٤

221 38 4
                                    

كنت أتمشّى في الحدائق العامة لتنزهةِ هاتشي، إنّه محبٌ للتجوال خارجًا بعكسي تمامًا.
تركته يلعب بين الشجيرات وجلستُ على العشبِ أقرأ كتابًا جلبتهُ معي.

قاطع قرائتي قدمين تقفان على بعدٍ متوسطٍ أمامي، رفعتُ رأسي ناظرةً

"مرحبًا، أعتذر على الإزعاج لكن ألستِ مورن إبنة السيّد أوستر؟"
كان شابًا حنطيًّا بشعرٍ أسود مموجٍ برفقةِ طفلٍ صغير

" نعم، أنا هي"

" يا إلهي! أنا فرانك، إبنُ عمّكِ غاردر"
قالها بسعادةٍ واضحة، مالسعيدُ في الأمر؟
لم أتذكّره، بالأصلِ لم أتعرّف عليه حتى
أبناء عمومتي كثُرٌ جدًا ولم أحاول يومًا التفريق بينهم، لم يكن الأمر مهمًا بالنسبةِ إليّ

" أهلًا بك، لم أتعرّف عليك بالحقيقة"
ولا يهمني التعرّف عليك بالحقيقةِ أيضًا.

توتّرتْ الأجواء قليلًا فبادر بقولهِ
" كنتِ إبنة عمٍ مميزةٍ لذلك تعرّفت عليكِ رغم الكثرة، تسرّني رؤيتكِ، أما الآن فيجب أن أذهب.. إلى اللقاء!"
تكلّم ببسمةٍ وختمها بتلويحةٍ، لأرُّد " إلى اللقاء" أيضًا.

فرانك؟ هل هو فرانك نفسه الّذي كنّا نعلب في الباحةِ سويًا؟ لم أذكر، أو أنّني لم أميّز.
هذا التشويش الّذي يصاحب رأسي كتلفازٍ فقد إشارته، كيف سيُصلَح؟
أبرميهِ بالمهملات أو بتكسيرهِ؟ لأنّه ما من علاجٍ قادرٍ على إعادةِ إشارتهِ الطبيعيّة،
ولو كان الأمر بيدي، لفعلتُ كلاهما.

كورساكوف| Korsakoffحيث تعيش القصص. اكتشف الآن