المشاهد من 44 وحتى46

3.2K 183 23
                                    

-" فخاااادي ..."

علمت سلمى أن شيئا من إثنان قد حدث وإما سيف إحترق أو إنزلق !

وفي الحالتين كعادته " موكوس " لا يفعل شيئ دون أن يصاب بعاهة مستديمة !

أدركه أخوته ...فوجوده يقف أم الموقف في صدمة تشبه صدمة متابعي المسلسلات الهندية حين ينتهي المسلسل بعد أن إمتدت حلقاته فطالت الطفولة والشباب وإحتضنت الجدة حفيدها ولازال البطل يدرك البطلة التي تسقط من أعلى الدرك !

على كل الحال أنه مصدوم ...وهو يتأمل غطاء الوعاء بعد أن لسعه وسقط ...وهو يتشم رائحة " ورق العنب " بعد أن تحول ل" ورق الفحم !"

يبكي ال" حلة " التي تفحمت ...يهمس سالم المتضايق أصلا بنفاذ صبر :

-" سيف أنت بتصوت عشان الحلة اتحرقت صح ولا أنا فاهم غلط !"

صرخ سيف بقهر :

-" قلبي هو الي اتحرق متقولش عليها حلة ..ورق العنب دا في قلبي مش في حلة!"

هتف سالم يتمالك نفسه :

-" أنا هطلع برا أكفل تزعيف بالزعافة قصدي تنضيف ..بل ما أظرفك تزعيفة في نفوخك أسخطك ضفدع !!"

هتف سيف بقهر :

-" يا قاسي القلب يا بتاع الكفتة يا جاحد !"

تراجع سليم هو الأخر قبل أن يتهور على سيف :

-" أروح أكمل أنا شرشبة الصالة بدل ما أشرشبك !"

لكنها وحدها سلمى التي تفهمه وتقدر مشاعره المرهفة تسأله بإهتمام :

-" سيف ممكن أسألك سؤالين واحد لغوي والتاني من باب العلم بالشيء !"

لم تنتظر إجابته بل إندفعت في سؤالها :

-" معلش لما صرخت ليه قولت " فخادي" بدل من " قلبي " على إعتبار إنك محشي ورق العنب قلبك ؟"

إنتصب سيف في وقفته ...كأنه عسكري يضرب التمام بتحيته العسكرية هاتفا وهو يحتضن المغرفة :

-" عشان غطا الحلة وقع لسعني وبالتالي إحساس الألم يسبق إحساس الحسرة في ترتيب الأحسايس والمشاعير !"

-" مشاعير ؟"

-" جمع مشعور !"

-" جبت مشعور دي منين !"

-" من القاموس !"

-" دا قاموس سوسن إسهاب للمعلومات الهباب ..قاموس إيه ونيلة إيه !"

هتفت سلمى بنفاذ صبر حقيقي ليندفع سيف وهو يقبض على مقدمة سترتها يقربها منه بشر :

-" مرة كمان تنسي إني أخوك الكبير ..شايفة حلة ورقة العنب الي بشربة الخروف دي ..هتبقى بشروبتك المرة الجاية ! "

بلعت سلمى ريقها بتمهل وهي تبتسم بشغف تمد رأسها تقبل خد سيف هاتفة بتدلل :

-" دا انت سيفو قلبي ..يرضيك !"

عيلة سين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن