هروب وتحدي

41 4 3
                                    


"أنا مش عايز موافقتك لو هيا مش موافقة الجوازة دي مش هتتم غير على جثتي! أنت موافقة يا ربا؟"

نظرت لهم ربا فهي لم تعد تريد أن ترى فارس أو حتى تسمع صوته وأيضاً لا تريد هذه الزيجة التي تخاف منها وترفضها

فتركتهم وانصرفت إلى غرفتها ولم ترد عليهم

"أنا همشي دا مش وضع وأنا مكنتش عارف أنك أجبرتها أنها تقابلني بس شكرا!"

نظر "مؤمن" إلى "فارس"  والشرر يتطاير من عينيه فهو يكرهه كما يكره ربا
فقد كان فارس في صغره
الفتىٰ الرائع الذي يحبه الجميع ومؤمن الفتىٰ الشقي الذي لا يحبه أحد
وكانت ربا تلك الفتاة التي تسلب العقول بوجودها وكانت فتاة واحدة فكانت مدللة جدا وبالنسبة إليه فهي من أخذت منه حب والديه
وجميع من حوله
بالمختصر هو يغار منها هي وفارس ولهذا يكرههما
ويتمنىٰ أن يؤذي ربا بكل السبل حتى ينتقم منها

"لأ يا أستاذ شادي متمشيش ربا هيا اللى قالتلي أني أجيبك وموافقة جدا أنت متسمعش كلام البني ادم دا"

فرد شادي بغضب حقيقي
"أمال ليه سابتنا ودخلت جوا؟"

"هتلاقيها خافت نتخانق بس قدامها أصبر أنا هدخل أجيبها من جوا وهتشوف أنها موافقة"

ونظر لفارس بتحدٍ وذهب سريعاً لغرفتها وطرق الباب بشدة أفزعتها

"أنت إيه اللي عملتيه دا؟ إزاي تسيبينا وتدخلي كدا؟"

"أنت عارف أني مش موافقة وأنا مرضتش أحرج أستاذ شادي قدام فارس"

أمسك بمعصمها فآلمها بشدة
حاولت تحريك يدها ليفلتها ولكنه ظل ممسكاً بها بقوة

"أنت هتخرجي دلوقتي حالا وتقولي قدام سي فارس دا أنك موافقة وإلا هتقضي حياتك محبوسة ف بيتي بتخدميني أنا ومراتي سامعة؟"

أومأت برأسها بذعر فترك معصمها شديد الأحمرار إثر إمساكه له

"إتفضلي قدامي حالا"

خرجت ربا وهي يبدو عليها أثر البكاء
وتكلمت مع بحة صوتها من بكائها
"أنا موافقة يا أستاذ شادي"

فرد فارس سريعاً
"أمال كنتي بتعيطي ليه؟"

"أستاذ فارس لو سمحت كفاية كدا أنا موافقة وكنت بعيط من خوفي من خناقكم"

"بس أنت مش موافقة!"

"لو سمحت كفاية وشكرا لحضرتك جدا"
نظر له "مؤمن" بشماتة مما جعل "فارس" ينصرف سريعاً

"آسفة يا أستاذ شادي على اللي حصل"

"اللي حصل دا مش سهل! بس هوا دا مين أصلاً؟"

"دا جارنا وكان متربي معانا"

تحدث"مؤمن" سريعا محاولا تخفيف وطأة الموقف

"خلاص هوا مشي ومش هيتدخل تاني، أنا آسف جدا يا أستاذ شادي"

"أنا همشي دلوقتي خلاص سلام عليكم"

وقبل أن يرد "مؤمن" خرج "شادي" سريعا من المنزل
حاول "مؤمن" اللحاق به ولكنه ركب سيارته وذهب سريعاً

صعد "مؤمن" فلم يجدها في الصالون فأغلق الباب بقوة جعلتها تعلم أن عاصفة شديدة ستقتلع باقي حبها له الذي أرغمته على البقاء بقلبها

دخل غرفتها وأمسك شعرها بيدها ثم لطمها على خدها بقوة جعلت الدماء تسيل من فمها

"مهو كله بسببك كنا هنطلع بفلوس تغرقنا من الجوازة دي لكن ليه؟ لازم ست السنيورة تعترض والبيه اللي عاملي فارس الأحلام دا أنا هوريه هربيه عشان يعرف أن أنا الوحيد اللى أتحكم فيكي بمزاجي"

وشدد قبضته على شعرها مما جعلها تصرخ بصوت عالٍ
"أنت تخرسي خااالص عشان لو سمعت صوتك هياخدو جثتك المشرحة إنهاردة سامعة؟ والبيه شادي دا أصالحه إزاي؟عارفة لو مرجعش؟ أنت مش هتشوفي يوم عدل"

وترك شعرها فوقعت أرضاً ثم غادر الغرفة وسمعت صوت الباب فعلمت أنه غادر فارتاحت قليلا ولكن ظلت تبكي بحرقة

سمعت صوت المفتاح يدور بالباب ففزعت فلا أحد يملك مفتاحاً سواه ولكنها وجدت حلا أمامها

"أنت جبتي مفتاح منين؟"

"خدته من شنطتك وأنا ماشية علشان خفت لو جيت متفتحيش أو يحصل حاجة ومؤمن يسيبك!"

سألتها بغضب وحسرة في نفس الوقت
"أنت ليه قلتي لفارس؟"

"أنا مقولتش لفارس أنا طلعت بعيط ولما ماما سألتني قولتلها مؤمن عايز يجوزك بالعافية وهيا قالت لفارس"

"حرام عليكِ أنت وفارس مؤمن دلوقتي ممكن يقتله بسبب اللى عمله ولو مقتلهوش هيقتلني أنا"

وأخذت تبكي بحرقة وصوت مرتفع
حاولت حلا تهدأتها ولكن كل ما قالته

"حور لو سمحتِ أطلعي علشان لو جا ولقاكي هيقتلنا سوا ومتخافيش عليا مش هموت من كتر العياط وياريت تقولي لفارس شكرا عشان خرب حياتي أكتر م هي مخروبة!"

"فارس كان بيحاول يساعدك يا ربا مكانش قصده يخرب حياتك!"

"هوا اللى سابني ومشي من سنين وجاي بيحاول يصلح
اللي أتكسر من زمان"

لم تفهم "حلا" مقصدها ولكن تركتها علها تكون بخير لو تركتها وحدها

وفي اليوم التالي أستيقظت مبكرا قبل "مؤمن" إرتدت ملابسها سريعا وخرجت إلى عملها وعزمت على الأعتذار من شادي
ولكن كالمرة السابقة وجدته ينتظرها عند بوابة المنزل
شعرت بالضجر الشديد من وجوده ولكن تحركت بخطوات سريعة حتى تتفاداه

"رايحه على فين؟"

تأففت وقالت بضجر

"أولا يا أستاذ فارس حضرتك ملكش تحكم فيا وثانياً أنا مطلبتش منك أنك تساعدني ف عن إذنك"

وكادت تخرج من أمامه ولكن بسط يده فأوقفها
نظرت إليه فوجدت الشرر يتطاير  من عينيه ففضلت أن تصبر لتسمع ما سيقوله

وعاد النبضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن