تغيّبت عن العمل لمدةِ يومين، منشغلةً بالموسيقى وذاتي، والّتي بالحقيقة لستُ بحاجةً للتغيّب كي أنشغل فيها.
لكنّني بحاجةٍ لتصفيةِ ذهني من كلّ الأحداث الّتي جرت، نسياني لأطعامِ هاتشي لمدّةِ يومٍ كامل، نسياني لرمز الشقة، نسياني لميلاد آن الّذي لم أنسهُ يومًا.
مالّذي يجري؟
لم أكن أتوقع أنّني وفي يومٍ ما سأصاب بداءٍ كهذا، كنت قد بحثت عن حالتي في المتصفح، ووجدت متلازمةً تشبه حالتي لكن هنالك إختلاف واضح.
ولا أعلم لما بدأتُ أفكّر بتأثير مانديلا، هو قريب لكنه لا يطابقني تمامًا، ليس لدّي نوعٌ من التكذيب لما جرى في الماضي، أنا فقط.. لا أتذكّر.في اليوم التالي إتصلتْ بي آن برغبةٍ للحضور إلى العمل، تحججتُ بعدم قدرتي على النهوض فقالت إنها ستأتي مساء اليوم للإطمئنان، وأنّني لستُ في حالةٍ طبيعيةٍ البتة.
لبّت ما قالتهُ مساءًا، وها هي أمامي ترتشف الشاي الأخضر بمهلٍ وتراقبني بتوتّر
" مورن.."
قالتْ وبدأت عيناها ترقُّ بالدموع
مالّذي يجري؟
تقدمتْ مني ممسكةً بكلا كفيَّ بمحتضنِ كفّيها قائلةً" بِتُ أخاف عليكِ، أنتِ لستِ على ما يرام، أخاف أن تنسيني يومًا، أنتِ رفيقتي الوحيدة مورن!"
أجهشتْ بكاءًا في حُجري ولم أعلم ما أقوله، لكنني لستُ خائفةً عليّ.
لم يكن بيدي ما أفعلهُ سوى التربيت على رأسها حتى تهدأ، لكنّها لم تهدأ" أنا أسفةٌ آن"