٢

498 41 0
                                    

فنامت فاطم بعد أن مرت بِليالَ ما طرق النوم فيها
عينيها المتعبتين من أثر البكاء. وتوالت ألليالي ولأيام
»وفاطم ماتزال قابعه في قعر أحزانها ؛فتبادر لذهن
مشكاه أن تصطحبها معها الزياره الحسين جنه الله في
ألارض؛ علها بتلك الزياره تشرق الشمس على دياجير ظلمة  روحها
مشكاه:مارأيكِ يا فاطم أن تأتي معي الزياره الحسين أبا
الاحرار؟. فأستغفرت فاطم من سؤالها فهي لاتعرف
عن الحسين سوا الشي القليل عن واقعه الطف بل هي
جاهله بأمور دينها أصلا ولم تزره مذ وطأت قدمها
أرض العراق بعد عودتها من السويد التي كانت هي
الوطن بالنسبه لها فكيف ‏ لها ان تزور
الحسين.

فاطم :ولكنكِ تعرفين إني أحمل نفساً ملؤها الذنوب
ولأثام ولم ازره ولا حتى مره في حياتي أيقبلني
الحسين؟

فأجابت مشكاه والإيمان ينبعث من نبره صوتها:
وكيف لا يقبلكِ يا نور عيني فالحسين للمذنبين والتائبين
ملجئ ؛وها قد عرفتي أنكِ مذنبه ومن منا لا يخطأ..
فستعمدين ألان الى نفسك لتصلحيها لتليق
ابه

فاطم حسناً أذن ولكن لدي تساؤلات تجول بخاطري
»أتجيبيني عنها عند عودتنا؟

مشكاه:سمعاوطاعه ,لك ذلك.

كانت الشعائر الحسينيه تملا ألاجواء روحانيه
وصفاء؛ وتشعر الجميع ان لا حياه ألا بكربلاء» وهي
ما جعلت الراحه تتسلل لقلب لفاطم شيئاً فشيئا ؛فهذا
يوزع الماء؛ وذاك نادي على الزائرين أن هلمو لتبيتو
في بيتي لتباركوه ألليلة يا زوار الحسين» وأصوات
القصائد المنبعثه من ألاجهزه الضخمه؛ الطعام
المجاني يوزع على الجميع؛ ما أن وصلا إلى المرقد
الشريف حتى رأت فاطم تلك القبه الذهبيه التي تناطح
السحاب» فأنجنبت لما رأته هناك؛فتقدمت بخطوات
متثاقله»وداعبت نسمات هواء حرم الحسين شغاف
قلبهاء أطلقت العنان لبصرها لتملا عينيها من هذه
القداسه ومن هذا المجال؛ وتناثئرت من عينيها حبات
اللؤلؤ المكنون لتسقي حقول الياسمين الرابطه على
وجنتيها تتحسر على ما مضى من سني عمرها
العشريني وهي بعيده عن هذا النعيم» نعيم كربلاء».

رِوَايَة : مِشْكَاة فاطم . . ♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن