يقولون "أن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي"
و اقول "إن كنت متأخرًا فخير لك ألا تأتي ابدًا"
كيف تتوقع مني أن أرى الخير في تأخرك وأسعد به؟!!
اتمزح؟!
حسنًا أتيت! لكن بعد ماذا؟!
بعد أن توقف بكائي؟!
أم بعد أن جفت أدمعي؟!
أم بعد حرب طويلة استشهدت فيها عزيمتي؟!
أم بعد طرد شبح خوفي الذى ظل ملازمًا لي كظلي؟!
أو بعد معركة مضنية شرسة لأحصل على خلاصي من كل ما يؤرقني و يكبلني؟!
أم بعد انقضاء ليالٍ طوال ثقال أشد ثقلًا على قلبى من جبال ذات اوتاد؟!
أم بعدما توقف بحثي عن مصدر للأمان أو بث الطمأنينة فى قلبي المكلوم؟!
أتعرف كم من مرة وقعت فيها وظننت اني لن اقوم بعدها ابدا وقمت؟!!
او كم من مرة شعرت بأن ثقب صخرة جبلية سيكون اسهل وأهون كثيرًا مما أمر به؟!
او كم من مرة بكيت فيها حتى أيقنت بأن الشهقة التالية ستكون الأخيرة؟!
أو تعلم كم الليالي التى كان النوم فيها هو الملاذ الآمن و المهرب الوحيد مما يحدث حولى؟!
أتعلم صعوبة ان يزدحم عقلك بالأفكار و يظل يزدحم و يزدحم و يزدحم حتى يغلى كطنجرة الضغط لدرجة انك تظن انه سينفجر ثم فجأة تدرك أن رأسك فارغ تماما إلا من الصداع؟!
او لأى درجة انتفخ قلبك فيها من شدة الألم لمجرد انه لم يجد أحدا ليشاركه إياه؟!
أم شاركتني كوابيسي اليومية التى اخيرًا تعلمت التعايش معها حتى لو ظلت تخيفني وتؤلمني؟!
أه أنا أعرف ساندتنى و شجعتني لأرسم طريقي و ظللت تخبرني كم أنت فخور بي أم كان ذلك مجرد طيف اختلقته عوضًا عنك؟!
أو أتظن انك ستأتى لتجدني كما أنا كما تركتني تمامًا ثم تلوح بسيفك فى الهواء و تقضى على كل ما يؤلمنى كما الفارس الهمام و أظل ممتنة لك طوال حياتي لتخليصك لى من سجنى الطويل فى برجى العاجي؟!
مجيئك المتأخر لا يسمن و لا يغنى من جوع فقد توقفت عن انتظارك منذ أمد بعيد ف لا احتاجك و لن احتاجك ابدا لكن أتعلم؟! ربما يجب عليّ أن اشكرك فقد جعلت منّي فارسي و مخلّصي ربما انطفأت او ربما لم أعد كما عهدتني صدقني من يسوّد قلبه و تتمزق روحه لن يظل ابدا على عهده لكن لا بأس حقًا لا بأس فهذا ثمن قليل جدًا ربما يجب أن ندفعه كِلانا
ربما الشئ الوحيد الذي تدين لي به هو وعد بألا تأتي ابدًا يا عزيزي 🖤