(( الفصل الرابع )) " الجزء الثاني "

2K 83 68
                                    

وسط الرياح العاتية كان لُقياكي  .. 


... بمنزل " سيف الدين "  ...

أنزل تلك المغشي عليها  برفق علي فراشه .. عينيه لا تبارح وجهها الجميل الذي نحف كثيرًا  عما قبل ، عقله لا يبارح التفكير و الف احتمال و احتمال يدور داخل رأسه ، لكن النشوة و السعادة هي من طغت بالنهاية ، قلبه يتقافز بين اضلعه معلنًا انتصاره حيث كان احساسه هو الراجح  !!

- كابتن  .. ماذا سنفعل ؟

همست " ماتيلدا " الواقفة بنهاية الغرفة ، متخشبة بوقفتها يطل بعض الخوف من مقلتيها و هي تلقي إليها نظرة بعد نظرة تتأكد من أنها تلك الجثة الهامدة التي رأتها يوم الحادث ، جلس " آمن " إلي جانب جسد " يولاندا " يطالعها بعمق بينما يمرر يده علي شعرها القصير ، تنهد مغمضًا عيناه بينما يدلك جبهته ببطئ  .. الامر ليس بتلك السهولة ، يجب عليه فهم ما حدث اولا ، من دبر الحادثة  .. من زور موتها  .. من خلق لها هيئة و ربما هوية جديدة  .. !

- لنبقي الامر سرًا بيننا علي الاقل الأن  ..

عاد بنظره اليها مرة اخري يرمقها بحنين واضح ، لم يكونا زوجان بتلك الحميمية نظرًا لظروف زواجهما لكنه كان يفتقد مكانها إلي جانبه ، و لم يصنعا الكثير من الذكريات معًا، لكن مجرد وجود انفاسها بالمكان الذي يمكث به تجعله قادرًا هو الأخر علي التنفس و الحياة ، " ميرال " لم تكن يومًا لتغيب عن باله و ينساها  .. حبه لها تجاوز كل الحدود و يحاول جاهدًا ان يتخطي العقبات ايضًا رغم علمه انها لا تبادله مشاعره ، مد يده نحو وجهها مزيحًا تلك الخصلات النارية عن وجهها ، ليهمس بابتسامة صغيرة :
- لا يهم اي شئ سوي وجودك الي جانبي..
" ميرال "  !!!

                               ****

وسط ظلام دامس يعم غرفة نوم شبابية كانت مغطاة الرأس تغوص تحت شرشف ثقيل ، تحاول أن تكتم صوت بكاءها و نهنهتها المسموعة مع تصاعد صوت الزغاريد بالخارج ، وضعت كف يدها فوق فمها  و هي تبكي أكثر عاصرة عينيها بشدة رافضة لذلك الواقع المفروض عليها بسبب خطأ لم يكن بخطأها كانت مجبورة علي اصلاحه كما هي مجبورة الان علي ان تكون خاصة شخص يضيق صدرها عند حضوره  ... !!

طُرق الباب بتثاقل و ما هي إلي ثواني حتي فتحته والدتها ببطئ لتدلف غالقة اياه مرة اخري ، مدت يدها تتحسس مكان مفتاح الانارة ، ثواني و صدح صوت مفتاح الانارة في الغرفة تزامنًا مع الضوء الذي ملاءها ، لتظهر " ليلي " بعدما انقشع الظلام، رمقته والدتها بنظرة عطوفة قبل ان تهمس لها بخفوت :
- يلا يا " ليلي"قومي البسي يبنتي المأذون كتب الكتاب خلاص، لازم تطلعي للناس برا !!!!!

                             ***** *****

- أين أنا.. أيوجد احدًا هنا ؟

صاحت ب تيه و هي تتلفت حولها بخوف واضح، تستكشف ذلك الرواق المبهم ذا التصميم السحيق بجدرانه الجيريه الثقيلة، بإضاءته الخافته المنبعثة من قناديل معلقة علي جانبيه..

علي مر الزمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن