الفصل الثالث

120 4 0
                                    

أعتذرت و قلت سأذهب الى البيت ذهبت الى المقهى بمفردى ..أحب الذهاب هنالك وحيدا...لأتطلع في وُجوه الناس ..كم تخفي نظراتهم المختلفة إلي الحياة من حولهم عوالم دفينة أحب أن أنبش فيها.....
انظر حولى اجد فتاة وحيدة تدخن السجاير وتنفث دخانها في رتابة شديدة...لتتابع خيطه وهو يتصاعد إلي السماء....
كانت صامتة...عيناها خاليتان من البريق اللامع ...ملامحها ثابته ضحكت مثلما بكيت
لكن اثار فيّ السؤال .. !
هل تلك الصوره هى حقيقتها ام انها تتخذها قناع لتخفى شيئا وراءها !
هل صمتها يخفى حديث مطول يتمنى ان تبدأ به يوما !
هل عيناها الباهتتان اللون تحملان بين طياتهما ضوء لامع!
هل هى لا تشعر بشئ ام تقاوم شعور ما بداخلها !
انا لا ادرى فانا لا اعرفها ! أسأل نفسي عنها لا أسألها .. ! ابحث حولها ليس بداخلها !
ظلت هى صامتة و انا مشغول البال . !
كانت هنالك لذة استثنائية في مراقبتي لها...كان في ملامحها شيء من الماضي وقليل من المستقبل ...وأنقاض روحٍ من هذا الحاضر ..
أصبحت فجأة هي مرادي !!
رسمت لها صوره فى خيالى صوره الصامتة المتحدثة صوره الباردة المتلهفة !
صوره الضاحكة الباكية و و كل هذا و انا لا اعرفها
ماذا لو كنت أعرفها ؟
وقفت و وضعت هاتفي : هل من الممكن رقمك ؟
ابتسمت و قالت : لا احبذ العلاقات اجلس لنقضي وقتا و ليذهب كل منا في طريقه .
لم أمتنع ، جلست أنظر إليسها سألتها قاطعتني : لا تسأل سأجيب ، عندما توفي ابني كان الزوار يعزونني بقولهم "إن الحياة ستستمر". كنت أقول في نفسي: ما هذا الهراء؟ كيف لها أن تستمر. الموت هو الذي يستمر، فابني ميت الآن وسيبقى ميتًا غدًا وفي العام التالي وللأبد. لا نهاية لذلك. لكن قد تكون هناك نهاية للحزن الذي يصاحب الموت. فالحزن غمر العالم كما غمره الماء أثناء الطوفان العظيم، وسيستغرق الأمر وقتا طويلًا لينحسر الحزن. بيد أن ثمة بعضًا من جزر الأمل بدأت تطفو. هل هي السعادة؟! أو شيء من هذا القبيل...
أصابتني نوبة ذعر لا اعلم لماذا لكنها تصدر طاقة سلبية رهيبة .

_________________________________________

أنت وحيد برغم من كل تلك الحشود التي تلتف حولك.

كل يوم تسمع اسمكِ يتكررمن اشخاص تعرفهم وآخرون لا تعرفهم الجميع يكرراسمك فقط لرغبة في قضاء مصلحة او للإجابة عن سؤال.

سمعتِ اسمك عندما كانوا يبكون ويضحكون ويصرخون وعند قلقهم سمعته في جميع الأحوال لكن لم تسمعه في الحب أبدًا.

لم ينادوك وأنت تبكي تصرخ وأنت تضحك لم يجربوا لم يحاولوا.

يبدون لطفاء في البداية، وعهودهم التي أقسموا انها أبدية وأنهم لن يخونوا سيظلون بجانبك. هم حقًا وفوا العهد لكن لأنفسهم ظلوا هنا بجانبك لان ذلك يشعرهم بالراحة و الاطمئنان بينما انت تشعر بالضجيج و الصراع المستمر.

يطلبون الحب كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة بل في كل نفس يأخذونه لكنهم لم يعطوك الحب ولو للحظة.

مقهى الغرباء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن