(( الفصل التاسع عشر ))

4.5K 228 41
                                    

وقفت في شرفة غرفتها مُكتفة يديها أمام صدرها ، تطالع مياة البحر التي تتمايل بحياء علي رمالها الذهبية الصافية بهدوء ، عينيها الرمادية الناعسة تغطيها أهدابها بـ تحفظ ، شعرها الغزير - الذي قصته مؤخرًا - يفعل الهواء الدافئ به الأفاعيل  .. تنهيده حارة خرجت من صدرها تبعه إلتفافها و دخولها للغرفة مرة أخري مقررة أخذ جولة قصيرة علي شاطئ البحر علها ترفهه عن نفسها  ..

إتجهت " سديم " نحو غرفة ملابسها لتختار فستان صيفي باللون الأبيض الناصع ، واسع يصل إلي ما قبل قدميها بعدة سنتيمترات ، لفت حزام من اللون البرتقالي علي خصرها ثم إنتعلت حذاء رياضي أبيض اللون و لفت حجابها الرقيق حول وجهها ، خرجت من الغرفة متجهه نحو السلم ، لكنها توقفت للحظة ناظرة لـ أعلي بحيرة ، ثواني و إتخذت قرارها لـ تصعد مرة أخري متخذة طريقها نحو غرفة الصغيرة  ضاربة بكل تحذيراته عرض الحائط ..

فتحت الباب بتروي لتطل منه مبتسمة بهدوء فور أن رأت تلك الصغيرة ذات الأعين الرمادية مثلها تضحك بـ إستمتاع بينما تحرك يديها و ساقيها في الهواء ، إقتربت بهدوء من مهدها لـ تشرف عليها قائلة بـ حب فاح من نبرتها :
- صباح الخير يا " ألما " !

تصاعدت ضحكات " ألما " أكثر و هي تمد يدها  نحو " سديم " التي لبت مطلبها لترفها بين يديها ضامة إياها إلي صدرها ، سارعت الصغيرة لتقرب وجهها من وجهه " سديم " كأنها تقوم بتقبيلها ، لتتعالي ضحكات الأخيرة و هي تقول بينما تفتح دولابها الصغير ذا اللون الوردي الزاهي :
- أخ منك إنتِ يا شقية ..

وقفت أمام الدولاب تراقب ما به من ملابس قليلة بعدم رضا ، لـ تزفر بحنق و هي تسب ذلك الـ
" تميم " بصوت مسموع ، ألا يكفيه حرمان الطفلة من أمها .. بل و ينبذها بعجرفة زائدة !

تمتمت بحنق بينما تختطف أحد السلوبيت ذات اللون الأبيض :
- معقد .

في غضون دقائق كانت قد جهزت الصغيرة لتأخذها و تذهب إلي غرفتها حتي تقوم بجلب حقيبتها ، هبطت من علي السلم اللولبي و هي تحمل " ألما " علي يد بينما بـ اليد الأخري كانت تتمسك بحقيبتها الجلدية الفاخرة ، قابلتها " ماريا " في نهاية الدرج لـ تتسع عيناها بـ صدمة فور أن رأتهم لكنها تمالكت نفسها لـ تردف بنبرتها الجليدية :
- " سديم " هانم ، هو الباشا يعرف أنك خارجة و كمان مع .. " ألما " ؟

رمقتها بـ نظرة متأففة قبل أن تقول ببرود بينما تتابع طريقها نحو الخارج :
- i wish..
انك تركزي في شغلك زي ما انتي مركزة معايا كدا !

ثم فتحت الباب و خرجت بلامبالاة تاركة الأخيرة تنظر في أعقابها بغموض قبل أن تُمسك هاتفها مهاتفة رب عملها السيد " تميم " .. !

///لـاحـقـًا

/// بـ سان ستيفانو

/// بـ إحدي المحال الخاصة بـ مستلزمات الأطفال

علي مر الزمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن