قطعه من الذهب الصافي الموضوعه بعنايه،
في بنايه قريبه من إحدي شواطئ الاسكندريه الرائعه، تسكن ميرال، وحيده أبيها و أمها، المتخرجه من كليه الصيدله، و لها صيدليتها الخاصه التي تشرف عليها بنفسها،
هي فتاه في منتصف العقد الثاني من عمرها، فتاه تتسم بالبساطه في كل شئ، لباسها، حجابها، كلماتها، و هذا يجعلها ضمن قائمه جميله الجميلات،، عينيها كبحر من العسل، يغرق فيه كل من ينظر إليهم،
تم عقد قرانها على ابن عمها، الذي يكبرها بعامين، و الذي يملك مكتب محاماه، و سيكون إشهار الزواج بعد شهر، فهل تسير الحياه كما خططنا لها ام تتلاعب بنا كالعرائس،.
.................................
ميرال :ماما فاكره الصندوق الي جبته من المعز
سعاد :أيوه فاكراه
ميرال :هو فين دورت عليه مش لاقياه
سعاد :هتلاقيه ف الرف الي تحت المكتبه
ميرال :اوكتمد يدها و تمسك به في سعاده، كان ثقيلا بعض الشئ، نظرا لاحتواءه، على بعض القطع الفضيه و قطع الزينه القيمه، إختل توازنها، صدمت بالمكتب فوقع على مؤخره رأسها احد التحف الثقيله، فسقطت بعد صرخه طويله فاقده للوعي،
سعاد :يااالهوي ميرال يا بنتي
الحقني يا حسان بسرعه
هرول حسان فور سماعه لصرخه ميرال، حملها بين يديه و ذهب بها للمستشفى،و هناك ادخلوها للطوارئ،
و قف حسان يلتقط أنفاسه، اخرج هاتفه ليجري إتصالا، و انتظر الرد
.....................................
يجلس خلف مكتبه في غرفه تتسم بطابع كلاسيكي بعض الشئ، يمسك ببعض الأوراق، و يفك رابطه عنقه في تأفف، و هو منغمس فالتفكير و المطالعة، رن هاتفه، دون النظر لمن الطالب و ضعه على اذنه
مروان :الو مين
..........
مروان :انا جاي حالا
ذهب مهرولا و ركب سيارته ذاهبا لوجهته بأقصى سرعه
..........................
فور خروج الطبيب من الطوارئ، هرول حسان و سعاد إليها يستفسرون عن حاله إبنتهمالطبيب :احنا وقفنا النزيف و الحمد لله مفيش نزيف داخلي او اي تجمعات دمويه ف المخ، بس في جرح قديم في نفس المنطقه و دا هيأخر التآم الجرح
حسان:طب هي عامله إيه دلوقتي
الطبيب :هي دلوقتي نايمه و هتفضل هنا يومين تحت الرعايه و هتبقي نايمه فيهم بفعل المسكنات الي بناخدها
سعاده :طب ممكن نشوفها
الطبيب :اه طبعا اتفضلوا
حسان :شكرا يا دكتور
و هنا أتى مروان و استفسر عن ما حدث، قص حسان عليه و جري و دخلو ليطمئنو على ميرال،
.................
مر اليومين و انتقلت ميرال لبيتها و هي ما بين الوعي واللاوعي، نائمه اغلب الأوقات، يأتي مروان و يجلس ممسكا بيدها مايقرب الساعه و هي غير واعيه بوجوده،
و في منتصف الليل تفيق من غيبوبتها واضعه يدها على أذنيها، باكيه هل هذا كابوس أم حقيقه، فاقت امها على صوتها، هرولت إليها مسرعه، ناولتها الحبوب المسكنه، فأغلقت عينيها إستجابه لمفعول الدواء، و من تلك الليله تفيق في نفس الميعاد، تبكي و تنام بفعل المسكنات، إلى أن أدركت ماهي فيه، فأصبحت تكتم شهقاتها و نحيبها بالوساده حتى لا تسمعها امها،
و ها هي بدأت في استعاده وعيها، و فطنت ما يدور حولها،
كانت تجلس كعادتها شارده، أقبلت عليها امها تناديها،سعاد:ميرال مروان بره هتطلعيلو ولا يدخل
ميرال :....................
سعاد :يا بنتي سمعاني
علا صوت طرق باب الغرفه، دخل مروان بعد أن استأذن سعاد و القي السلام، و جلس على كرسي مقابل لفراش ميرال، غادرت سعاد الغرفه مغلقه الباب خلفها،
مرت عده دقائق من الصمت، شعر مروان بالتوتر، و بعد هذا الصمت المبهم، ألقت ميرال قنبلتها الموقوته،ميرال :طلقني.......... مش عايزاك
نظر لها بدهشه غير مصدقة ما وقع على آذانه،
مروان :ميرال انتي بتقولي إيهميرال :بقولك طلقني ايه مش سامع
مروان :ميرال إحنا فرحنا بعد شهر........
إيه الي حصل... هو انا زعلتك في حاجهنظرت تجاهه بنظره قويه، كأنها تبشره انه لا مفر من هذا. كل شئ سيعلن
ميرال :انا افتكرت كل حاجه... يا... يابن عمي
صعق مروان من تلك الكلمات و شعر و كأنه سكب عليه دلو من الماء المثلج ،
أنت تقرأ
الثلاثه يحبونها؟
Romanceحينما يغيب السيد عن عرش السلطه، حينما يكون القلب في حاله سبات، يقوم العقل بإداره كل شئ لكنه لن يقدر على إداره القلب،فالقائد قائدا مهما كانت مكانته، فإلي أين يقودها قلبها؟