المشاهد من 53 وحتى 60

6.1K 248 49
                                    

-" انت ناسية احمد عمل ايه ؟ دا لسه خارج من المصحة مبقالوش ٣ سنين !"

-" انت بتعايرني يا سالم !"

همست بها كارما بصوت مكتوم ...وهي تبذل أقصى قواها كي لا تنفجر به أو تنهار أمامه وهي لا ترضى أيا منهما ...لكن صراحته الممتزجة بوقاحته المعتادة ..جعلته يصل معها لحافة النهاية سريعا ..

يهمس بتبرير فظ :

-" مش معنى إني بصارحك بحقيقة أبقى بعايرك يا كارما ...الي حصل مش عيب منك ..مش ذنبك إن أحمد مشي في الطريق دا !"

عند هذا الحد اكتفت كارما من تلك المحادثة والأحرى من تلك العلاقة بأكملها ...رفعت يدها تخبره أن يتوقف ...تهزها في الهواء بيأس وهي تلف وجهها عنها تداري دموعها وتمحيها بيدها الأخرى ..تجلي صوتها من حشرجته وهي تستعيد توازنها هاتفة بحدة :

-" متكملش يا سالم خلاص ...متبررش كلامك بكلام بيوجع أكتر منه ..."

غصبا عنها غامت دموعها مجددا بدموع عجزت عن التحكم بها وهي تتحرر غصبا عنها على خدها ..زمت شفتيها وملامحها تحاول التحكم بنوبة إنهيارها ...تؤجلها قدر الإمكان ...

لانت ملامح سالم وقد شرع قلبه يستشعر صرامة ما تفوه به ..وثقله على قلب كارما ....يعاتبه على وقاحته التي تزينت بصراحته المطلقة ...إلا أنها أصابت قلبها بألم ...

مد يد يتحسس كفها الممدة على الطاولة ...لكنها سحبته وهي تهمس وعينيها تهرب منه همس بضيق :

-" كارما أنا مقصدتش ..."

سحبت يدها من أمامه تشبك كفيها أمامها وهي تهمس ببرود :

-" صدقني متفرقش ...عموما يا سالم ..انت شخص غالي على قلبي حقيقي ...وعشان كدا خلينا نقف هنا عشان منكرهش بعض ...لأنك زي ما بتخاف على أختك ومبتسمحش لحد يمسها ..صدقني مش هتردد لحظة في منع أي أذى عن أحمد أخويا ...الي بكلامك دا أثبت إنك لا تعرف عني ولا عنه حاجة ..."

قالتها وهي تستدير عنه تحمل حقيبتها ...إستوقفها بسؤاله :

-" يعني إيه كلامك !"

نهضت كارما من مقعدها وهي تضع حساب قهوتها أسفل الفنجان هامسة ببرود حاد دون أن تنظر له :

-" يعني الي بينا خلاص إنتهى ...ومن هنا ورايح ..إحنا منعرفش بعض ...عن إذنك !"

لم تمهله فرصة أن يستوقفها مجددا ...بل هربت من أمامه ...تصبر نفسها ...تمنعها أن تبكي مجددا ...أن تجرح كرامتها أمامه ...أن تشعره أن ما يتحدث عنه نقطة ضعفها الوحيدة التي تخفيها عن الأعين ..أنها لن تسمح لأحد على الأرض مهما كان غالي عليها أن يمس أحمد بكلمة أو فعل ...

يكفي أنه عانى الأمرين ليتخلص مما لحق به ...تحامل على نفسه كي لا يكسرها وأمها ...

ومن كان معهما لحظتها ؟

عيلة سين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن