البداية.

899 45 124
                                    


.
.
.

مرحباً لعالمٍ مسكونٌ بِصدى ضحكاتٍ ميته، مرحباً لسماءٍ نفتني للأرضِ الخاوية، مرحباً لنوري الذي انطفئ.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

أقبعُ في أطرافِ شُرفتي، أنظُرُ مِن حوّلي، أتوسطُ الآلآم، وأُفكر في اللاشيء ، وأتساءل:

هل كان اللاشيءُ شيئاً ثم فَقده بعدها؟
أم أنهُ مُجرد نكِرة في كل هذا الفضاء؟
أم أنهُ مثلي فقدَ الأمل ؟

أنهضُ وأنفضُ ملابسي، أنظر لإنعكاسي في المرآة، أُحاول الإبتسام، ولكن مهلاً :

لِمَ تبدو مُرة هكذا؟

أسحبُ معطفي، الجو دافئٌ قليلاً، ولكني لا أُفضل المَرض،
ليسَ وأمل ليست هُنا.

أرتديهِ وأنصرف من سجني، حياتي مُشوهة، أو ربما أنا هو المُشوهة؟

أيكونُ الإنسانُ مُشوهاً حينَ يفقدُ الأمل؟

أتمشى بشوارعِ مدينةٍ لا أعلم أينَ أنا منها؟ أينَ رُوحي منْ هذا العالم؟ أينَ ذكرياتي المرحة؟ وأينَ ابتسامتي المُشعة؟

أين أصبحتِ يا أمل؟
هل أنتِ راضية بتركي هنا بمُفردي؟

وصلت، أنظرُ للمقهى الذي اعتدنا زيارتَه، أحملُ ذكرياتٍ مُرة تجمعُني بكِ، هذا جُل ما يُذكرُني بهِ هذا العالم؟

أدلفُ محاولاً تجنبُ النظر لنفسِ الكُرسي،
أبتعدُ كثيراً، وأجلس، أحاولُ عدم التفكير،
فالتفكير يُرهقني!

ولكني لا أستطيع، لَم يتبقَ ليّ أيُ شيء، تلاشت جميعُها مع صرخةِ والدتي، واختفاءِ أملي.

..........

"رامي"

شخصٌ يُناديني؟ هل هذا أنتِ ؟ أنا مشوشٌ حقاً.

أفتحُ عينّاي، وأنظرُ للقابعِ أمامي ينظُر لي برأفة.
حسناً، أنا لستُ بحاجة لشفقةٍ من أحد خصوصاً أنت.

"ماذا تُريد؟"

"دعنا نعُد للمنزل. "

حقاً؟
هل كان لي منزلٌ؟
لقد مرٍت أعوامٌ منذُ فقدتُ أولَ منزل، ثم عامين منذُ فقدتُ الآخر.
ولم يعُد لي مكانٌ يسعُني رُغم اتساعِ هذا العالم!

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

أتمشّى، وأنظرُ للسماء، لم أعُد أعرفُ ذاتي، لم أعُد أنا منذُ فقدتُك يا أمل.
لم يعُد لديّ منزل، ليسَ لديّ نورٌ في قلبي، ولا طاقةٌ في روحي، أنا حقاً أفتقِدُك.

سماءٌ | تفقدُنا الأمل. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن