٥_الفصل الخامس

132 5 0
                                    

غلقت ميرال بوابه البنايه بحذر و ذهبت لوجهتها، و كان آسر عائد من صلاه الفجر وجد تلك الفتاه تغلق البوابه و تسير في اتجاه ما، قاده فضوله لمعرفه الي أين هي ذاهبه، و في هذا الوقت المبكر،
.......................
تسير بهدوء تعرف وجهتها جيدا، فهي معتادة على ذلك كلما انتابها الأرق او كابوس ليلا، تسير في الطريق في هدوء و كأنه مهجور، الناس نيام لا تسمع غير مواء القطط و صوت تلاطم الأمواج بالشاطئ، دخلت ميرال في زقاق ضيقه ووصلت لوجهتها، و كانت عباره عن منطقه عاليه عن الشاطئ، ابتسمت فور أن رأت المنظر، استنشقت نسيم البحر، و مع كل زفير تخرجه و كأنها تخرج ما في صدرها من هموم، جلست و تطلعت للافق ،
شردت لبضع دقائق، في شروق الشمس و خروجها من البحر كالأم تلد طفلها، أخرجت كتيب صغير و شرعت في كتابه ما يجول بخاطرها

"متى
متى يدق القلب حبا
كل نبضه تدق عشقا
تتلهف عيناي لرؤيتك
و يخرج اسمك من بين شفتي على مهل
و متي يوم اللقاء
تتلاقى العيون و تتعانق القلوب
متى"
نظرت للأفق ثم عاودت الكتابه،
و ياتري لم سيدق

أغلقت الكتيب ووضعته في جيب سترتها، ولم تنتبه لمن يراقبها متعجبا لفعلتها، تفيق في هذا الوقت لتجلس على الشاطئ لكتابه خاطره او ما شابه ذلك، تختلف، حقا تختلف
نهضت ميرال و جلستها، تنفض ماعلق بلباسها من رمال، و استدارت لتعود أدراجها، لكن وجده جسد عريض يسد طريقها، رجل ضخم الهيئه، بشع المنظر، دب الرعب في أوصالها، و شعرت انها هالكه لا محاله،

.... ادا عروسه البحر ولا بيتهيألي
الفزع و الخوف اللجمها، ماذا تفعل، اتقفز في البحر، ألقت نظره على الارتفاع و جده ليس بالعميق، لكنها لا تجيد السباحه، ستموت اما غرقا او على يد ذلك الوحش
...... ايه ياجميل القطه كلت لسانك ولا ايه
متيجي نقعد في ركن بعيد هادي عشان نعرف نتكلم
مد يده ليمسكها لكنها أسرعت و كادت ان تقفز في البحر الا ان شعرت بيد تمسكها و تمنعها من الوقوع، ظنته ذلك الغول، ظلت تصرخ و ركلته في معدته، لكنها بعد أن سمعت صوت تأوه، علمت انها أخطأت الهدف،

ميرال :ادا انت
آسر :ااااه حرام عليكي
و في نفسه، يخربيت تقل ايدك، كنت سبتك رميتي نفسك احسن، أدى أخره الأفلام، قال وانا عامل فيها السبع رجاله، اه يانا ياما

نظرت ميرال بجانبه، وجدته ذلك الضخم يرقد على الأرض ممسكا برأسه
ونظرت للمسك ببطنه،
ميرال :انا أسفه والله معلش
طب انت كويس

آسر :اه الحمد لله
ميرال :شكرا جدا لحضرتك معرفش من غيرك كان حصلي ايه

آسر :مفيش داعي للشكر دا واجبي

ميرال :ربنا يحفظك يا استاذ.....

آسر :انا آسر جاركم

ميرال وقد تذكرت منظره أمس و حاولت أن تكتم ضحكاتها.

ميرال :تشرفت بحضرتك همشي انا عشان اتاخرت

آسر :طب استني اوصلك

ميرال :شكرا لحضرتك و اسفه مره تانيه

وذهبت و جاء آسر يلحق بها و جد من يقبض عليه من ملابسه من الخلف، تمنى ان يكون يتوهم ذلك،
جاء ينادي علي ميرال لكن وكأن جنجرته قد جفت و تحجرت،
..... انت تاخدني على خوانه والله لأوريك يا***

و لكمه بقوه وقع آسر على الأرض و هو ينزف من أنفه

آسر :آآآآآآه
كانت ميرال على وشك الإبتعاد الا انه آتي لمسمعها صوت تأوه، إلتفتت، و جدت آسر ملقي على الأرض و يتألم و هذا الغليظ يسب فيه و يركله بقدمه،
وجدت ميرال عصا خشبيه غليظه و ذهبت في اتجاه حيث تكون خلف ذلك الضخم، و بسرعه و بكل ما لديها من قوه هوت على رأسه فوقع صريعا، فتحت عينيها،
ميرال :يالهوي دا مات،....

آسر و هو ينهض بتعب:لا مماتش يلا نمشي من هنا بسرعه قبل ما يفوق

ميرال :اه يلا بسرعه بسرعه

وذهبو سريعا بإتجاه العوده، كان آسر يسير ببطي و يسبقها بخطوه، و هي تسير خلفه، تحاول أن لا تسبقه، ناظره ف الارض، تشكر ربها علي انها نجت، لاحت منها نظره تجاه آسر، و كأنها تشكره على فعلته، برغم جسده الهزيل و بنيته الجسديه الضعيفة إلا أنه انقذها من براثن ذلك الذئب،
كان يسير آسر شارده في تلك الفتاه يشعر و ان هناك اضطراب بداخلها، لحظات رقيقه بريئه، بضحكات جذابه، و آخرى قويه صامده،
ياتري أيهما تكون ، ما صفاتها و سماتها الاصليه و ما تصنعتها، يقول البعض ان الطبع يغلب التطبع، ياتري بأي طباع تزينت، و ما تطبعته، مع العلم ان الزمان و ما يحويه من محطات، كفيل بإحداث تغير جذري بالنفس البشريه، الا من رحم ربي.
و صل كلا منهم أمام بنياته بعد أن شكرته ميرال مره اخرى،
دخل آسر في هدوء تام للبيته حتى لا تلحظه والدته، و دخل غرفته و ارتمي على الفراش متألما و غطا في نوم عميق، بعد أن جاء بمخيلته تلك الفتاه الذي يتلهف لرؤيه عينيها ،
....................
فتحت ميرال باب البيت بهدوء وجاءت تدخل لغرفتها استوقفها والدها،

حسان :كنت فين بدري كدا

ميرال :كنت بتمشي شويه ع البحر

حسان :دلوقتي

ميرال :هي دي اول مره يابابا حضرتك عارف اني من وقت للتاني بحب اشوف شروق الشمس

حسان :دا كان زمان لكن دلوقتي وضعك اتغير

ميرال :تقصد ايه

حسان :دلوقتي انتي مطلقه، و الناس مش بتسيب حد ف حاله، فلازم كل خطوه هتخطيها تاخدي بالك منها كويس،

و تركها و دخل لغرفته، وقفت ميرال تستوعب كلمات أبيها، و اول مره تشعر بمدى صعوبه هذه الكلمه، ذهبت لغرفتها و ألقت بجسدها على الفراش، وتذكرت ما حدث معها، شكرت ربها انه ارسل لها ذلك الآسر، لكنها تعجبت ماذا كان يفعل بذلك الوقت و كيف عرف تلك المنطقه و هو لم يلبث ببنايته يومين، لقد غلقت عينيها استعداد للنوم و هي ما زالت تفكر في ذلك الا انها غطت في سبات عميق،
.............................
كان آسر يتقلب في نومته الا انه قام منتفضا، فور سماعه لصراخ والدته،

الثلاثه يحبونها؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن