- أسفة يا ماما .. أنا مش موافقة .
هتفت " هدي " بها بـ صلابة عجيبة لـ تقطب " فاطمة " جبينها بـ بعض الضيق من إبنتها التي صدر لها رد فعل علي كل ما يحدث الآن فقط ، تشدقت بـ حدة و هي تنهض من علي فراشها :
- و دا لية إن شاء الله ؟فركت كفيها بـ بتوتر و هي تسبل عينيها للأسفل ، ماذا تقول .. أتقول لها أنها تعلم بـ أعظم أسرار العائلة ، تعلم بـ تلك اللعنة التي عليهم ؟
أجابت بـ حروف مبعثره :
- كـ .. كدا و خلاص ، " ميرال " مش موافقة .رفعت حاجبها مرددة بـ تهكم :
- " ميرال " منطقتش أصلًا ، خدت بعضها و مشيت من سُكات ، " آمن " بس هو اللي زعق شوية و بعدين مشي .زمت شفتيها لـ تجيب بـ إصرار واهي :
- و دا من أسبابي برضو ، أنا مش هجوز بنتي لـ واحد مش عايزها كأنها سلعة رخيصة .. دا غير إن " آمن " غير " ميرال " خالص ، دا حاجة و دي حاجة تانية ، دا غير إختلاف الثقافات و العادات و التقاليد .زفرت " فاطمة " بـ نفاذ صبر و هي تشيح بـ يدها قائلة :
- هو مسلم زيه زيها ، دا يكفي .. دا غير إنها تقدر تعلمه كل حاجة هي عايزاها .والدتها بـ برودة الإنجليز التي ورثتها تلك تستفزها حقًا ، تشعر أنها تبيع صغيرتها بـ أبخس الأثمان رغم أنها كانت لها الأولوية في حياتها كـ " فاطمة " قبل أن يأتين لـ هنا ، تصاعد الغضب داخلها لـ تصرخ بـ شراسة لم تستخدمها يومًا :
- أنا قولت لأ يعني لأ .. دي بنتي و أنا حرة فيها .أرتفع حاجبي " فاطمة " بـ صدمة و ذهول ، لـ أول مرة تري إبنتها بـ تلك الشراسة و ذلك الغضب الذي يستوطن ملامح وجهها الأبيض الرقيق ، تصاعد غضبها أكثر لـ تهتف بـ حنق و هي تستقيم واقفة :
- مفيش رفض بدون سبب .و دون شعور منها كانت تصرخ بـ كل ما أوتيت من قوة :
- عشان عارفه جدك عمل أية في " زُبيدة " ، عارفة بـ اللعنة اللي حطها علي نسلها هي و " سيف الدين " كله .الصدمة ألجمت لسانها .. شل عقلها عن التفكير ، إذًا هي تعلم .. تعلم ذلك السر التي حاربت بـ شراسة حتي تخفيه عن أعين الجميع لـ سنوات ، سر اللعنة التي ألقاها " عبد الحق " علي إبنته بعد أن هربت من ديارها مع " سيف الدين " ، أختار طريق السحر و الشعوذة حتي يعذبها و يقهرها كما قهرته و فضحته بين الإناس أجمعين ، لـ يذهب لـ أحد الدجالين و يجعله يلقي عليها و علي نسلها لعنة عدم الإرتياح و الفراق عن أحبائهم ، تابعت " هدي " بـ نفس الحنق :
- بيبقي في مصايب لو مع حد غريب ما يقربش لنا حاجة ، شوفي بقا لو كان مع حفيد " سيف الدين " أية اللي هيحصل ؟أسبلت " فاطمة " عينيها في الأرض تفكر و تحلل الموضوع ، إبنتها معها بعض الحق .. فـ قد تحدث كوارث فعلًا إذا تزوجت " ميرال " من" آمن " ، إبتلعت " هدي " ريقها بـ بطئ و هي تراقب والدتها بـ ملامح مبهمة ، تعلم أنها تفكر الآن بـ الموضوع من جميع النواحي خصوصًا بعد معرفتها ، تمتمت بـ عبوس و هي تشيح بـ وجهها للجانب الآخر :
- الزمن بيعيد نفسه ، و قصة " زُبيدة " و " سيف الدين " الملحمية هتتعاد تاني .
أنت تقرأ
علي مر الزمان
Romantizmأبتسمت بخفة و هي تقول بـ أعين شاردة : - تقابلنا في وقت آخر غير وقتنا هذا ، تقابلت أرواحنا الشاردة في زمان ثانٍ ؛ كانت حينها قلوبنا عامرة بـ الحب ليس شيئًا غيره..! ردد بتقطيبه متسائلًا : - أتقصدين " سيڤ " و " زُبيدة " ؟ رفعت أنظارها له تطالع أعينه ا...