مرت ثلاث ساعات، الكل في غرفة العمليات في تركيز تام مع توتر كبير..يزن كان في حالة يصعب المرء وصفها، جبينه يلمع بقطرات العرق التي تتوزع على باقي الوجه ، عيونه الخضراء أصبحت تتوسطهما عروق حمراء بارزة ..
لأول مرة يشهد حالة كهذه في نفسه. فكم من عملية أكثر خطورة من هذه بكثير، أنجزها و بنجاح ..ريما كانت تتبع حالة يزن و هي تسوء اكثر فأكثر ، عكس حالة المريض و التي كانت مستقرة لحد الآن!
وراء ذلك الزجاج اللعين كما سماه عماد، كان يقف يشاهد العملية من بعيد، وقلبه يتآكل من الخوف و التوتر..
شعر و لأول مرة بالعجز، فكم تمنى تلك اللحظة ان يدرس الطب ليتمكن من الدخول للعملية و فهم ما يحدث لأبيه.
فكل حركة غريبة من يزن و البقية كانت تزيد من فزعه.السيد سيف غادر الغرفة الزجاجية بعد ان أصابه العياء ، ليترك عماد بمفرده ..
السيدة سهام و أسيل في الممر يتصارعان مع مشاعرهما المختلطة بدموع لم تتوقف طوال ثلاث ساعات...، يرافقهما سائقهما الخاص لرعايتهما.
*******************************
رن الهاتف في جيبها... ردت و هي تسير.." ألو !! "
الطرف الآخر: " نفدت المهمة؟! "
" و بكل نجاح!"
الطرف الآخر: "أحسنت يا صغيرتي! انا أفتخر بك "
" لن أتنازل ولن أقف حتى نصل الى مبتغانا "
الطرف الآخر: " إتصلي بي حين تحصلين على مستجدات، سنحتفل اذا مر كل شيئ كما نريد. "
" و بكل تأكيد "
قفل الخط .....
********************************
*ندى: (وهي تجمع حاجياتها في الحقيبة) أبي إنني ذاهبة .
*السيد عثمان: إبنتي! الى أين؟
*ندى: إلى المستشفى! لقد سقط السيد زيد في وعكة صحية خطيرة! و لقد أدخلوه للعملية، و ريما هناك مع الطبيب! سأذهب ربما تحتاجني في شيئ.
*السيد عثمان: حسنا! سأتصل بكما للإطمئنان.
*ندى:(تخرج من البيت). الى اللقاء.
ركبت في سيارة الأجرة متوجهة الى المستشفى.
********************************
بدأت الرؤية غي واضحة لديه، الضباب يغزوا المكان، بدأت يديه بالإرتعاش ، صداع شدير اصاب رأسه، الأشياء و الأشخاص اصبحوا يلتفون في دوامة حوله، صدى أصواتهم تصله و كأنه داخل بئر عميق..
*ريما: الطبيب يزن! أأنت بخير؟!ينظر الى عينيها و كأنه يرد على سؤالها بلا.
أنت تقرأ
شريان الحب
Romanceهذه الرواية تحكي عن طبيبتان اختان ، حياتهما المهنية و القدر سيدخلانهما في حياة عاطفية . مما يجعلهما يعيشان اشياء كثير ستغير مجرى حياتهما.