قصة قصيرة
#صحوة_حب.
#بقلمي_دعاء_الفيومي.تجلس على سريرها تنظر لبعض الصور المبعثرة أمامها بعيون دامعة؛ أمسكت واحدة منهم تجمعها هى وحب طفولتها يوم إتمام خطبتهم، نظرت بحب لملامح السعادة التي كانت ملامحهم تعبر عنها بوضوح.
أمسكت صورة أخرى تجمعه معها أيضاً وسط عائلتها الصغيرة المكونة من والدتها، وأختها الصغرى، لامست وجهه بأناملها وهى تتفحص ملامحه التي تعبر عن عشقه لهذه العائلة الصغيرة التي تربى بينهم، ليس كابن أقرب جيرانهم فقط؛ بل ك ابن لوالدتها، وأخ كبير لأختها، وحبيب لها منذ أن عرف قلبها معنى الحب.
أمسكت صورة أخرى عمرها ثمان سنوات، تجمعهم يوم زفافهم اليوم الذي انتظروه طويلاً، وتشاركوا سوياً خطوة بخطوة ليكون مكافأتهم، ويكون نقطة البداية التي يكملون منها مسيرتهم يد بيد؛ لكن ما حدث كان غير ذلك.
انسابت دموعها التي لم تقوى على احتجازها أكثر من ذلك عندما عادت بذاكرتها ست سنوات عندما كانت تحمم ولدها محمد الذي كان عمره حينذاك عام واحد، كانت تحدثه بسعادة كأنه يستطيع فهمها.
_ حبيب قلبي ياميدو متعيطش خلاص خلصنا علشان حبيبي يبقى قمر زي باباه، ويقدر يناام نوم عميييق، فاهمني يا ميدو النهاردة بالذات لازم نوم عميق.ضحكت على حالها، وهى تقوم بتنبيه ولدها بأن لا يستيقظ، كي لا يفسد مخطتها للإحتفال مع زوجها بعيد زواجهما الثاني؛ فهى متأكدة أن حبيبها اقترب موعد قدومة، ولن ينسى مهما حدث تلك الذكرى.
انهت حمام ولدها، وقامت بهدهدته، وما لبث حتى ذهب في ثبات عميق؛ كأنه هو الأخر يريد السعادة لوالديه.
بعد وقت ليس بطويل، تناهى إلى سمعها صوت أقدمه على درج المنزل؛ فاذدادت معها دقات قلبها فرحاً، واتجهت نحو المرآة تعدل من فستان زفافها التي قررت ارتدائه، وتممت على بعض اللمسات الخفيفة التي وضعتها في وجهها.
سمعت صوته ينادي من الخارج: أميرة حبيبتي انتي فين، وليه الدنيا ضلمة كدة.
ثم سمعت خطواته تقترب من غرفتهم؛ فجلست على الكرسي المخصص للمرآة، ورسمت ابتسامة رائعة على وجهها تعلم مدى عشقه لها، وعندما فتح باب الغرفة لمعت عيناه بالحب، والفرحة عندما رأها بثوب زفافها، وبهيئتها الرائعة، اقترب منها مسرعاً، وأمسك بيدها لتقف أمامه، وظل ينظر لها بعشق حقيقي، حتى وان جعلت منه المسؤوليات مُقصر؛ إلا أنه سيظل العاشق الولهان حتى آخر نفس في حياته.
هتف أخيراً بصوت جاهد لإخراجه من حنجرته: معقول القمر اللي كنت ببصله من شوية في السما قرر يتنازل ويقضي مع اللي بيعشقه الليلة؟
ابتسمت له بحب، وهتفت: لا مش الليلة، دي الليالي اللي فاتت، واللي جاية هيكون دايماً ملكك، وبين إيديك يا حبيبي.
لم يجد لديه كلام يعبر عن عشقه؛ فضمها بشدة، وحنان يبثها عشقه، الذي طالما ملأ قلبه منذ أن تعلم قلبه الحب.
ابتعد عنها بعد فترة، وأخرج من سترته علبة صغيرة من القطيفة باللون الأزرق، وفتحها أمامها لتتسع ابتسامتها عندما هتف : كل عيد جواز وانتي أسعد واحدة في الدنيا حبيبتي، ده خاتم صغير، ومش قيمتك عندي؛ بس صدقيني في يوم من الأيام هجيبه ليكي ألماظ، وبرده هيكون أقل من قيمتك عندي.
أميرة بحب: كل سنة وانت جمبي، ومالي عليا دنيتي حبيبي، وجودك في حياتي أنت، محمد أجمل هدية، وأنا بيكفيني انك دايماً فاكرني .