مشهد 14

10.2K 380 42
                                        

م أنا هنا !"

همست رقية برقة قصدتها بالطبع ... ليلتفت الحاضرين لها مرة واحدة ...

كانت جميلة بحق ..ورقيقة ...بفستان أسود رقيق يلتف حول قوامها الرشيق ...وعقد ألماسي لامع ...وشعرها المعقود جانبا تتدلى أطرافه على أحد كتفيها ...

بكعب عال ...وذقن شامخ ...رحبت بهم ..وهي تسير نحو أقرب مقعد لتجلس عليه بحياء ..حينها هتقت سلوى بسعادة :

-" ماشاء الله عروستنا زي القمر ..ماشاء الله !"

مال سيف على سليم وهو يهمس :

-" دي هتلبسلك عفريتة عليا الطلاق أنت الي عفريت بسحنة أهلك دي !"

لكن سليم لم ينتبه له كثيرا وهو يحدق برقية ...

هي حقا جميلة وهو يدرك ذلك ...بل جميلة جدا ..ورقيقة ...لكن موافقتها على إتمام هذه الزيجة دون حتى أن تعاتبه هو ما يقلقه ...ليست رقية من تترك حقا لها هكذا دون أن تسترده ..

والحق هو فعل بها الكثير ...فكيف يتجاهل وهو يعرف ذلك !

ومع ذلك هي جميلة لكنه لم يتمكن من رؤيتها يوما في هيئة زوجته ؟

كيف وهو عاش عمرا بأكمله يخافها منذ أن تجاورا في مقعد واحد في أول صف بالمدرسة !

وهو يتعلم كتابة إسمه يتعلم كتابة إسمها معه ...ليظن الناس أنهما سيقترننان دوما حتى دق قلبه لغيرها وإنقلب الأمر !

زفر سليم وهو يعتدل مكانه يحاول إشاحة بصره عنها ولو كانت النظرات رصاص لمات مكانه من نظرتها الصارمة ...تبادل الجميع النظرات بود إلا هو ...

تكاد تنقض عليه تقطع فخاذه الطاهرة تلك ل" بانيه وبوفتيك !"

قطع صمت الجمع سالم وهو يقترح بود :

-" طيب ما يا ماما نسيب العرايس يقعدوا لوحدهم .."

رحبت أميرة وسلوى بالفكرة وأميرة تهتف بود :

-" عندك حق يا بني تعالوا نقعد إحنا في الأنتريه ونسيبهم !"

نظرة سليم لسالم كانت قاتلة وهو يتوعد أخيه بضيق :

-" دا انا هطلع عين أهلك !" همس طفيف سمعه سالم ليبستم وهو يترك أخيه مع رقية ...

رحل الجميع وبقي هو فقط وهي بالطبع ...

-" مالك يا سليم خايف ليه ؟"

-" هخاف ليه هو إنت بتعضي ..."

يجاوب بنبرة تشبه نبرته لينكر خوفه منها ..فتهمس رقية ببرود وهي تنظر له بتمهل :

-" لا لا يا سليم أنا مبعضش ..أنا بكسر صوابع ...بكسر رقاب ..ضلوع ..لكن أعض ..لا مش من هوياتي خالص ..."

-" ما تصلي عالنبي يا ست حلويات مالك في إيه ..."

هتف سليم وهو يستنكر إصرارها الغريب على إخافته ...ليهمس بضيق :

عيلة سين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن