رحيل بدون إنذار

93 6 4
                                    


ولكن عندما صعدت بضع درجات فوجئت بمن أمامها فأخذت تتعرق وتوترت وكاد قلبها أن ينقلع من مكانه وكادت تبكي ولكن تمالكت دموعها بصعوبه وقاومت غصة حلقها وشعرت أنها تهلوس أو أن من يقف أمامها هو شبح لذلك الشخص
ظلت تنظر إليه فترة وهي شاردة تظن أنه شبح
مما جعله يبادر بالحديث

_إزيك يا ربا عاملة إيه؟

نظرت إليه بهلع فها هو الشبح يتحدث

_هو أنت عفريت ولا بجد؟

ضحك بصخب حتى دمعت عيناه  من تعابير وجهها فهي يبدو عليها  الهلع الشديد يبدو أنها تظنه شبحاً فعلا
سمعها تقول بتنهيدة وهي تهم بالصعود وأن تتفاداه: شكلي أتجننت تقريباً أنا بشوف عفاريت

رد عليها سريعا وهو مازال يضحك

_يابنتي عفاريت أيه؟ أنا بجد واقف قدامك مش عفريت

شعرت بالحرج الشديد من رد فعلها فهو فعلا حقيقة وليس شبحاً كما كانت تظن

وقالت بصوت جاهدت لتخرجه بسبب شدة حرجها

_أنا آسفة يا فارس بس أنا معرفش أنكم رجعتوا من السفر

لاحظ حرجها فقام بإعادة نبرته الجدية وقال
_آه أحنا رجعنا أمبارح بالليل متأخر وأنا نازل أهو أجيب فطار

أجابت وقد قل حرجها نوعاً ما
_طيب مش هعطلك بقا أتفضل وأبقى سلملي على طنط منيرة  و حلا وأنا إن شاء الله هعدى أسلم عليهم

أجابها وهو يهبط الدرج
_يوصل إن شاء الله،سلام

لم ترد لأنها كادت تبكي وخنقتها دموعها وصعدت الدرج بسرعه ودخلت شقتها وظلت واقفة بعد أن أغلقت الباب أسندت رأسها إلى الباب وأنهارت بالبكاء
لقد رأته بعد غيابه عنها لأربعة سنوات
كانت تنتظره طوال الأربعة سنوات ولكنها كانت واثقة من أن عودته مستحيلة فلم يعود الآن؟

ومن شدة أنهيارها لم تحملها قدماها فسقطت أرضا
جلست تمارس هوايتها المعتادة في تذكر اللحظات الحزينة والبكاء عليها

عادت لذلك اليوم حين كانت تساعد والدتها في إعداد الغداء فسمعتا صوت طرق على الباب فذهبت ربا سريعاً ترىٰ من الطارق؟
فوجدتها جارتهم السيدة "منيرة" وكانت منهارة بالبكاء
فقالت بفزع

_مالك يا طنط؟ في إيه؟

_مفيش يا ربا إندهيلى ماما بسرعة
نادت ربا لوالدتها ودخلت لتحضر عصيرا لتضيّف السيدة "منيرة"
دخلت وقلبها يرتعد خوفاً مما ستقوله السيدة "منيرة"
وللأسف صدقت توقعاتها بأن ما ستقوله شيء سيء
فعندما خرجت لتضع العصير أمام الضيفة سمعتها تقول لوالدتها "أنا مش عايزة أسافر  يا أم مؤمن أنا حبيتكم وحبيت المنطقة جداً وبعدين ده سفر من غير رجوع" 
هنا توقف الكون من حولها ودارت الأرض بها فها هو فارس سيتركها ويرحل
والأسوأ أنه لن يعود
ماذا تفعل؟ لا تريد منه أن يرحل مطلقاً
ولكن للأسف لا تملك شيئاً

وعاد النبضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن