#ختام_رواية_احبك_بروحي

772 57 20
                                    

شعرَتْ بوخزةٍ في قلبها ، ثُم إبتسامة خجل توسطتْ ثغرها
غیمةُ أحزانها السوداء قررت الإستسلامَ أخیرا فأخترقتْها أشعة الثقة بالله والتوكل علیه كانت فاتن تنتظر منها أي رد فلم تَخْرُج سوى كلمةً "یا لصبرِك مولاي یا حُسین ! "
تعجبت منها زوجة عمها فسألتها لماذا هَذِهِ الجُملة الآن ؟
زهراء : لأنهُ أعطى لله كُل ما یملك ، حتى الخُنصر والخاتم ! فكافأهُ الله بأن جعلهُ سر الوجود
فمن تكون زهراء لتعترض أو لتطلُب ، فتركتُ الله یَأْخُذ مني كُل عزیز ولم ولن أعترض أبداً
فخطرَ في بالي أن رزقني الله بشریكِ حیاةٍ مؤمن كمُكافأةٍ لي ..
فاتن : سُبْحَان الله ، باركَ الله فیكِ بُنیتي ، هل تعلمین أن والدكِ قد إختار والدتكِ لإنها مؤمنة على الرغم من مُعارضة أخوتهِ وأخواتهِ
، إلا إنه كان مُصراً على ذلك ، والحمدلله أنه أختارها كي أكون أنا المُستفیدة
فأضع في بیتي هكذا جوهرة ،
حَنَت زهراء رأسها خجلاً من هذا المدیح ،
في الحقیقة عندما دخلت الحرم الجامعي لأول مرة لم یَكُن في فِكوها سوى تحقیق حُلمها في إیجاد علاج لمرضى السرطان وخدمة
صاحب الزمان من خلال التثقیف لدولتهِ المُباركة على النقیض تماماً من نصف الشابات اللاتي یضعن في بالهن أن الجامعة هي في
المرتبة الاولى لإیجاد شریك الحیاة !!
كان جواب زهراء واضحاً بعد أن حضرَ عمها وسألها عن رأیها ، تم الإتفاق على أن یكون المهر بسیطاً كما في أي عائلة بسیطة
وهذا طلب زهراء شخصیاً أُسوةً بمولاتها وسیدتها وأُمها الروحیة فاطمة الزهراء علیها السلام
عندما أعطتْ فاتن الجواب لوالدة علي ، بدأت تُطلق الصلوات على النبي وآله وطلبت من الله أن یُتم الأمر على أحسنِ وجه ، وعلي
هو الآخر عِندما سَمِعَ بالأمر ذهب مُلتجأً نحو مكان صَلاتِهِم وسجد سجدة الشُكر التي إعتاد علیها كُلَّمَا أحس بِلُطف الله معه ثُم توجه
نحو القبلة ودعا .. بِدُعاء الفرج الأقرب لقلبهِ وخاطبَ سیدهُ و مولاه صاحب الزمان وقال : سیدي هي عائلةٌ لأجلِك وفِي سبیل الله
ولنُصرتِك ، نطلبُ مِنكُم المُباركة وأن لا تحرِمنا من ألطافكم یا باب الله ..
وجَرَت مراسیم الخطوبة والترتیبات وأتفق الطرفان على مُدة خطوبة قصیرة ثُم الزواج في نهایة العُطلة وقبل بدایة السنة الدراسیة
وقد تكفل والداه بمصاریف الزواج كاملةً حتى یتسنى لَهُ الإعتماد على نفسه بعد التخرُج وزهراء هي الأُخرى لم تكُن تُشبه أقرانها
من البنات اللاتي لا تنتهي طلباتُهن مما سهل الأمرِ ..
وفِي یوم عقد القِران حدث شيء غریب لم یَكُن في الحُسبان
حضر الجمیع في بیت عّم زهراء من أقارب العروسان وبقي الجمیع في إنتظار الشیخ الذي سیعقد لهما
والذي وصلوا له عن طریق معارف علي فقد كان طالب حوزة ویعرف الكثیر من الشیوخ والسادة .
إتصل علي به وإذا بالشیخ یعتذر جداً لانه على فِراش المرض ولا یدري مالذي أصابهُ !
وقال بأنهُ سَیُرسل أحد أصدقاءه وأنه في الطریق الآن !
وما هي إلا لحظات والباب تُطرق ، فعادت نبضات قلب علي الى وضعها الطبیعي وردد الحمدُلله ..
دخل رجل نورانيّ الوجه یرتدي عمامةً سوداء أقنى الأنف
وألقى على الحضور تحیة الإسلام ..

رواية أحبكُ بروحي(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن