مُتأسف جِدا على التأخير ، فقدت الشغف و القدره على الكتابه لِفتره طويله ، متأمل يكون هالبارت تَعويض بسيط ، أعطوه كُل الحُب ، و حكون فرح جِدا بقراءه توقعاتكم و تعليقاتكم.
كَم كانت الليالي تَطولُ و لا تكادُ تنتَهي ، أما الصباحاتُ المقيتَةُ تَجري وَ تَمُرُ كما غيمَةٍ رَقيقه ، و تَكادُ زين تَفقد الشُعورَ بالحياةِ في أطرافِها ، و أصواتُ الجِرذانِ تَدقُ فِي أقصى رأسها ، وَ شارفَتِ الرِحلةُ على الإنتهاء ، فلا الدُموعُ دموع ، و لا أشلاءُ الذِكرياتِ تَرحم .
______
تَوافد المُسافرونَ ليحملوا أمتعتهم بعد رحلةٍ طَويلةٍ مُمتعه ، و إنسابت زين بِجسدها الرقيقِ المُجهدِ مُخترِقةً الحشودَ الغفيره ، تَلوحُ بقُرمزتيها بِلا وَعي ، بِلا هَدف ، فِي أرضٍ غريبَةٍ تُشبهُ الاوَطن ، تُشبهُ ثُقباً قبيحا يَمتَصُ الدُفئ و الحياه.
_____
أنت لم تقصد ذلك أيها الفتى المتغطرس . صرخ ذاك الرجل ذو الأكتاف العريضه.
هو رفع عينيه الكستنائيتان : لكنني إبن عمك الوحيد دايلن.
صفع دايلن جبينه بحمق : لقد أفسدت كل شيء أيها الأحمق ، من أين سنأتي بثمن عشاء اليوم !.
عبس ميشل بحزن : لكن .
قاطعه دايلن : لا لكن ، لا أريد أي إعتذارات .
لفت إنتباه ميشيل ذاك الجسد الهزيل الذي يمشي بأرجل مرتجفه في الميناء الشاسع ، أما دايلن فقد عقد حاجباه بسُخط : ما هذا ، لا تقل لي أن هذا إحدى قصات الشعر الحديثه !.
تمعن ميشل في ذاك الجسد الذي يحمل شعراً أشقراً بخصلات متفاوتةِ الطول : يبدوا أنه متشرد.
دايلن : لا يبدوا ذلك . ثم أردف : أحقا تخاله فتى !.
هز ميشل كتفيه : لا أعلم .
أشار دايلن لمكان ما : أليس هذا كونور!.
قفز الندعو كونور في وجه ذاك الفتى الهزيل ليصرخ برعب جاذبا حقيبتاه لصدره ، أسرع ميشل ليبعد صديقه متأسفا للفتى الذي لم يرفع عينيه عن الأرض.
قال كونور و هو يدفع جسد ميشل بعيدا عنه : أهلا يا صديق ، أنا كونور ، و هذا الأحمق ميشل .
تأتأ الفتى بعده حروف قبل أن ينطق : ز زين.
كونور : أهلا بك زين ، يبدوا أنك و حيد و لا تعرف أحداً هنا ، ما رأيك أن تأتي معي لأريك أصدقائي !.
هز زين رأسه بتردد ، فهو خائف مما قد يحصل له ، هو حقا لا يعرف أحدا هنا ، أما ميشل فقد كتف يداه و أخذ يسير ببطئ خلفهما ، تلاقت عينا دايلن بتلك العينان الامعتين ليصرُخ بفزع : هل أنت مخلوقٌ أسطوري !.
إنفجر ميشل ضاحكا : كف عن هذا يا رجل ، ليس لأنه يمتلك قصه غريبه سيكون كائناً أٌسطورياً .
صاح دايلن بإستنكار : إنه يحمل عينان قُرمزيتان يا فتى !.
شهق كونور و هو يجذب و جه الفتى الخجل رافعا خُصللت شعره الأشقر عن و جهه : أأنت ملاك !.
صُدم ميشل من غباء الجميع هُنا ، لكنه أدار و جهه مُخفياً رغبته العميقه في أن يرى تلكَ العينين الغريبتين : إنه مُجرد لونٍ عادي.
كونور : لكنه نادرٌ جدا .
ميشل : ليس شيئاً مُهماً .
مدَ دايلن يده لزين مبتسما : أهلا ياصغير ، أنا دايلن .
توسعت عينا زين برُعب ، و أخذ ينتفض : دارين !.
أمسك كونور بجسد زين المُتهاوي : لقد فقد وعيه .
أنت تقرأ
لَن أَنحَنِي.
Aventuraهل نظرت إلى ها هُناك ، أم هل رأيت كُل مُكابداتي و إنكِساراتي لِتحكم علي ، أنا لن أنحني أبدا ما دامت تلك الأنفاس تنعشُ هذا الجسد البائِس ، مادام يتحرك يُمنه و يُسره دونَ سكون ، ما دامت دَقاتُ قَلبه تقرعُ متتاليهً كقرعِ الطبول ، مادام كل حرفٍ و نبسهٍ...