.حب لا يفنى
بقلم..دعاء الفيوميشعرت بدوار يداهمني كما أني أصبحت فاقده للإستيعاب هل ما رددته رفيقتي الوحيده التي لم أعرف سواها يومآ ما حقيقي أم أن هذا كابوسآ مرعبآ؛ نظرت لها بأعين متسعه ودموعي متحجرة بهما حيث أراها أمامي متدثرة على فراش مهترئ بمشفى عام تلتقط أنفاسها بصعوبه بالغه،أخيرآ خرج صوتي مرتعش. ماذا تقولين ياإيمان أتريديني أن أتزوج آدم زوجك؟! هو ليس زوج أختي فقط لطالما اعتبرته أخي. كما كيف يمكنني أن آخذ دورك بحياته لا لا لن أستطيع أن أوعدك أرجوك.
حاولت التحدث لكني قاطعتها لكي لا أشق عليها. أعلم أن هذا من أجل مازن وهنا أطفالك لكن اعذريني فاأنا... قاطعني سعالها ففزعت، وهممت إليها ما بك حبيبتي نظرت لي بأعين تفيض حزنآ، وقلقآ، ورجاء وقالت عديني أرجوك.
دون وعي مني قلت بهمس أعدك. ظهرت شبه ابتسامه علي شفتاها ثم ارتخى جسدها النحيل بين زراعي ومال عنقها فانتفضت بخوف وفقدت القدره على الوقوف، جلست بجوارها أنادي بإسمها،وعيوني تمطر بغزاره،وصدري يخرج شهقات عالية حتى سمعني زوجها المنتظر بالخارج كما طلبت هى قبل أن تتكلم معي.
فأسرع بالدخول فزعآ و عندما نظر إليها تجمد مكانه للحظات، ثم اقترب وجثي بجوار الفراش، وأمسك يدها، وقال من بين دموعه بصوت يملأه الأسى والحزن: سامحيني حبيبتي لم أستطع أن أجعلك تسافرين للعلاج أو حتى لنقلك مشفى خاص سامحيني. لكني وافقت على سفري من أجلك كنت أريد إدخال السرور لقلبك العليل بهذا الخبر؛ لكن لم ولن أستطع، أرجوك لاتتركيني وذاد نحيبه فأردت تهدئته وتهدئة نفسي فتلوت بجانبه بهمس، ودموع قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم
"لكل أمة أجلها فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"
فصدق هو ونهض وقبل جبينها وستر وجهها وردد إنا لله وإنا إليه راجعون ثم خرج يجر قدماه ﻹنهاء الإ جراءات اللازمة. أفقت على يد جارتي وهى تمسح دموعي وأنا أروي لها تلك الذكرى المؤلمه هذه الجاره التي طالما حاولت التودد لي لكوني مصريه مثلها لكن لن تملأ الفراغ الذي تركته إيمان بقلبي أبدآ. فقلت لها بصوت به بحه سألتيني عن صاحبة الصوره المعلقه وبدأت بالسرد لك لكن لن أستطع الإكمال اليوم فعلي أن أحضر الطعام الأن. ودعتني وقالت: أسفه لحزنك حبيبتي سأذهب الأن وأعود لك غدآ.في اليوم التالي هاتفتني جارتي هناء واقترحت أن نخرج للتنزه بإحدى الحدائق فوافقت تلبية لرغبة مازن وهنا أيضآ.
بعد أن وصلنا لحديقة تملأها الخضره والأزهار وبعض ألعاب الأطفال جلسنا نشاهد أطفالنا يمرحون سويآ ترقرقت الدموع بعيني لذكرى والدتهم وبدأت بالسرد على مسمع هناء المتشوقه لمعرفة المزيد.
بعد مرور شهر لم انقطع فيه عن زيارة الصغار مازن صاحب السبع سنوات وهنا صاحبة الخمس سنوات فهم أحبابي وأطفال حبيبتي رفيقة عمري منذ نعومة أظافرنا. كنت أتجنب الزياره في تواجد آدم فلن أستطع النظر إليه حتي وإن كان لا يعلم بوعدي لإيمان وكنت قد قررت بعد عذاب ضمير أن وعدي لها كان في وقت ضعف أمامها. فلم يكن هذا حلمي؛ دائمآ كنت أحلم بزوج يحبني لا أن يتزوجني لسبب.فيكفيني تجربتي السابقة التي لم تتعد مرحلة عقد القران لرجل يعتقد بأن الرجولة تتمثل في العنف، والتحكم دون مبررات.
قد أكون أنانيه أو لا لا أعلم لكن لا أستطيع أن أخذ مكان صديقتي التي بفراقها أشعر بقلبي ممزق.
في يوم كنت أصعد الدرج نحو شقة إيمان استمعت لبكاء الأطفال وصراخ زوجة عمهم عليهم ونعتها لهم بالأغبياء وأنهم غير مهذبين، تسارعت دقاتي غضبآ فطرقت الباب بقوه وسرعان ما فتحه مازن وتعلق بي بشده، وتبعته هنا فاهتز كياني لهم ونظرت نحو تلك المرأة الماثلة أمامي بنظرات اتهام حارقه وقلت لها :كيف تجرأين أن تعنفي أولادي..لحظة صمت قلت لنفسي أولادي! هل قلت هذا حقآ فقاطعت هى شرودي وقالت بسخريه: أولادك! قلت لها بعجاله نعم لطالما أحببتهم وكأنهم أولادي وأنا من تهتم بكل تفاصيل طعامهم، ولباسهم، ودراستهم بعد وفاة والدتهم، وأنتي تجالسيهم وقت لايذكر دون أي عبئ فلما هذا الصراخ عليهم؟
نظرت لي نظره ذات معنى وقالت بسخرية: سأتركك مع أولادك وهمت بالرحيل.
جلست أرضآ ودموعي تتسابق على النزول والأطفال يرجفون من البكاء بين زراعي، فأشفقت على حالهم، وقمت بتهدأتهم واللعب معهم حتي تعلق مازن برقبتي وهمس بأذني لا تتركينا وتذهبي ياأمي فقلت له أمي؟ قال ببراءه ألم تذهب أمي برحله طويله، وأنت تقولي علينا أولادي؟ فقربته أكثر مني بحنان دون أن أنطق بكلمه أخرى.
قمت بأعمال المنزل حتى ذهب الأطفال في ثبات عميق. فعدت لمنزلي شاردة الفكر أعيد حساباتى وأتخيل حال الأطفال إن تزوج آدم أخرى تعاملهم بقسوه. عند هذه النقطه من التفكير ولم أشعر بأصابعي إلا وأنا أضغط أزرار هاتفي بأرقام آدم وطلبت لقاءه في مكان عام. في اليوم التالي حين ذهبت للمكان المحدد وجدته منتظر ورفع بصره وقال: أهلآ هاله تفضلي.جلست أمامه أفرك يداي، وأشعر بحلقي كأرض يابسه من شدة توتري، وهو ينظر إلي بصمت أمسكت كوب عصير الذي طلبه لي، ورشفت رشفه لعلي أستطيع النطق.
فبدأ هو بالكلام وقال بصوت هادئ: لا عليك ياهاله هدئي من روعك أعلم ما تريدين قوله.
لقد وعدت إيمان نفس الوعد الذي أخذته عليك قبل أن تفارقنا.
نظرت له بصدمه وخرج صوتي ضعيف: كنت تعلم! إحم وماذا قررت.
آدم بهدوء: حقيقة ياهاله أنتي تعلمين أن إيمان كانت رفيقة دربي، وفراقها يكاد يقتلني، أعلم أن الحياة تستمر لكني؛ صمت قليلآ ثم تابع، كنت قد قررت العزول عن هذا الوعد، وأن أكرث حياتي لأولادي.
حيث أن وعدي لإيمان كان بضغط منها، ولم أرد إجهادها فوافقت، وكان عندي أمل أني سأستطيع بسفري جلب المال لعلاجها، ونكمل حياتنا سويآ.
ثم تنهد بحزن وقال: لكن ها هو القدر وافقت على السفر والتغرب وفقدت زوجتي.
لكن حينما عدت للمنزل أمس، واستمعت من أطفالي ما فعلته زوجة عمهم، وأن اعتقادي أنها تهتم بتفاصيلهم كان خاطئ، وهي غير ملامه فلديها بيت وأطفال شعرت بالأسى تجاههم، وفكرت قليلآ أني لن أستطيع البقاء مع الأولاد طوال الوقت وأترك عملي حتى أني حاولت الرجوع عن قرار السفر؛ فلم يسمح لي رئيسى.
ثم صمت قليلآ وقال:الأولاد يحتاجون لأم ترعاهم، ولن أأتمن عليهم أحدآ مثلك، ففكرت أن أعرض عليكي أمر الوعد الذي أخذته إيمان علينا، لكن إن رفضتي فهذا من حقك لا ملامة عليكي قط.
نظرت له بصمت للحظات ونطقت بكلمه واحده أوافق.
آدم بشك: هل أنتي متأكده؟
قلت بهدوء وحزن: إيمان هى توأمي حتى وإن لم تكن شقيقتي؛ وأولادها بحاجة لي فلن أتخلى عنهم طالما حييت.
أدم بهدوء ونبرة امتنان: إذن متى تريدين أن أتقدم لطلب يدك من والدك؟ وهل سيقبل بهذا؟
قلت له بهدوء: لقد تحدثت في الأمر مع والدي، وهو يعلم مدى تعلقي بالأولاد وحبي لإيمان فوافق، ورغم تذمر أمي لكني استطعت إقناعها.
ثم تابعت بحرج فإن لم يكن لديك مانع تحدث معه اليوم.
آدم: اليوم! أليس باكرآ لم يمر وقت طويل على وفاة إيمان.
قلت له أقل ما يمكنني تقديمه لرفيقة دربي، التي طالما ساعدتني بحياتي، أن أوفي بوعدي لها، وأحافظ على أولادها، وأكون معهم بأسرع وقت.
لكن لدي طلب.
قال باستعداد تفضلي هذا حقك.
أريد أن تقوم بعمل خيري قبل أن نسافر ويكون باسم إيمان.
أما بالنسبة لي لا أريد منك إلا أن تراعي الله في معاملتي،وسوف تجد مني خيرآ بإذن الله.
بالفعل تقدم لوالدي، وخلال أسبوع تم عقد القران، وبعد فتره تم التجهيز لسفرنا للكويت، قمنا بزيارة مرقد إيمان وعدتها بحفظ أمانتها، وأني لن أنساها ماحييت ثم أتينا إلي هنا.
نظرت لجارتي وتنهدت بحزن وأنا أمسح دموعي وقلت: والبقية أنتي تعلمينها.
هناء: نعم أعلمها بالفعل، أنت لست صديقه؛ أنت كنز لن أتنازل عنه، رغم أني أعلم عدم قدرتي للوصول لمكانة إيمان.
فأنتي تضعين صورتها بمنتصف المنزل، ولم أشعر يومآ أنك لست والدة مازن وهنا.
ما هذا الحب ؟
قلت لها: الصداقة الحقيقية *حب لا يفنى* لايتأثر بفراق الصديق، فأنا أتوق شوقآ لزيارة حبيبتي عندما نعود، وأرسل لها دائمآ دعواتي، ونذكرها دائمآ بالخير، حتى أن الأولاد يعلمون كل ذكرياتنا سويآ، وحبي لأولاد إيمان من حبي لها؛ كما أنهم عما قريب سيكونوا اخوة ابني الذي أحمله في أحشائي.
قالت:صدقتي عزيزتي؛ الصداقه الحقيقيه،
"حب لا يفنى"
بقلمي.. دعاء الفيومي.