صدمة وانهيار

69 6 4
                                    



وقبل أن تجيبا على سؤالها سمعن صوت جرس الباب وحين فتحت حور الباب ورأىٰ الطارق حالهما وهما تبكيان صعق من مظهرهما

فلما رأت ربا ملامح الصدمة على وجه السيدة "منيرة" قامت سريعاً من جلستها
وقاومت شلال دموعها
وجاهدت أن تبتسم
ولكن أبت الابتسامة أن تظهر على وجهها
فاكتفت بإنبساط شفتيها
وقالت وهي تحاول أن يظهر المرح فى صوتها
"يا جماعة شوفوا طنط منيرة جت...... أهلا أهلا يا طنط أتفضلي دا انهاردة يوم السعد والله"

دخلت السيدة "منيرة" وعلامات  الصدمة مازالت على وجهها

"في إيه يا ربا؟ كنتو بتعيطوا ليه؟"

ردت محاولة تصنع البهجة
"مفيش أي حاجة أنت عارفة بس أنا وحلا نكديين وأول ما شوفنا بعض عيطنا من الفرحة"

ضحكت السيدة"منيرة" على ردها وقالت
"يا عيال يا نكدية حتى لما تفرحوا تعيطوا.......أدخلي يلا  يا بت يا ربا أندهيلي أمك همووت وأشوفها"

هنا أنقلبت معالم وجهي ربا وحلا من الضحك إلى الأسىٰ والحزن وكادتا تبكيان ونظرت كل منهما إلى الأخرىٰ ثم أدارت وجهها إلى الأرض فسألتهما السيدة"منيرة"
بقلق
"في إيه؟ انتو مخبيين إيه عليا؟"

حكت ربا للسيدة "منيرة" ما حدث لوالديها ودهشت من رد فعلها فقد سمعتها بكل هدوء
وما إن انتهت ربا من حديثها حتي قالت
"إنا لله وإنا إليه راجعون سبحان الحي القيوم الذي لا يموت ربنا يرحمهم يا بنتي ويصبرك على فراقهم ويصبرنا والله على بعدهم دا أنا كنت راجعة  مخصوص عشان أمك مش أي حاجة تانية"
نظرت لها ربا بحزن كبير وردت
"يارب يا طنط والله أنت متعرفيش كنتِ واحشاها قد إيه؟"

نظرت لربا بحنان كبير وقالت
"دلوقتي يا بنتي أحنا عيلتك ولو عوزتي أي حاجة قوليلي وأنا هبقا أخلي حلا تنزل تقعد معاكي تونسك بدل قعدتك لوحدك"

"ربنا يخليكي ليا يا طنط"

"ويخليكي يا ربا هطلع أنا بقا دلوقتي"

"اتفضلي يا طنط"

*****************

"ازيك يا عم حمدي؟ عامل ايه؟"

"ياااه أهلا أهلا يا فارس بيه عاش من شافك كبرت وبقيت راجل أهو"

"تسلم يا عم حمدي والله وحشتني ووحشني سندوتش الطعمية بتاعك"

"يبقا تعالا هعملك واحد ليك مخصوص"

"تسلم إيدك وعايز بقا معلش عشر سندوتشات عشان نفطر انهاردة من إيدك"

" حاضر عنيا يا بيه "

"أمال فين أبو ربا يا عم حمدي؟ مش فى ورشته ليه؟"

أكتسىٰ معالم وجهه الأسىٰ والحزن
فشعر فارس أن هناك أمراً ما يخفيه "عم حمدي"

"في أي يا عم حمدي؟"

وعاد النبضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن