(( الـفـصـل الـحـادي عـشـر ))

5.4K 317 49
                                    

///بـ إحـدي الـشـركـات الـضـخـمـة بـ الـقـاهـرة

سكون حذر عم علي المكان فور أن دلف بـ هيئته الضخمة .. الشامخة ، يراقب الجميع بـ نظرات ثاقبة من أسفل نظارته القاتمة التي تغطي أقداح القهوة خاصته ، ركضت نحوه مساعدته لـ تقول بـ إبتسامة مشرقة و هي تحاول مواكبة خطواته الواسعة الناتجة عن طول قامته التي تتعدي المائة و الثمانون سنتيمتر :
- صباح الخير يا مستر " ليث " !

هز " ليث " رأسه كـ تحيه صامتة منه و هو يدخل للمصعد تبعته مساعدته بـ سرعة و هي تقوم بـ فتح دفتر ملاحظتها الصغير حتي تملي عليه مواعيد اليوم وسط تركيزه و إرهافه في السمع ..

توقف المصعد في الطابق الأخير حيث مكاتب الإداريين لـ يخرج منه قائلًا بـ جدية لـ تلك
التي تركض في أعقابه :
- تمام ، عايزك دلوقت تجهزيلي ورق التقارير السنوية لـ كل الأقسام قبل ما إجتماع مجلس الإدارة يبدأ .

أومأت بـ سرعة و هي تقول :
- حاضر يا مستر " ليث " ، بس كان في حاجة يعني ..

أستقر علي مقعد مكتبه الوثير لـ يطالعها قاطبًا جبينه ، منتظرًا حديثها الذي توقفت عن تكملته لـ برهه ، تنهدت بـ خفة مردفة بـ بعض الإحراج :
- يعني صحبتي اللي كلمت حضرتك عنها موجودة و منتظرة مقابلتك ليها زي ما قولتلي .

زادت عقدة حاجبيه و هو ينظر لـ نقطة وهمية محاولًا تذكر تلك التي تتحدث عنها مساعدته
" نيرة " ، أغمض عينيه قائلًا بـ تذكر :
- آه ، مش دي اللي قولتي إنها مهندسة كمبيوتر ، مبرمجة .. صح ؟

رددت الأخري بـ حماس يظهر من نبرة صوتها :
- أيوة يا مستر ، بس هي شاطرة جدًا يعني .. لكن المشكلة إنها معندهاش خبرة .

مط شفتيه بـ تفكير و هو يطرق سطح مكتبه الزجاجي بـ إصبعه بـ حركة رتيبة ، و ما هي إلا ثواني حتي رفع عينيه نحوها قائلًا بـ جدية :
- دخليها .

هزت " نيرة " رأسها بـ لهفة ثم أستدارت متجهه نحو الخارج حيث مكتبها المتصل بـ مكتب رئيسها ، أخذت هاتفها من حقيبتها الجلدية الصغيرة ثم سارعت بـ الإتصال علي
" ليلي " ..

///بـيـنـمـا عـلـي الـجـانـب الآخـر

كانت تجلس بـ سيارة " نيرة " مكتفة ذراعيها أمام صدرها تفكر في " سديم " التي لا ترد علي أي من مكالمتها ، أصاب القلق و الخوف قلبها .. فـ لأول مرة تفعلها " سديم " ، لأول مرة تُبقي هاتفها مغلق .. و ما يضاعف ذلك القلق أنه هكذا منذ البارحة !

حكت جبهتها بـ أطراف أناملها هامسة بـ إرهاق :
- يا رب ألاقيها من " سديم " اللي ما بتردش و لا من " ميرال " اللي مش عارفة عنها أي حاجة عنها من ساعة ما سافرت  ؟ !

رن هاتفها في تلك اللحظة لـ تتأفف بـ ملل و هي تخرجه من حقيبتها ، ألقت نظره جامدة علي الهاتف ثم أشاحت بـ عينيها بعيدًا و هي تقوم بـ كتم الصوت ، منذ الأمس و هي مُغلقة هاتفها حتي لا يصل لها أحد والديها و عندما فتحته صباحًا وجدت مئات المحاولات للإتصال بها من كليهما ، دقائق مرت و الرنين مستمر بـ إصرار عجيب و هي ما كان عليها سوي أن تكتم صوت رنين الهاتف .

علي مر الزمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن