١_الفصل الأول

964 16 0
                                    

هنا في عروس البحر المتوسط، حيث تتعانق السماء مع البحر في مشهد حميمي يسر الناظرين، و يلهم العاشقين، تتوسط شمس الربيع كبد السماء، وكأنها قطعه من الذهب الصافي الموضوعه بعنايه،

في بنايه قريبه من إحدي شواطئ الاسكندريه الرائعه، تسكن ميرال، وحيده أبيها و أمها، المتخرجه من كليه الصيدله، و لها صيدليتها الخاصه التي تشرف عليها بنفسها،
هي فتاه في منتصف العقد الثاني من عمرها، فتاه تتسم بالبساطه في كل شئ، لباسها، حجابها، كلماتها، و هذا يجعلها ضمن قائمه جميله الجميلات،، عينيها كبحر من العسل، يغرق فيه كل من ينظر إليهم،
تم عقد قرانها على ابن عمها، الذي يكبرها بعامين، و الذي يملك مكتب محاماه، و سيكون إشهار الزواج بعد شهر، فهل تسير الحياه كما خططنا لها ام تتلاعب بنا كالعرائس،.
.................................
ميرال :ماما فاكره الصندوق الي جبته من المعز
سعاد :أيوه فاكراه
ميرال :هو فين دورت عليه مش لاقياه
سعاد :هتلاقيه ف الرف الي تحت المكتبه
ميرال :اوك

تمد يدها و تمسك به في سعاده، كان ثقيلا بعض الشئ، نظرا لاحتواءه، على بعض القطع الفضيه و قطع الزينه القيمه، إختل توازنها، صدمت بالمكتب فوقع على مؤخره رأسها احد التحف الثقيله، فسقطت بعد صرخه طويله فاقده للوعي،
سعاد :يااالهوي ميرال يا بنتي
الحقني يا حسان بسرعه
هرول حسان فور سماعه لصرخه ميرال، حملها بين يديه و ذهب بها للمستشفى،و هناك ادخلوها للطوارئ،
و قف حسان يلتقط أنفاسه، اخرج هاتفه ليجري إتصالا، و انتظر الرد
.....................................
يجلس خلف مكتبه في غرفه تتسم بطابع كلاسيكي بعض الشئ، يمسك ببعض الأوراق، و يفك رابطه عنقه في تأفف، و هو منغمس فالتفكير و المطالعة، رن هاتفه، دون النظر لمن الطالب و ضعه على اذنه
مروان :الو مين
..........
مروان :انا جاي حالا
ذهب مهرولا و ركب سيارته ذاهبا لوجهته بأقصى سرعه
..........................
فور خروج الطبيب من الطوارئ، هرول حسان و سعاد إليها يستفسرون عن حاله إبنتهم

الطبيب :احنا وقفنا النزيف و الحمد لله مفيش نزيف داخلي او اي تجمعات دمويه ف المخ، بس في جرح قديم في نفس المنطقه و دا هيأخر التآم الجرح
حسان:طب هي عامله إيه دلوقتي
الطبيب :هي دلوقتي نايمه و هتفضل هنا يومين تحت الرعايه و هتبقي نايمه فيهم بفعل المسكنات الي بناخدها
سعاده :طب ممكن نشوفها
الطبيب :اه طبعا اتفضلوا
حسان :شكرا يا دكتور
و هنا أتى مروان و استفسر عن ما حدث، قص حسان عليه و جري و دخلو ليطمئنو على ميرال،
.................
مر اليومين و انتقلت ميرال لبيتها و هي ما بين الوعي واللاوعي، نائمه اغلب الأوقات، يأتي مروان و يجلس ممسكا بيدها مايقرب الساعه و هي غير واعيه بوجوده،
و في منتصف الليل تفيق من غيبوبتها واضعه يدها على أذنيها، باكيه هل هذا كابوس أم حقيقه، فاقت امها على صوتها، هرولت إليها مسرعه، ناولتها الحبوب المسكنه، فأغلقت عينيها إستجابه لمفعول الدواء، و من تلك الليله تفيق في نفس الميعاد، تبكي و تنام بفعل المسكنات، إلى أن أدركت ماهي فيه، فأصبحت تكتم شهقاتها و نحيبها بالوساده حتى لا تسمعها امها،
و ها هي بدأت في استعاده وعيها، و فطنت ما يدور حولها،
كانت تجلس كعادتها شارده، أقبلت عليها امها تناديها،

سعاد:ميرال مروان بره هتطلعيلو ولا يدخل
ميرال :....................
سعاد :يا بنتي سمعاني
علا صوت طرق باب الغرفه، دخل مروان بعد أن استأذن سعاد و القي السلام، و جلس على كرسي مقابل لفراش ميرال، غادرت سعاد الغرفه مغلقه الباب خلفها،
مرت عده دقائق من الصمت، شعر مروان بالتوتر، و بعد هذا الصمت المبهم، ألقت ميرال قنبلتها الموقوته،

ميرال :طلقني.......... مش عايزاك
نظر لها بدهشه غير مصدقة ما وقع على آذانه،
مروان :ميرال انتي بتقولي إيه

ميرال :بقولك طلقني ايه مش سامع

مروان :ميرال إحنا فرحنا بعد شهر........
إيه الي حصل... هو انا زعلتك في حاجه

نظرت تجاهه بنظره قويه، كأنها تبشره انه لا مفر من هذا. كل شئ سيعلن

ميرال :انا افتكرت كل حاجه... يا... يابن عمي

صعق مروان من تلك الكلمات و شعر و كأنه سكب عليه دلو من الماء المثلج ،

الثلاثه يحبونها؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن